وزير التربية: التكريم الغالي سيبقى ذكرى في القلوب فيّاضة بمعاني الحب والولاء
عمال البحرين الخميس ١٠ مارس ٢٠١٦

وزير التربية: التكريم الغالي سيبقى ذكرى في القلوب فيّاضة بمعاني الحب والولاء

 

نستمد القدرة على الإنجاز والتطوير من هدي توجيهات جلالتكم...

وزير التربية: التكريم الغالي سيبقى ذكرى في القلوب فيّاضة بمعاني الحب والولاء

 

ثم ألقى وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم كلمة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله..

أصحاب السمو والمعالي والسعادة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بغامر الاعتزاز وعميق الامتنان، يسعدني ويشرفني أن أقف بين يدي جلالتكم الكريم، في هذه اللحظة الغرّاء، لأعبر لكم، عن أسمى معاني الشكر والعرفان، على تفضّل جلالتكم بهذا التكريم التاريخي النبيل، الذي نفتخر به جميعا، وذلك بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن منتسبي الوزارة والجامعات وطلبة المؤسسات التربوية من حكومية وخاصة. وإنّ تكريمكم اليوم للعاملين في مهرجاني “البحرين أولا”، و”ذكرى ميثاق العمل الوطني”، اللذين شارك فيهما آلاف الطلاب والطالبات، بتعبيرهم العفوي الجميل عن محبتهم لجلالتكم واعتزازهم بعهدكم الزاهر، سيبقى ذكرى في القلوب فيّاضة بمعاني الحب والولاء، وتاجا على الرؤوس مرصعا بمعاني الفخر والاعتزاز.

سيدي حضرة صاحب الجلالة..

ماذا يعني لنا مثل هذا التكريم الغالي؟ إنه يعني في البداية دعم جلالتكم المتواصل واللامحدود للتربية والتعليم، وهو يعني أيضا أن مسيرة التربية والتعليم في بلادنا تشغل حيزاً كبيراً من فكركم المستنير، والمشهود له محلياً وخارجياً ببعد النظر، وباستشراف المستقبل بأسلوب علمي وخبرة متجددة. وهو تكريم نفيس، يبين رعاية جلالتكم ومتابعتكم لمستقبل أجيال شعبكم الوفي، الذي تولونه كل اهتمامكم، وتسهرون على راحته، وتعملون عملا دؤوبا أصيلا من أجل رفعته. فنلتم بذلك محبة صغيره قبل كبيره، وما وجود مديري المدارس المتميزة في الأداء وفق تقييم الوزارة والهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب في هذا اللقاء، إلا تعبير واضح على اهتمام جلالتكم بتقدير كل جهد يبذل لما فيه خير التعليم.

ولئن سألنا يا صاحب الجلالة الذين يقفون اليوم بين يدي جلالتكم عن عميق مشاعرهم؟ فلن تجدوا سوى، الشكر والتقدير والامتنان، لما تحقق لهم ولزملائهم في عهدكم الزاهر الأغر، من إنجازات ومكتسبات شملت سائر أوجه الحياة.

 

سيدي مليكنا المفدى..

ولعل البعض يتساءل، من أين تستمد الوزارة القدرة المتجددة على الإنجاز والتطوير، إن هذا لسؤال مهم وسهل الإجابة في الوقت نفسه فنحن نسير على هدي من توجيهات جلالتكم الحكيمة الملهمة، المؤكدة على أهمية الوعي والإدراك بقوة التربية في تنمية الواقع الإنساني، وبناء المستقبل المنشود، لهذا نعمل بكل صدق وإخلاص وتفانٍ، على رسم معالم الدور الذي يمكن للتربية البحرينية أن تقوم به، في ضوء مسيرة البناء الوطني ضمن حركة التجديد التربوي والتنموي والسياسي التي تقودونها بكل حكمة واقتدار.

فما نشهده اليوم من العديد من المشروعات التعليمية الحديثة، جاءت ترجمة لفكر جلالتكم الذي نستنير من قبساته، فكانت الثمار طيبة والنتائج مشرفة، رصيدا للوطن وهذا ما شهدت به التقارير الإقليمية والدولية، وازدادت في عهدكم الزاهر الأغر، المدارس والمباني والمختبرات في كافة مناطق المملكة كمّا ونوعا، لتلبي حاجات الأعداد المتزايدة من الطلبة، وذلك بمباشرة تنفيذ توجيهاتكم بإنشاء المزيد من المدارس الذكية والصديقة للبيئة، وفق أحدث معايير جودة البيئة المدرسية، من أجل الارتقاء بالخدمات المقدمة للأبناء الطلبة، مع التوسع في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة، ورعاية المواهب الطلابية.

كما تضاعفت فضاءات الأنشطة الثقافية والرياضية والكشفية وتنوعت، من أجل إعداد أبنائكم الطلبة وتمكينهم علميا وتربويا وقيميًا، ليسهموا في تنمية الوطن وتقدمه وازدهاره والدفاع عن هويته واستقلاله.

واليوم تفتخر البحرين في عهدكم المشرق، بأنها قد أنهت الأمية الأبجدية، وبدأت العمل على برنامج محو الأمية المعلوماتية، وأصبح التعليم الأساسي والثانوي والجامعي في متناول الجميع، ترعاه الدولة بكل مسؤولية لثقتها بأن أفضل الاستثمار هو الاستثمار في الإنسان، وأبرز مشروعات وبرامج تطوير التعليم التي تنفذها الوزارة، قد جاءت من فكر جلالتكم المنير، لبناء كيان إنسان العصر وتمكينه، إذ فتحتم عهدا جديدا مشرقا من التطوير النوعي، بتدشين مشروع جلالتكم لمدارس المستقبل، الذي أوصل التعليم إلى مرحلة جديدة متطورة، تم تعزيزها بالانتقال إلى مرحلة التمكين الرقمي في التعليم، تنفيذا لتوجيهات جلالتكم، وذلك كي تصبح المدرسة وحدة متطورة، لديها القدرة على التعامل دراسيا وإداريا باقتدار مع الوسائل الإلكترونية.

ويشرفني أن أعلن بأن الوزارة باشرت ترجمة أمركم بالعمل على تعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء إلى هوية البحرين العربية والإسلامية، وبناء حصون التسامح والتعايش والوحدة الوطنية ونبذ العنف والتعصب، من خلال المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، والبدء الفعلي في المشروع الرائد “المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان” المنسجم مع ما تفضلتم بضرورة “تربية النشء على ثوابت الهوية الحضارية لتراثه الإسلامي السمح، وعروبته المنفتحة، وكيانه الوطني البحريني كنموذج إنساني نعتز به للتعايش والتسامح والتحاور، الذي لم يتوقف في مملكة البحرين باعتبارها منارة إشعاع في خدمة جوارها الحيوي، وبما يرسخ الولاء الوطني لدى أجيالنا الشابة”.

سيدي حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه..

في زمن المسؤولية الوطنية التي تعلمناها، من سيرة جلالتكم الثريّة العطرة الهادية، فإننا الآن نعمل في اتجاهين: يد تبني وتطور التعليم الجيد ليكون رافدا للتنمية المستدامة، وعين تسعى إلى المحافظة على الوحدة الوطنية وحماية البنين والبنات من الأفكار الهدامة، التي قد تؤثر على عقولهم وقلوبهم، ويستهدف عملنا التربوي إلى رصّ الصفوف لترسيخ الروح البحرينية الأصيلة السمحة، وبناء الوحدة الوطنية في عقول أبنائنا الطلبة. وسعينا بإيمان ومحبة إلى ترجمة حديث القلب والعقل بهذا الخصوص، من خلال برامج وأنشطة وطنية جادة، يشارك فيها الآلاف من أبنائكم الطلبة، من مختلف المراحل الدراسية، وذلك لتنمية المواطنة في أبعادها العملية والفكرية والروحية.

سيدي حضرة صاحب الجلالة، أصحاب السمو، الحضور الكرام..

بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت بدعم ومساندة من القيادة الحكيمة يحفظها الله ويرعاها، وبالرغم من الإنجازات الكبيرة المشرفة، فإننا لن نتوقف في سعينا نحو التطوير، وذلك على صعيد المؤسسات التربوية والمعلم والطالب لنواكب متطلبات الأجيال وطموح أولياء أمورهم، خصوصا أن سقف التطلعات، في ظل قيادتكم لا يعرف للتميّز والتنمية والعطاء حدودًا.

وختاما، فإنّ مسيرتنا التعليمية تسير بخطوات واثقة، وطموح متجدد، بفضل دعم جلالتكم الكريم، ومساندة واهتمام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله، وصاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مؤكدا بهذه المناسبة الوطنية بأن الوزارة حريصة كل الحرص، على تنفيذ مبادرات وبرامج المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، الذي يحظى بمتابعة مستمرة من سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب، للارتقاء بمخرجات التعليم.

 

سيدي..

لقد بدأت كلمتي بأن هذا اللقاء تاريخي في معناه، ويشرفني أن أؤكد في ختامها، بأننا نحمد الله تعالى على قيادتكم لهذا البلد، فأنتم ترسمون السعادة والأمل في كل بيت، بدعمكم للتربية والتعليم، سائلا الله تعالى أن يحفظ جلالتكم ذخرا وسندا، للوطن والمواطنين، ولتبقى راية البحرين عالية خفاقة في سماء العز والازدهار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

وتشرف وزير التربية والتعليم بتقديم هداية تذكارية إلى جلالة الملك بهذه المناسبة.

وأقام صاحب الجلالة الملك مأدبة غداء تكريما للعاملين في مهرجاني البحرين أولا، وذكرى ميثاق العمل الوطني، وتشرف الجميع بالسلام على صاحب الجلالة الملك.

 

 

 

http://www.albiladpress.com/article325679-1.html