التعليم والتدريب في سوق العمل
عمال البحرين الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠١٥

التعليم والتدريب في سوق العمل

 

 

التعليم والتدريب في سوق العمل

 

يقضي الموظف حياته المهنية، بعد انتهاء تعليمه وتدريبه البدئي، متنقلا ما بين مقرات العمل وقاعات التطوير والدراسة. فحين يكون الاقتصاد متوسعا، أو مستقرا والوظائف متوفرة، يكون في مقر الشركة أو المؤسسة الحكومية المُوَظِفة. وما أن يفقد المرء وظيفته حتى يلتحق فورا إما بمؤسسة تعليمية أو جهة تدريبية ويرتبط بإحداها، وينغمس في عملية جديدة للتطوير الذاتي. هذه حال الاقتصاد الحديث. لا شيء مضمون 100 بالمائة ولا وظيفة تدوم، ولا تخصص يستمر طيلة الحياة. المجتمعات الحديثة تقبلت، بدل الرفض، ظاهرة البطالة، كجزء من آلية السوق واستعدت لها بأخذ مبالغ من العمال أو أرباب العمل بأيام الازدهار أو إبان السنوات السمان، واستخدمتها حين يضطرب الاقتصاد، وتتفكك أواصر قوته، وتبدأ البطالة في الانتشار، أو بسنوات عجاف. هنا تكون الجهات المعنية مستعدة لالتقاط بداية خيط الاستعداد والمبادرة. وأول ذلك الفهم بأن التدريب والتعليم ليس وسيلة لسحب قوة معينة من سوق العمل، وإن كانت تقوم بتلك الوظيفة بالضرورة، ولكن الأمران إن أحسن استخدامهما يشكلان وسيلة ممتازة لإعادة صياغة سوق العمل، وإيجاد وسيلة منتظمة لجس نبضه وإيجاد آليات لتطويره وجعله يستجيب لمتغيرات تقنية وإعادة توزيع الطلب على مهارات جديدة. المطلوب فقط أخذهما على محمل الجد ودفعهما لأقصى امكانيتهما، والعمل على جذب القطاعين العام والخاص للتفاعل معهما. والأهم هو النظر للتعليم والتدريب كطرائق مناسبة لتمرير المتغيرات في سوق العمل إلى جهات التعليم والتدريب لإيجاد البرامج المناسبة والمخرجات المطلوبة ولإعادة آلية العرض والطلب إلى العمل مرة أخرى في سوق العمل المحلية. وهذه أيام مناسبة للتفكير في هذه الأمور. ففيما عدا أخبار أسعار النفط المنخفضة نسبيا، وقبل أن تستعيد السوق لكامل صحتها، فإن المؤشرات تعكس توجهات مطمئنة للاقتصاد البحريني للنمو والتوسع وبلوغه ذرىً جديدة. وأخبار الصناعة كما حال جيبك مثلا، والسياحة، وبالذات تلك المتحققة من السياحة الخليجية الدائمة، تشيع تفاؤلا وتجعل التفكير الخلاّق ممكنا. ولكن حيث إن دوام الحال من المحال، وسنة الكون هي التغير، وحتى لا نفاجأ في مستقبل الأيام، فهذا وقت التفكير والتدبير. ونقطة البدء في ذلك هو العمالة البحرينية التي يجب أن يتهيأ أفرادها إلى إنه بات من الصعب في الاقتصاد الحديث ضمان العمل الدائم، وتفادي البطالة. ولذلك يصح قول وزير العمل، رئيس المجلس الأعلى للتدريب المهني، جميل حميدان، بأن البحرين أنجزت الكثير في التوظيف والتدريب، وتعاون أصحاب العمل وإيمانهم بتطوير مهارات العمالة الوطنية بالتدريب المستمر. كما أن تميز سوق العمل البحريني بوجود أجيال متعاقبة من عاملين متميزين بمهاراتهم يرفع من المستوى المطلوب من التنافسية ويخلق آفاقاً جديدة من التحديات لدى داخلين جدد في السوق. وهذا مهم في السوق الخليجية المشتركة التي تزداد توحدا في كل يوم وتزيد من جاذبية المملكة كمقر للأعمال والتجارة. http://www.akhbar-alkhaleej.com/13528/article/15967.html