العمالة السائبة والعمالة الزائدة.. وجهان لعملة واحدة.. هي الخراب!
العمالة السائبة والعمالة الزائدة.. وجهان لعملة واحدة.. هي الخراب!
ليس منعاً لأي يد عاملة، من مزاولة مهنة «شريفة» وليس قطعا لأبواب الرزق مع أن الأرزاق بيد الله (عز وجل). ولكنه التنبيه والتحذير، بخصوص العمالة السائبة فهذه العمالة هاربة من ملاحقة القانون.. وهي تجوب البلاد، طولها وعرضها بلا حسيب ولا رقيب، فهي لا تحمل تأشيرة إقامة.. وبالتالي فهي في حكم القانون ترتكب مخالفات يعاقب عليها. وإذا لم تسلم نفسها، ولم يتم القبض عليها.. فإن جرمها يتضاعف.. كما أن عقابها يشتد. إن العمالة السائبة، رغم أنها بعض الشيء تسهم في انجاز الأعمال وتنفيذ المصالح.. إلا أنها قد تتستر تحت غطاء (المخالفة للقانون)، فتمارس أفعالا منافية ومنحرفة. ومادامت هذه العمالة تتجول حرة، في كل البلاد وتجوب الحارات والطرق والأزقة والممرات.. فإن الأماكن والشوارع الداخلية، ليست بمنأى عن تصرفاتهم الطائشة، ولا عن ممارساتهم الخادشة ولا عن تحرشاتهم الهائجة، بل انهم يمثلون - دائماً - مصدر خوف وقلق للأهالي.. حيث إنهم يوجدون فيها، من حين إلى آخر ويزاولون فيها مختلف الأنشطة، ويمارسون أدنى المهن.. ويستطيعون أن يدخلوا على المواطنين من كل باب.. سواء من باب الترويج للأغراض المنزلية.. أو من باب التسول.. أو من باب الحاجة الماسة إلى العلاج، أو من باب البحث عن أي شغل أو قضاء مصلحة. إن هؤلاء يشكلون عمالة زائدة ومضرة.. مهما تذرعوا به من حجج وهم غير متعلمين.. وغالبيتهم العظمى من العزاب.. وهم معرضون للانحراف وارتكاب الجرائم بحكم الدوافع الغريزية. فمن يضمن هؤلاء المتشردين، وهم كثيرون، عندما يتسكعون في الشوارع والطرقات، ويجوبون الأحياء والأزقة، بحثاً عن عمل. والعمالة السائبة يصعب معها التعامل بالطيب واللين والحوار، وخصوصا أن الضرورة القصوى للمعيشة، تدفعهم إلى سلوك العنف والانفلات، لتحقيق مآربهم الشخصية وهذه العمالة السائبة لابد أن يكون فيها فئة منحرفة.. بل من المؤكد أن يكون فيها فئة خارجة عن القانون، ومهيأة للسقوط.. فتستغل الظروف المغرية، لاقتراف الجريمة، فكيف نحمي عوائلنا ونساءنا وأطفالنا وصغارنا، من غدرهم وتلصصهم؟! إن لنا عبرة في البلاد والأمم الأخرى حيث استوطنت تلك العمالة ديارهم.. فتحولت مع مرور الزمن الى جماعات إرهابية ومتطرفة، ذاقت منها تلك البلاد الأمرين.. فلا غرابة في أن تلك البلاد قد أخذت تشكو من العمالة المهاجرة، وترفع الصوت عاليا، مطالبة بعدم استقبالها ومطاردتها، والقبض على فلولها، فلماذا لا تقوم الدولة، بردم الشر واستئصال الورم.. قبل أن يستفحل؟! وعدم السماح لهذه العمالة الشاردة، بالبقاء في البلاد.. درءاً للفتنة، والقضاء على المحنة.
عبدالله عبدالله المناعي
http://www.akhbar-alkhaleej.com/13218/article/25703.html