الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠٢٤ 09:29 م






نظمت لجنة التدريب والتثقيف العمالي بالاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين  ورشة  بعنوان "تطوير مهارات الاستماع"، وذلك يوم الأربعاء الموافق 7 فبراير 2024، بمقر الاتحاد الكائن بمدينة عيسى ،حيث قدم الورشة النقابي الأستاذ محمد يحيى مراد، رئيس النقابة الحرة لعمال بتلكو، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال التواصل وتطوير المهارات الشخصية.

تناولت الورشة عدة مواضيع مهمة، بما في ذلك أساسيات الاستماع الفعال، وتقنيات وأدوات لتحسين مهارات الاستماع، وكيفية التفاعل مع الآخرين بشكل فعّال خلال عملية الاستماع. تضمنت الورشة أيضًا نماذج عملية وتمارين تفاعلية تهدف إلى تعزيز فهم المشاركين وتطبيق المفاهيم المستخدمة في الاستماع الفعّال.

 من جانبه قال النقابي محمد يحيى مراد، رئيس النقابة الحرة لعمال بتلكو:" إن  عالم اليوم يتميز بالتكنولوجيا العالية، والسرعة الفائقة التي يرافقها مستويات مرتفعة أيضًا من الضغط والتوتر، وأصبح  الاستماع من أهمّ المهارات التي لابدّ من امتلاكها لتحقيق النجاح. وعلى الرغم من إدراكنا لهذه الحقيقة إلاّ أننا مع ذلك لا نخصص ما يكفي من الوقت للاستماع إلى الآخرين. أو الإنصات إلى ما يقولونه، متجاهلين بذلك أهمية هذه المهارة ودورها في بناء العلاقات وتحسين نوعية التواصل بين البشر".

وأضاف أن  الاستماع يعتبر من أهم المهارات التي يجب على الشخص التحلي بها واكتسابها، حيث أن حُسن استماع الشخص يؤثر على فعالية عمله وجودة علاقته مع الآخرين من حوله، فبالاستماع يستطيع الشخص اكتساب المعلومات، وفهم ما يدور حوله، واكتساب العلم والمعرفة وأن مهارة الاستماع  تعد من المهارات القابلة للتحسين لتجنب سوء الفهم وزيادة القدرة على الإقناع والتأثير والتفاوض.

وفيما يتعلق بالفرق بين السماع والانصات فأوضح مراد أن السماع يقصد بالسماع مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباها مقصوداً، اما الانصات فهو تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل تحقيق غرض معين ويعتمد على الأصوات المنطوقة لاغير الإستماع: فهو مهارة أعقد من ذلك، أنه أكثر من مجرد سماع إنه عملية يعطي فيها المستمع اهتماماً خاصاً وانتباهاً مقصوداً لما تلقاه من أصوات ويفسر الصوت والحركات، كما أن الاستماع المقوّم (الناقد): الشخص الذي يستمع بتركيز واهتمام ويبذل مجهوداً لفهم ما يقال وتقويمه لكنة لا يحاول التعمق الى نية المتحدث وفهم مشاعره، فيما الاستماع النشط (الفعال) فهو أن الشخص يستمع بتركيز وانتباه ويبذل مجهوداً ليس فقط لفهم ما يقال ولكن لفهم ما وراء ذلك من احاسيس ومشاعر المتحدث.

واكد مراد أن الاستماع الجيد   يمكن أن يوفر عدداً من الفوائد للفرد عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الآخرين، وتشمل هذه الفوائد - القدرة على التعلم مما سمع واكتساب معلومات اعمق حول الموضوع وإظهار الاحترام للشخص المتحدّث و أنك مهتم ، بالإضافة إلى التواصل بين الآخرين بشكل فعال ومثمر، مع نتيجة فعالة والمساهمة في بناء علاقات قويّة وطيبة بين الشخص المتحدّث والمستمع و فض النزاعات ويمكن إزالة المفاهيم الخاطئة من خلال الاستماع الجيد وتوضيح القضايا بشكل صحيح.

وأشار مراد إلى أنواع المستمع كمساهم فردي (موظف) وهو يتطلب الاستماع بنشاط إلى زملائه ومديره سوف يخدمه بشكل جيد في دوره كمساهم فردي. سوف تتعلم المزيد حول ما يهم مديرك في محادثات، أما الاستماع كمدير فيصبح الاستماع الفعال أكثر أهمية عندما تنتقل إلى دور تدير فيه الأشخاص بفعالية كونه مديراً جيداً ومشاركاً يعني معرفة ما يجري مع فريقه بدقة - أين توجد مهامهم ومشاريعهم، وكيف يتعاملون مع عبئ العمل والتوتر في حياتهم الشخصية أيضا. وأضاف أن الاستماع كقائد فإنه قد يكون من السهل اتخاذ القرارات باستخدام الخبرة المعرفة فقط في القيادة، لكن سيكون قائدا أكثر نجاحاً وتعاطفاً إذا تمكن من تلقي التعليقات والمعلومات من زملائه التنفيذيين والمديرين والمساهمين الأفراد أيضاً.

وأشار مراد إلى أن الاستماع الفعال هو مهارة تنطوي على إيلاء اهتمام كامل للمتحدث لفهم الرسالة تمامًا قبل الرد بشكل مناسب،أثناء ممارسة الاستماع الفعال، فإنك تركز على أفكار واحتياجات ومشاعر وأفكار المتحدث دون تشتيت ودون نية الرد على الفور. وتتيح مهارات الاستماع أيضًا التفسير الفعال لكل من الإشارات اللفظية وغير اللفظية، بما في ذلك نبرة الصوت ولغة الجسد وحركات العين لفهم نية المتحدث بشكل أفضل قبل الرد، ويمكنك أيضًا طرح أسئلة توضيحية أو إعادة صياغة ما قاله المتحدث لتأكيد أنك تفهمه تماماً.

ونوه إلى أن الاستماع الفعال لايعني  دائماً أن المستمع بحاجة إلى الموافقة بكل إخلاص على كل ما يقوله المتحدث في المحادثة، فهذا ليس واقعيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الهدف من الاستماع الفعال ليس دائما الاتفاق على بيانات الحقيقة فهو يتعلق بفهم وجهة النظر المختلفة، حتى لو كنت لا تزال غير موافق في النهاية.

 ودعا مراد المستمعين إلى ضرورة الاستماع دون انتقاد المتحدث في العقل أثناء حديثه، حتى لو كانت رسالة المتحدث تسبب لك الإثارة أو الانزعاج، فيجب تجنب التفكير في التعليقات السلبية أو الحكمية لأن هذا يضر بقدرتك على الاستماع، كما يجب الاستماع بعقل متفتح وتفهم أن الشخص يعطي وجهة نظره، قد تدرك أن وجهة نظر المتحدث أكثر منطقية مع استمراره في التحدث إليك، ولن تعرف القصة كاملة دون الاستماع.

نشرة الحر الإلكترونية - عدد شهر ابريل 2024 التفاعلي
نشرة الحر الإلكترونية - عدد شهر ابريل 2024 التفاعلي