دور الاتحادات العمالية العربية في النهوض بالمرأة
عمال البحرين الثلاثاء ٠٩ ديسمبر ٢٠١٤

دور الاتحادات العمالية العربية في النهوض بالمرأة

دور الاتحادات العمالية العربية في النهوض بالمرأة

 إن نضال العمال و العاملات في بلادنا و في العالم قد ادى الى الحصول على حقوق لفائدة العمال و الاجراء بداية بيوم عمل من 8 ساعات و المساواة في الاجور و التغطية الصحية و الخدمات الاجتماعية و العطل السنوية و عطلة الامومة او الوضع و ساعات الرضاعة  و تكييف للعمال الذين لهم مسؤوليات عائلية هذه الحقوق و المزايا كرستها الاتفاقيات و التوصيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية و منظمة العمل العربية و كرستها تشريعاتنا العربية و ايضا الاتفاقيات الجماعية التي تفاوضت عليها النقابات مع المستخدمين ،لكن هذه الامتيازات و الحقوق تتراجع كلما تراجع و ضعف تجندنا و تندثر في الورشات غير القانونية و في القطاع غير المهيكل او المنظم  .

 

إن العامل البسيط لا يمكن ان يفرض بمفرده احترام حقوقه ومن الصعب على العاملة ان تدافع بمفردها  و تو اجه مسؤوليها لرفض التمييز في العمل او المساس بكرامتها  او حتى التذكير بترقية منسية او متناسية ,بعض العمال لا يتمتعون بحقوقهم الاجتماعية ،بينما العمال الذين يؤسسون نقابة قوية فإنهم يتمتعون بحقوق واسعة الى جانب امتيازات متعددة تتعدى الى رفاه اسرهم ان تدخل المندوب النقابي في مشاكل و في نزاعات كإهمال ترقية او تحرش جنسي او العمل على الغاء عقوبة او تحرش جنسي يكون اقوى و اشد عندما تكون النقابة قوية و تمثيلية.

على العاملات الانضمام الى النقابة و جعلها منظمتهن القوية الفعالة الصاغية لقضاياهن و المحسنة لوضعيتهن المهنية و التي نسهل لهن مسؤولياتهن العائلية و حمايتهن عند الوضع و الرضاعة.

على النساء ان لا يتخلين على فرض وجودهن و اسماع صوتهن في النقابات فلن يتسنى للنقابات الدفاع عن صوت غائب على النساء ان ينضممن الى نقابات من اجل:

ü   أجور و ظروف عمل احسن

ü   من اجل حماية افضل للأمومة

ü   من اجل فضح التمييز و التكفل بحالات التحرش الجنسي و كافة اشكال العنف الاخرى.

ü   من اجل تضامن فعال مع اليد العاملة في الورشات غير القانونية و التصدي لتجار العبيد او العمل بالسخرة.

ü   النقابات لا مستقبل لها بدون التكفل بقضايا النوع الاجتماعي.

ü   النقابات لا تعرف تقدم و نهوض دون التكفل بقضايا النساء و بالأخص قضايا العاملات.

ü   قضية العاملات لا يمكن التكفل بها بدون النساء.

يجب على النقابات ان تعمل من اجل:

ü   حق النساء في الترقية و مناهضة التمييز باقتحام مناصب عمل و مسؤوليات جديدة.

ü   نكسر كل الطابوهات التي تمنع النساء من التمتع بحقوقهن القانونية و الاجتماعية و المهنية و السياسية.

ü   من اجل بروز النساء كقياديات في تحريك النقابات و في هياكلها.

وعلى ضوء الظروف التي نعيشها ولا سيما بتحرير الاسواق الذي يتفشى فيها:

ü    العمل المخفي الذي يحرم العمال من حقوقهم و لاسيما العاملات.

ü   هشاشة العمل الذي يعرض العاملات الى اشنع الابتزازات و المساومات..

ü   المنافسة غير الشرعية من المؤسسات الما فوق قطرية و القطاع غير المنظم او غير الرسمي السوق السوداء.

ü   المؤسسات المدعمة من طرف الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة.

ان التحرك الجماعي للعاملات و العمال عبر النضالات العديدة و المتعددة و بالمفاوضة الجماعية المكافئة و القوية تدفعنا كعمال للإصرار على المقاومة.

اذا ضعفت النقابات فإن كل المكتسبات و الامتيازات تصبح محل مراجعة و تقليص و ستمحى  في المؤسسات الخاصة و غير الخاصة و لا يمكن للنقابات ان تتكفل بالنساء و قضاياهن الا بإدماجهن و ادماج مطالبهن ضمن برامجها وخلق فضاء يلائم النساء لمسؤولياتهن المزدوجة.

و يجب توفير لهن مكان للإصغاء الى خصوصياتهن و اعتبارها مطالب نقابية

و يجب على النقابات ان توفر للعاملات مرافق اجتماعية تسهل لهن العمل النقابي كدور الحضانة و المطاعم ......الح

العمل على المساواة في الاداء النقابي و ذلك القضاء على الذهنيات البالية

و لان وضع النساء حساس في مجتمعنا الذي يبقى عديم المساواة فعلى العاملات التضامن اكثر تحت ظل نقاباتهن.

مستقبل المجتمعات مبني على جهود وكفاءات افراده فلذا دور النساء يضاهي دور الرجال في ذلك

وظائف النوع الاجتماعي في تغير مع تغيير مظاهر و مستويات الحياة ،و النقابات تعتبر اهم منظمات المجتمع المدني ان لم نقل اصدقها و احقها بتناول قضايا النوع

سوق العمل تغير و طابع المؤسسات الاقتصادية تغيرت و كذا علاقات العمل تغيرت و بدأت تأخذ مرونة خطيرة لكن منظماتنا النقابية عموما لم تواكب هذا التغيير فهي محافظة على هياكلها و على تصوراتها منذ نشأتها الاوضاع اليوم تغيرت و ما حدث هو تسرب خطير للمنتسبين ليس فقط في نقاباتنا العربية بل في معظم النقابات العالمية التي تملك تقاليد نضالية رائدة الى جانب الشيخوخة التي تميز افرادها مما لفت انظار  لباحثين لتناول الظاهرة من ناحيتها الاجتماعية، فتبين ان الشباب العامل عازف على الانخراط او الانتساب الى نقابات وفي استطلاع تبين ان النقابات بصيغتها الحالية لا تلبي رغبات و طموح الشباب، و هذا ليس طرحنا لأنه تبين ان النساء يعزفن عن الانتساب الا اذا واجهن مشاكل او نزاع فردي حيث تتضامن العاملات و تنتسب اي دون نزاع او طلب حل مشكل فالانتساب ضعيف.

و بعد التحري تبين ان النقابات تتبنى خطاب ذكوري و هذا الاسلوب تاريخي بخلفياته و هذا ينفر النساء و يعتبرنه خطاب يستثنيهن من الرسالة النقابية. وقد تبنت بعض النقابات خطاب نسائي و لكنه لم يكن مجدي فالرسالة ضعيفة لأنها عبارة عن هجوم على الرسائل الذكورية مما خلق صراع تنافر.

 بعض النقابات تبنت حل لجان النساء العاملات و لكنها لم تعطها صلاحيات تنفيذية فكانت عبارة عن هيئة استشارية في قضايا المساء و بما ان هناك ما هو اشد الحاح في قضايا العمل اصبحت خذه اللجان ديكورا ديمقراطيا لها وفكرت اخرى بجعل لجان المرأة العاملة مفتوحة للجنسين لنكون خلايا تفكير تتبنى قضايا النوع و تدرجها في لوائحها المطلبية كقضايا نقابية لكن اهمها هي من جعلت اللجان كمدرسة لتدريب الكفاءات و ادماجها كقيادات في صفوف الاتحادات ,  المرحلة القادمة تدعو الى تغيير تمط النقابات و جعلها نقابات خدماتية تقدم للعمال و بالأخص العاملات خدمات و تلبي حاجات مما يجعل استقرار في تواجد الافراد و كذلك الاستقرار في سوق العمل ة بالتالي الرفاه في المجتمع بتبني قضايا النوع و ادراجها في الخطاب النقابي و على طاولة الحوار و في الاتفاقيات فإن النقابات تخطو خطوة صيحة لاستقطاب الشباب العامل و النساء العاملات.

النقابات بحاجة الى العاملات من اجل اكثر قوة و اكثر تضامن و من اجل جلب اكبر عدد من المكتسبات.

النساء بحاجة الى نقابات لان عددهن في تزايد و العرض اصبح اقل من الطلب و هنا سيحدث انتهاك للكرامة و الحقوق و تكثر المزايدات.

على النقابات العمل على تمكين العاملات من الوصول و ممارسة العمل النقابي و ذلك ب:

ü   التدريب و تكثيف الورشات و الحملات التحسيسية على مستوى المؤسسات حيث تتواجد العاملات

ü   الاتصال و التواصل

ü   عبر المنشورات و عبر كل وسائل الاتصال الحديثة

ü   التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي التفاعلية

هذه ليست صورة سوداوية  عن الواقع ولكنها ملامح سائدة لان النجاحات المحققة قليلة و مثمنة ولها تأثير ملموس و اهمه هو وجدنا الان مجتمعات و نناقش هذا الموضوع