كلمة السيد يعقوب يوسف محمد
كلمة السيد يعقوب يوسف محمد
رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين
مؤتمر العمل العربي الدورة 43
القاهرة – جمهورية مصر العربية
بداية يطيب لي أن أنقل لكم جميعا أجمل التحيات وأطيب الأمنيات من عمال مملكة البحرين وأمنياتهم لهذا المؤتمر الموقر بالخروج بنتائج طيبة ترتقي إلى طموحات الشعوب العربية وعمالها. كما اغتنم هذه المناسبة لاهنئ معالي السيد عيسى بن سعد النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل بدولة قطر الشقيقة على اختياره رئيسا لهذه الدورة ، واثقين في أن ما يتمتع به معاليه من حسن إدارة وحكمة وحنكة سيقود أعمال هذه الدورة نحو النجاح والتوفيق وتحقيق ما نصبو إليه جميعا من أهداف نبيلة في خدمة أطراف العمل العربية ورفعة شأن قطاع العمل العربي . كما اهنئ نواب الرئيس ورؤساء الفرق وجميع من أسندت لهم مهام في هذه الدورة على اختيارهم من قبل زملائهم أعضاء المؤتمر ، متمنين لهم التوفيق والسداد في الأعمال الموكلة إليهم والشكر موصول إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لرعايته واستضافته لأعمال هذا المؤتمر.لابد لي من الإشارة إلى ما تشهده الساحة العربية من انعكاسات وهي معروفة لكم جميعا، على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتراجع الاستثمارات ونسب النمو والتشغيل وغيرها من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية والتي أدت إلى إغلاق وتراجع عمل العديد من المنشآت وتسريح العمال وضعف حماية حقوقهم وهروب المستثمرين.أن من أبرز مظاهر عالمنا اليوم وأكثرها إلحاحاً مشاكل تعاظم البطالة بصورها المختلفة وتفاقم معدلات الفقر والعوز.. إن هذه الظاهرة باتت تشكل همّا كبيرا للحكومات وأطراف الانتاج الأخرى، لذا فإن تقرير معالي المدير العام لهذه السنة ((التحديات التنموية وتطلعات منظمة العمل العربية)) جاء في الوقت المناسب ليساهم في التصدي لهذه المظاهر وإيجاد الحلول التي ستسهم بدون أدنى شك في علاج هذه المشاكل أن وجدت طريقها نحو التطبيق العملي. تعد مشكلة البطالة بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الاستقرارالعربي، والامن القومي العربي في الصميم،وذلك اضافة الى اثارها السلبية الضارة بالاقتصاد القومي، وبالتالي فان الامر يتطلب التصدي لهذه المشكلة على عجل في اطار مؤسساتي عربي جمعي، اضافة الى المعالجات القطرية،وذلك من خلال الشروع بوضع إستراتيجية عربية شاملة للمعالجة، تأخذ في الاعتبار عدة مؤشرات منها:
- ضرورة تشجيع التشابك الاقتصادي البيني العربي.
- والشروع بإنشاء مشروعات قومية كبرى قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الداخلين إلى سوق العمل سنويا.
- كما لا بد من تشجيع القطاع الخاص على إنشاء الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتوعية الشباب العاطل عن العمل للتوجه للعمل في النشاط الخاص،بعد تشريع القوانين التي تضمن حقوقهم،وحقوق رب العمل في نفس الوقت.
- وكذلك رفع كفاءة الأداء الاقتصادي القومي العربي،وتنشيط مناخ الاستثمار، والعمل على جذب رؤوس الأموال العربية المستثمرة بالخارج، وتوظيفها في الداخل العربي، بعد تشريع القوانين التى تنظم انسيابية تدفقها، وتجعل اصحابها يتهيبون من اعاد توظيفها في الوطن العربي.
lمؤكدين في هذا الصدد أن العمال هم الأطراف الرئيسية المعنية بالمشاركة في دفع عجلة الانتاج والتنمية والتي لا يمكن أن تتحقّق بدون نقابات عمالية موحّدة ممثلة لعمالها وقادرة على حماية مصالحهم الرئيسية، وفي مقدّمها الحقوق والحريات النقابية والتفاوض الجماعي والحماية الاجتماعية والتأمينات الاجتماعية والسلامة والصحة المهنية التي هي رأس مال العمال وصولاً إلى العمل اللائق والأجر العادل وحماية الحدّ الأدنى للأجور والمساواة في العمل وحقوق المرأة ومكافحة عمالة الأطفال فضلاً عن التكوين المهني لمكافحة البطالة وتأمين فرص العمل.
فلا بد من تفعيل مؤسسات العمل والتعاون العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية خدمة للمواطن العربي وتحقيقا للمصلحة العربية المشتركة في عالم يشهد التكتلات الاقتصادية الكبيرة والتطورات الاقليمية والدولية المختلفة.
كما أن البلدان العربية بحاجة ماسة إلى المزيد من الإنفاق العام على مشروعات البنية الأساسية والصحة والتعليم والإسكان، والتأمينات الاجتماعية، وضخ مزيد من الأموال، وتحقيق مفهوم أكثر شمولا للعدالة الاجتماعية، يتضمن قواعد حقوق الإنسان، والحق في العمل، والحق في العائد الذي يتناسب مع العمل، وتوافر ظروف العمل.
إن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين يؤكد على دعمه وتضامنه المستمر تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها االقضية الفلسطينية. مواقفنا صريحة لاتساوي أبدا بين نضال الشعب الفلسطيني من اجل الحياة وبين ممارسات دولة الارهاب الصهيونية التي تحاصر غزة وتسعى لتهويد القدس وتتبع سياسة التجويع وتدمير المؤسسات وتمنع أصحاب الأرض من استغلال ثرواتها الطبيعية.
فعلى الجميع أن يتحمل مسئولياته نحو فلسطين ونصرة شعب فلسطين، ويجب وضع حد لاستهتار العدو الصهيوني وإجبارها على وقف الاستيطان وإزالة جدار الفصل العنصري وإطلاق سراح الاسرى وإنهاء الحصار الظالم عن قطاع غزة والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا وجنوب لبنان.ومن هنا أوجه تحية واجبة لاخواننا في الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيسه الأخ العزيز جبالي المراغي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وتحياتنا لشعب مصر العظيم داعين الله تعالى أن يحقق ما يصبو إليه الجميع من استقرار وتقدم وازدهار ورقي لجمهورية مصر العربية ولشعوب أمتنا العربية.والشكر موصول كذلك لمعالي الأخ فايز بن علي المطيري مدير عام منظمة العمل العربية الذي لا يألوا جهدا في سبيل تطور ورقي هذه المؤسسة وتأكيد دورها الريادي في رعاية حقوق وحريات العمال العرب بجهده وجهد العاملين معه في المنظمة. وفي الختام أكرر تمنياتي للمؤتمر بالنجاح وأن تكون توصياته وقراراته لمصلحة الطبقة العاملة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته