بين زَعم قصف مزايا التقاعد.. واليد قصيرة!!
بين زَعم قصف مزايا التقاعد.. واليد قصيرة!!
بكل صراحة، لم تستوقفني اللاءات الشورية الثلاث ضد زيادة المتقاعدين، حيث كانت متوقعة جدا.
ما استوقفني هو الاستماتة في رفض هذا المشروع، وكأن البعض بينه وبين المواطن عداوة أو نَذر، بألا يقف معه ولا يساعده أبدا!
العبارة التي وردت على لسان الأخ الفاضل رئيس مجلس الشورى، من أن العين بصيرة واليد قصيرة، عبارة صحيحة، لكننا نختلف في التفسير.
بالفعل العين بصيرة، لكن اليد ليست قصيرة على الكل، بل هي طويلة ومغدقة على بعض الفئات والمشاريع، بينما هي قصيرة جدا عن تحقيق أي دعم بسيط للمواطنين، وبالأخص المتقاعدين.
من غير اللائق التوجه إلى جيب المواطن في التقشف الإجباري، بينما طوال فترة الرفاه النفطي، كان هناك تجاهل تام لصوته الذي بح وهو يطالب بزيادات تافهة، وتعديل مستواه المعيشي.
تلك اليد القصيرة لم تكن كذلك يوما ما على المناصب العليا في الدولة مثلا، فهم محميون من استقطاع 1%، كما أنهم مُبعدون عن أي خطة للتقشف، بينما المواطن البسيط يجد راتبه وكأن به مسّا، حيث لا يتغير ولا يزيد ولا يبقى في الجيب.
تلك اليد القصيرة مازلنا حقيقة نراها طويلة وكريمة في مصارف أخرى ليست ضرورية، فلماذا نراها قصيرة فقط على مشاريع تحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
الأمر المزعج بصورة أكبر، والذي تسبب بضجة كبيرة بين المواطنين والمتقاعدين خاصة، هو تسريب خبر -لا نعلم أين مصدره- بأن هناك مخططا يُطبخ على نار هادئة، سيطبق بعد إجازة المجلس النيابي يونيو القادم، ستلغى على إثرها مكافأة نهاية الخدمة للمتقاعدين، وستتم زيادة السن التقاعدي إلى 65 عاما، كما سيتم منع شراء سنوات الخدمة، وستزيد نسبة استقطاع التقاعد إلى 4%.
لا نعلم مدى صحة تلك المعلومات وغيرها، مع العلم أنها وصلتني من مصادر مختلفة، كما انتشرت بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام، ومع ذلك لم نسمع نفيا من الجهات المعنية، على الرغم من خطورة ذلك التعدي على رزق المواطن، الذي اكتسبه من عرق جبينه طوال سنوات خدمته، ليكتشف في لحظة غدر أنه «باح»!
أحد المتقاعدين الهلعين أرسل إليّ يقول: كيف تسمح الدولة لنفسها بتجاوز القانون، حتى قبرص التي أوشكت على الإفلاس لم تعملها؟
أقول ذلك؛ وربما يكون ما سبق شائعة، لكن السؤال، أين الجهات المعنية لتطمئن المواطنين والمتقاعدين؟
وهل إطلاق تلك الشائعة كان بهدف قطع أحلام أي متقاعد عن أي تحسين لوضعه المعيشي، وهنا سوف لن يطالب بزيادة، وسيصرخ على الأقل حافظوا على ما هو موجود.
على الضمائر الوطنية الموجودة في المجلس النيابي، المبادرة بتقديم مشروع بقانون يمنع المساس بأي مكتسب تقاعدي للمواطن، هذا هو السلوك الوحيد الذي بإمكانه أن يوقف من تعود إطلاق بصره على جيب المواطن، وكلما طلب شيئا قيل له عجز اكتواري، وآخرتها «اليد قصيرة»!
برودكاست: هل من مصلحة أي جهة في البلد أن تنتشر شائعات كتلك؟!
ثم ما وظيفة الجهات المعنية بالموضوع؟ لماذا لا تبادر بطمأنة الناس، بدلا من ترك تلك الشائعات تلف الديرة طولا وعرضا، ليستمتع من أطلقها بالهلع الذي أصاب المتقاعدين، بدلا من بث روح الطمأنينة والأمان في قلوبهم.
قسوة لا يستحقها المتقاعدون، ولا يستحقها الوطن.
آخر السطر: لوردة الوطن التي لا تذبل. لروح الانتماء المتشبّع بحب هذا البلد أرضا وشعبا وقيادة.
إلى شاعرنا الجميل ذي الحس المرهف بو فيّ علي الشرقاوي، حمدا لله على سلامتك، ولا تتأخر عنا، فشمعتك التي تمسكها في الأمام، تنير دروبا كثيرة، ولا تضيء إلا في يديك.
http://www.akhbar-alkhaleej.