وزير العمل: مبادرات توافقية بين «الحر» و«اتحاد النقابات»
وزير العمل: مبادرات توافقية بين «الحر» و«اتحاد النقابات»
كشف وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان عن وجود مبادرات توافق بارزة بين العمل النقابي في الاتحادين العماليين والنقابات العمالية، للعمل اتجاه تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين، وعلى مستوى عال من المسؤولية الوطنية والوعي بأهمية تعزيز الجهود الخيرة لخدمة الوطن العزيز، الأمر الذي أكده رئيس الاتحاد الحر يعقوب يوسف بالتأكيد على أن «الحر» يمد يده للتعاون مع «اتحاد النقابات».
جاء ذلك خلال خلال الحفل الرابع لتكريم العمال المجدين والذي أقامه الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين أمس (الخميس) بفندق الخليج، برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، بمناسبة ذكرى عيد العمال، حيث تم تكريم 222 عاملا من مختلف النقابات العمالية.
وقال وزير العمل خلال كلمته: «يشرفني أن أنوب جلالة الملك، راعي هذا الحفل، وقائد مسيرة البحرين نحو الخير والنماء مقدرين لجلالته كريم رعايته السنوية لاحتفالات عيد العمال، واحتضانه الأبوي لجميع العاملين، ولكل من يكدح في طلب الرزق، ويسعى لتحسين الحياة، ويرسم خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا لمملكة البحرين».
وأشار إلى أن جلالة الملك حريص على استقرار ونمو سوق العمل المحلي، وتأكيد قدرته على توفير فرص العمل اللائق والكريم للمواطنين، وحماية حقوق القوى العاملة، ومضاعفة المكتسبات العمالية، لتظل مملكة البحرين مثالا يحتذى به في المنطقة العربية، وواحة للأمان، والبناء والاستقرار.
وبين أن الاحتفال بيوم العمال يأتي هذا العام وسط تحديات مضاعفة لتعزيز برامج التوظيف والتدريب وزيادة القدرة على إدماج الداخلين الجدد إلى سوق العمل في وظائف نوعية مرغوبة ومحققة للآمال والتطلعات، دون التأثر بتقلبات الأسواق العالمية، والظروف والأوضاع التي شهدتها اقتصاديات دول العالم والمنطقة, وتابع «إن احتفالنا هذا يأتي وسط أجواء عمالية مليئة بالإيجابية والتفاؤل، باتت تشهد المزيد من التعاون والتنسيق بين أطراف الانتاج الثلاثة، وتحقق المزيد من المكتسبات والخير لجميع أطراف العملية الانتاجية، فنحن اليوم على طريق واعد يقدم فيه ممثلو العمال والنقابيون مساهماتهم الجلية، ومبادراتهم الإيجابية الفاعلة في مجالس إدارة العديد من الجهات ويعملون بيد واحدة لتعزيز اللحمة الوطنية والاصطفاف لخدمة بلدنا في كافة المحافل المحلية والعربية والدولية».
ولفت إلى أن شركاء العملية الانتاجية أمام مسؤولية وطنية كبرى، تحتم عليهم المزيد من التكاتف والتعاون من أجل خير الوطن والمواطنين، مشيرا إلى وجود دعم مستمر للقيادة اتجاه العمل النقابي، مستدلا على ذلك بالاهتمام الذي لاقاه وفد الاتحاد الحر خلال لقائه بصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وتأكيد سموه على الدعم والمساندة المستمرة للعمال والعمل النقابي.
وأكد الوزير على أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الحيوية التي تهدف إلى دعم مجالات العمل والتنمية الاجتماعية في مختلف القطاعات، مستدركا «لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية، فنحن بحاجة إلى دعم ومشاركة شركائنا الاجتماعيين من ممثلي العمال وأصحاب العمل والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والحكومية وغير الحكومية، فالتكامل في العمل أمر أساسي وضروري للتنمية والوصول إلى الأهداف التي تسعى حكومة البحرين إلى تطبيقها لتحقيق الرخاء والاستقرار للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، معربين عن طموحنا إلى مستويات أعلى من التعاون والتنسيق، وإلى تنفيذ برامج عمل أكثر فاعلية وقدرة على تلبية حاجات المجتمع والمواطنين». من جانبه قال رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين يعقوب يوسف:
«تمر علينا ذكرى يوم العمال العالمي والاتحاد الحر على أعتاب أن يكمل السنة الخامسة منذ تأسيسه، وخلال هذه السنوات لم يخش الاتحاد الحر أحدا، بل شارك بكل شجاعة في دعم الحركة النقابية والقومية العربية وفي تحقيق وحدتها والدفاع عن قضايها الوطنية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وخلال الستة اشهر الأولى من عمره استطعنا بالاتحاد الحر تكوين علاقات عربية ودولية تكفل الدفاع عن مصالح عمال البحرين والدفاع عن اهدافهم الوطنية. وتكلل كل ذلك في قبول اتحادنا الحر في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد العالمي للنقابات، مؤكدا انتصاره وقدرته على ان يكون البديل الحقيقي والوطني لمن افسده مال المنظمات الأجنبية».
وذكر أن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين سعى وناضل من أجل توسيع قاعدته العمالية والنقابية ونجح في ذلك، داعيا إدارات الشركات وأرباب العمل ان يعوا الواقع ويتحملوا مسؤولياتهم، لا أن يتخذوا مواقف سلبية من هذه النقابات العمالية المنضوية تحت مظلة الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين.
وأضاف «لا زالت نقاباتنا تشكو التهميش من قبل إدارات شركاتهم والتي أصبحت تتخذ القرار تلو القرار بإلغاء الحقوق العمالية المكتسبة والتراجع عن الاتفاقات والعقود المبرمة بدون أي رجوع لممثلي العمال، وهو ما يخالف قانون العمل وقانون النقابات العمالية، بل بلغ الحد بأن تقوم هذه الادارات بتشكيل لجان تحقيق لرؤوساء واعضاء مجالس إدارات النقابات بسبب دفاعهم عن حقوق أعضائها ومكتسباتهم العمالية، وإدارات أخرى تمتنع عن تقديم أقل القليل في دعم النقابة من تقديم مقر للنقابة لتمارس دورها بالمشاركة في دفع مسيرة عمل الشركة ورفع مستوى الانتاجية، ناهيك عن رفض إدارات بعض الشركات عن التعاون حتى لو باستقطاع الاشتراكات الشهرية المستحقة للنقابات على أعضائها.
ولفت إلى وجود إنحياز من قبل بعض إدارات الشركات للنقابات الأخرى في ذات المنشأة وبدون أي احترام لمبدأ التعددية النقابية، مطالبا وزارة العمل باتخاذ اجراءاتها القانونية النافذة لإلزام هذه الشركات باحترام مبدأ التعددية النقابية، كما ندعو شركاءنا في غرفة تجارة وصناعة البحرين إلى تعزيز احترام التعددية النقابية من خلال حث أصحاب العمل على عدم التفرقة بين النقابات العمالية في المنشأة الواحدة.
وعلى صعيد آخر أكد يوسف أن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين يؤكد استجابته للدعوة التي أطلقها وزير العمل للاتحادين العماليين لتجاوز الخلافات وتوجيه الجهود لمواجهة مظاهر الفرقة والانقسام وتعزيز أجواء التوافق والانسجام والعمل المشترك في مختلف المواقع والانتاج، والتي من شأنها المساهمة في الحفاظ على المنجزات التي تم تحقيقها بفضل المشروع الاصلاحي لجلالة الملك ودعم الوحدة الوطنية بعيداً عن مظاهر الفرقة والتشرذم والاستقواء بالخارج ضد مصالح البحرين وسمعتها.
وأردف «إن هذه الدعوة تتوافق مع التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة بضرورة الحفاظ على تماسك المجتمع البحريني والتصدي للممارسات التي تبث روح العداء وتحرض على الكراهية، وهي الأهداف ذاتها التي يسعى إليها الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين لتمثيل جميع عمال البحرين بعيداً عن اي اصطفاف حزبي أو فئوي أو طائفي، لإرساء قيم التعاون والتعايش وتعزيز اللحمة الوطنية».
وأكد على أن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين يمد يده للجميع من دون استثناء وخاصة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين من أجل خير وصالح العمال، ولكن لا بد من تهيئة الأجواء المناسبة لتطبيق هذه الدعوة قبل البدء بها والتي نرى أن من أهمها أن يلتزم الاتحاد العام بأهدافه العمالية فقط من دون اي املاءات خارجية هدفها النيل من مملكة البحرين وشعبها، وأن ترفع الجمعيات السياسية المعارضة هيمنتها عن الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين.