اصبروا.. وصابروا والله ولي الصابرين!! لطفي نصر
عمال البحرين الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠١٤

اصبروا.. وصابروا والله ولي الصابرين!! لطفي نصر

اصبروا.. وصابروا والله ولي الصابرين!! لطفي نصر


ليس صحيحا أن هناك تناسيا أو تجاهلا لأوضاع المتقاعدين كما يدّعي المتقاعدون في رسائلهم إلينا.. فهم على البال والخاطر.. وسواء في الحكومة أو في السلطة التشريعية أو في وسائل الإعلام.. فلا يمكن لمسئول أو مختص أن ينسى المتقاعدين.. ذلك لأنهم الآباء والأمهات الذين أفنوا زهرات شبابهم في خدمة الوطن في شتى مواقع العمل والعطاء.. اعترفنا أو لم نعترف.

الدليل على ذلك أنه قد توافقت الرؤى في كل من مجلس النواب والشورى مؤخرا، وأقر المجلسان معا مشروع جعل العلاوة السنوية للمتقاعدين من القطاع الخاص (3%) علاوة مركبة، وليست بسيطة كما هو الحال الآن شأنهم في ذلك شأن المتقاعدين السابقين من القطاع الحكومي الذين تصرف لهم العلاوة مركبة.

والعلاوة المركبة هي التي تحسب على أساس آخر معاش يحصل عليه المتقاعد.. أما العلاوة البسيطة التي تصرف لمتقاعدي القطاع الخاص على أساس مبلغ المعاش التقاعدي عند تسويته أو ربطه لأول مرة عند الإحالة إلى التقاعد.

والحقيقة لم يكن هناك أي مبرر أو سند مستساغ لهذه التفرقة بين المتقاعدين من الحكومة والمتقاعدين من القطاع الخاص.. فالكل ينشوي على نار الأسعار والارتفاع الجنوني لتكاليف المعيشة.. ولذلك وجدنا هناك إجماعا من النواب والشوريين على هذا المشروع العادل الذي كانت الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي ترفضه بذات المبررات التي ترفض بها أي مشروع يجيء حاملا أي ميزة للمتقاعدين ومقتضاها أن هذا المشروع ينذر بمخاطر العجز الاكتواري ويهدد صناديق التأمين الاجتماعي بالإفلاس.

عموما الحياة تأبى الطفرة.. وكل ما يستحقه المتقاعدون قادم لا محالة رغم أن جبهة الرفض حتى الآن هي الأقوى والمتمثلة في وزارة المالية والهيئة العامة للتأمين الاجتماعي.. ففي الماضي لم تكن هناك زيادة سنوية بالمرة.. ثم جاءت الزيادة (3%)، وكانت بسيطة ثم ستكون مركبة للجميع قريبا جدا.. وليس صحيحا ما تدعيه الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بأن مملكة البحرين هي التي تنفرد بهذه العلاوة من دون سائر دول العالم.. فالصحيح هو أن هذه العلاوة تصرف مضاعفة في دول عربية أخرى.

والدليل على أن الخير يأتي تباعا على أرض البحرين.. وخاصة بالنسبة إلى هذه العزيزة على كل القلوب (المتقاعدون) أن مجلس النواب سيبحث غدا مشروعا برفع نسبة العلاوة السنوية لهذه الفئة جميعهم من 3% إلى 4%.

صحيح أن هناك توجها قويا نحو رفع هذا المشروع؛ لأن جبهة الرفض ضده تزداد شراسة، وسوف تواجه المجلس بمبررات أشد قسوة.. لكن لا يهم.. فقد يرفض هذا المشروع غدا.. ليعاد طرحه وبحثه من جديد من خلال الفصل التشريعي الرابع بإذن الله.. لتتم الموافقة عليه والأخذ به.. وذلك لأنه لا يموت حق وراءه مطالب.. فاصبروا وصابروا.. والله ولي الصابرين.

لا يخلو بيان من بيانات المعارضة إلا ونراه يهاجم السلطات المختصة ويتهمها بعدم احترام حقوق الطفل، والادعاء بأنها -أي السلطات- تضرب عرض الحائط بالاتفاقيات الدولية الحامية لحقوق الأطفال على أرض البحرين.

لقد وصل الاتهام للسلطات المختصة إلى درجة الادعاء بأنها تتعمد جعل أجواء الامتحانات ملوثة وخانقة وغير صحية من خلال نشر الغازات الخانقة، والقنابل المسيلة للدموع.. وتتواصل الاتهامات الموجهة إلى وزارة التربية والتعليم بأنها تمارس التمييز ضد الطلبة.. وأنها -أي وزارة التربية- قد تمادت في تمييزها إلى درجة التلاعب في نتائج ومعدلات الطلبة.. ناهيك عن الاتهامات الأخرى الكثيرة ومنها التلاعب بالبعثات.

إن هؤلاء المدبجين لبيانات الفبركة والكذب والادعاءات هم أول من يعلمون أن وزارة التربية والتعليم والقائمين عليها لا يمكن أن تميز بين طالب وآخر.. ذلك لأنها لا تنسى أن جميعهم هم أبناء الوطن.. ولكنه الخوف والتصور الخاطئ لدى هؤلاء المدبجين بأن القائمين على التعليم يمكن أن يلجأوا إلى ما كان يتم اللجوء إليه في الماضي.. حيث الانحياز الواضح.. وتوجيه المنح والبعثات وجهة واحدة وصبغها يكون واحدا.. بعيدا عن العدالة والمساواة.

كما لا يمكن لرجال الأمن أن يملؤوا أجواء الامتحانات -حسب الادعاء- بالغازات الخانقة.. أو يضربوها بالقنابل المسيلة للدموع حتى لو كان هناك من يثير الفوضى والاضطرابات داخل هذه اللجان.. لسبب واحد وبسيط جدا.. ألا وهو أنهم جميعا أولياء أمور.. ولا يرضون على أبنائهم بأن يؤدوا الامتحانات في جو خانق كما الادعاء في أحد البيانات المفبركة للمعارضة.. فهؤلاء «الأطفال» الذين يتم الدفاع عنهم ليسوا هم وحدهم في لجان الامتحان.. اللهم إلا إذا كانت وزارة التربية قد وصل الأمر بها إلى أن تعقد لجان امتحان لأبناء كل طائفة على حدة!!

هذا هو السر في أن الحملة الشعواء ضد النظام الجديد للمنح والبعثات لم تتوقف، حتى قبل أن يقدم الطلاب أوراقهم ورغباتهم إلى إدارة البعثات!
والمهم أن المريب يكاد يقول خذوني.. والله يرحم أيام زمان.. وخاصة في حقبة السبعينيات والثمانينيات، وخاصة في إدارة البعثات عندما كان شهود العيان يصرخون مطالبين بوقف ما يحدث من مهازل.. ولكن للأسف لم يكن هناك من يتحرك أو من يصدق!!

http://www.akhbar-alkhaleej.com/13240/article/29246.html