ملفات المعيشة والتوظيف والإسكان والخدمات على رأس الأولويات
عمال البحرين الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦

ملفات المعيشة والتوظيف والإسكان والخدمات على رأس الأولويات

 

ملفات المعيشة والتوظيف والإسكان والخدمات على رأس الأولويات

هذه هي الهموم التي تشغل بال المواطن.. فهل من مستجيب؟

البلاد - إبراهيم النهام
قال جمع من المواطنين إن ملفات المعيشة والتوظيف والإسكان وتحسين البنية التحتية تأتي في المرتبة الأولى، إذ تشغل همّ المواطن البحريني وباله وفكره، موضحين أن صعوبات الحياة في تزايد مستمر، وأن المواطن أضحى يخنق يوماً بعد يوم بأعباء حياتيّة جسيمة لا تطاق.
وبينوا في حديث مفتوح أجرته معهم “البلاد” أن منطلق المسؤولية الوطنية يلزم المسؤولين وذوي المناصب كافة أن يبذلوا المزيد من الجهود بظل الأعباء الكبيرة التي تثقل كاهل المواطن، خصوصاً الأسر المتعففة، وتلك التي لا يعلم أحد عنها شيئاً.
وفيما يلي نص اللقاءات..
المعيشة أولاً
بداية، أفصح فياض ناصر عما يختلج بصدره، مبيناً أن “المعيشة” هي أكثر الهموم التي تأكل من راحة بال المواطن البحريني وتؤرق مضجعة ليلاً ونهاراً، خصوصاً للأسر محدودة الدخل والمتعففة، إذ تعاني التحديات الثقيلة، وتصحبها الصعوبات والهموم، وما أكثرها.
وقال فياض إن “المواسم والأعياد أضحت محطات ضغط كبيرة تثقل كاهل الأسر، منها الأسر التي ليس لها عائل، والتي لا يعلم أحد عنها شيئاً، ولو كان هناك رحمة بهم، ولو كان هناك إقدام على إخراج الزكاة والصدقة اللتين أمر بهما الله عز وجل، لكان الحال مغايراً بالتأكيد”.
ويردف “كثير من الناس يتمنون الحصول على كماليات الحياة، ولو بصيص منها، خصوصا المراهقين، لكن الواقع عادة ما يخالف ذلك”.
ملف التوظيف
ومن جهته، يؤكد خالد الجار أن ملف “التوظيف” يأتي على رأس الأولويات التي تشغل هم المواطن وباله، ويمثل المعضلة الأولى في المضي قدما ومواجهة جوانب الحياة كافة، بقوله “الشباب يتخرجون من الجامعات بحماس وآمال كبيرة لكنها تتحطم عند صخرة البطالة، والأمر يزداد سوء بالنسبة لحاملي الشهادة الثانوية إذ تتضاءل فرص توظيفهم، بظل وجود طوابير طويلة وعريضة من العاطلين عن العمل من حملة الشهادة الثانوية”.
وقال “الجامعات متناثرة هنا وهناك، والتخصصات متنوعة وكثيرة، لكن الملاحظ أنه لا توجد هنالك خطة واضحة المعالم لاحتضان الخريجين وتسكينهم في الوظائف الملائمة، ولابد من زج العلاقات الشخصية والواسطة وإلا يكون فالانتظار مصير الخريج، بغض النظر عن معدله وكفاءته الدراسية”.
تجاهل الكفاءات
وتؤكد ابتسام إبراهيم ما تطرق إليه الجار بسياق أكثر حدة قائلة: “الكفاءات الوطنية تتعرض لظلم كبير يبدأ فور تخرجها من الجامعات، فالواقع يؤكد صراحة أن الدراسة وسهر الليالي والتعب سيكون بلا نتيجة تذكر، على الأقل لكذا سنة، الأمر الذي يدفعهم لتعلم أبجديات النفاق والتزلف لتيسير أمورهم”.
وتضيف “على المسؤولين أن يراعوا أبناءنا ويتقون الله بأنفسهم، وأن يمنحوا الفرص والمقاعد الوظيفية لمستحقيها، البحرين بخير، لكن البعض يضع الأولوية والمصالح أمامه دائماً، الأمر الذي يلقي بظلاله السوداء على أبنائنا وعلى مستقبلهم”.
أولوية الطلبات
ويرى جعفر حبيب الخراز أن الأزمة الإسكانية التي تشغل أولويات المواطن البحريني ستظل دوماً تشكل همه الأول والرئيس، موضحاً أنه لا يمكن نكران الجهود المضنية التي يقدمها الوزير باسم الحمر ومن معه لتقليص مدة الانتظار وحجم الطلبات المتزايدة.
وأكد حبيب أن الأحلام والآمال التي تشغل المواطن اليوم أن تنتهج وزارة الإسكان معيار أقدميه الطلب كمرجع أساس في توزيع الطلبات الإسكانية، مع اعتماد التوزيع المناطقي للحفاظ على هوية المناطق ومنع أهلها من الهجرة لمناطق أخرى.
دور مفقود
وبيّن أحمد إبراهيم بوحسين أن الصراعات الموجودة في مجلس بلدي المحرق سواء بين الأعضاء من جانب، أو بين الأعضاء والإدارة التنفيذية من جانب آخر أفشلت الكثير من المشاريع التي تهم المحرقيين، وقضت على الكثير من الآمال.
وأردف بو حسين “الكثير من المشاريع واقفة بلا حراك وسط تجاذب الأعضاء وإلقاء كل منهم المسؤولية على الآخر، فإلى متى؟ ناهيك عن الدور شبه المعدوم لأعضاء مجلس النواب وابتعادهم عن الناس وعدم نزولهم لهم، فممثلو الشعب المنتخب سواء بالمجلسين النيابي أو البلدي غائبون بواقع الأمر عن الناس، وحضورهم لا يخلو من الضعف والمشاكل”.
احتضان منشود
وبدوره، أكد عبدالقادر القوتي أن ما يشغل همه هو ما يشغل الغالبية من سكان مدينة حمد، مبيناً أن المدينة العملاقة والكثيفة بعدد السكان تخلو من الأندية الرياضية الطموحة، يستثنى من ذلك النادي الشبابي اليتيم، والذي لا تتعدى قدراته الشيء البسيط بظل محدودية المرافق والموارد المالية.
وأضاف “شباب مدينة حمد يلعبون بالساحات المفتوحة بشكل بدائي غير مقبول، ومنهم من يستأجر الملاعب الخاصة، ناهيك أن الساحات الشعبية معدومة بمدينة حمد، ولا توجد إدارات شبابية تقودهم على طريق الصواب، ولا يوجد هنالك من يحتضنهم، وهذا بحد ذاته أمر خطر وغير إيجابي”.
من جانب آخر، أوضح القوتي أن البنيان العشوائي في مدينة حمد أفسد المنظر الجمالي لها وشوهها، مزيداً بذات السياق أنه - أي البناء العشوائي - أفقد الخصوصية للكثير من الأحياء والمساكن، وسمح للأجانب بغزو المنطقة وتغيير هويتها الديموغرافية الأمر الذي يؤرق ويزعج الكثيرين.
مدينة العظماء
وفي حديث عابر عن مدينة العظماء، مدينة عيسى، أوضحت بدرية عيد أن المدينة المتهالكة الخدمات والبنية التحتية لا تزال على حالها، وأن المستور يتكشف في موسم الأمطار، حيث تعري واقع المدينة المتآكل، من شوارع متصدعة، وأرصفة متهالكة، ونقاط تصريف مياه غائبة، وتسليكات كهربائية عفى عليها الدهر، يضاف عليها الكثير من المساكن القديمة والآيلة للسقوط.
على صعيد آخر، دعت عيد لإنشاء نادٍ رياضي للنساء بمدينة عيسى، وسوق للحريم للأسر المنتجة، وبإيجارات زهيدة تكون بمتناول اليد.
وحش الغلاء
وفي هم آخر يطرحه المواطنون بكل شفافية لصحيفتهم “البلاد”، قالت لولوة الجار “إن الغلاء المستفحل لا يطاق وغير منطقي، متسائلة عن الدور الحقيقي الذي تمارسه وزارة التجارة وإدارة حماية المستهلك على وجه التحديد بهذا السياق”.
وزفرت الجار زفرة حارة قبل أن تقول إن “جشع الكثير من التجار موجود وواسع، والمواطن - لا غيره - من يدفع ضريبته، فالكثير من المحال التجارية، خصوصا متاجر (الهايبر سوبرماركت) تتلاعب بالأسعار، وتتفاوت أسعار المنتجات الغذائية فيما بينها بشكل كبير وغير منطقي، خصوصاً أن حكومة البحرين ألغت الضرائب على السلع الغذائية منذ فترة طويلة”.
وتقول “هذا الغلاء الفاحش هو الذي يدفع الكثير من المواطنين إلى شد رحالهم للتسوق بالدول المجاورة، لاسيما السعودية، رمضان والأعياد على الأبواب والمواطن مشغول البال بحجم الأعباء والالتزامات التي تنتظره”.
اختناقات مرورية
ويقول عبدالله الشروقي “إن الدولة مدعوة لوضع حلول جذرية وسريعة لمشكلة الاختناقات المروية الحادة، وتزايد عدد السيارات، في ظل الضيق الحاد للشوارع وعتقها، والتطوير المحدود الذي يطال البعض منها”.
ويكمل “يفترض أن تضع الدولة خطة واضحة المعالم لبناء مبانٍ ضخمة في كل المحافظات كمواقف للسيارات متعددة الطوابق، منها تستثمر كمشاريع مربحة للدولة، وكذلك لتضع حلولاً لأزمة المواقف الحادة والتي تلقي بظلالها على غالبية البحرينيين، خصوصاً مع تزايد عدد الوافدين والأجانب”. وتابع “مجمع 240 بالمحرق خير دليل وشاهد على ما أسلفت بذكره، فغالبية أهالي المجمع يضطرون لإيقاف سياراتهم بأماكن بعيدة عن منازلهم نتيجة شح المواقف واكتظاظ الحي بالسيارات”.
نزول المسؤولين
وبطرح جريء، قال جاسم بوطبنية “إن العديد من المسؤولين والوزراء لا يسيرون على الخطى التي يحددها لهم سمو رئيس الوزراء ويذكّرهم بها على الدوام سواء بتصريحاته لوسائل الإعلام أو بجلسة مجلس الوزراء، يضاف عليها جلوسهم في مكاتبهم بالوقت الذي ينزل سموه للناس ويلتقيهم ويتشاور معهم وينصت إليهم”.
وأكد بو طبنية “لو كانوا مخلصين بعملهم كما يجب لكان واقع الناس مغايراً بشكل كبير، وإلى الأفضل”. وأضاف “علاوة على ذلك فالبحرين أضحت بأمسّ الحاجة إلى وجود وزارة للتخطيط من شأنها أن تنسق الكثير من الأمور، وتساعد على تنظيم عمل الدولة ومشاريعها بالشكل الحديث والمنشود”.

http://www.albiladpress.com/article333846-1.html