مسؤولون بلا إنجازات!
لكل وظيفة في الدولة مهما علت أو انخفضت، اشتراطات ومهمات ووظائف، ويفترض أن تكون لها أيضا معايير ومؤشرات لأداء الشخص المعني بها، تقيس نجاحه أو إخفاقه في موقعه.
بالطبع الوظائف العادية تتطلب اشتراطات محددة وبسيطة، لكن هناك وظائف في الدولة، لا نعلم حقيقة، هل هناك من يتابع ويدقق مشاريعها المعلنة؟ وأنا هنا أتحدث عن الوظائف العليا من وكلاء وزراء ومستشارين، بإمكانهم أن يحدثوا فرقا في الناتج القومي العام لأداء مؤسسات الدولة، فيما لو كان أداؤهم متفوقا.
دعوني أسأل هذا السؤال: هل هناك من يراقب ويدقق عمل الوزراء والوكلاء الذين يعينون بأوامر ملكية، ثقة فيهم، وليعطوا أمانة عظيمة سوف يُسألون عنها يوم القيامة؟
بمعنى آخر، هل التعيين يعني نهاية المطاف؟ أي هل هو المركز الثابت للوزير أو الوكيل، حتى لو بقي في منصبه عشر سنين من دون أن يقدم لوزارته وللوطن والمواطنين أي شيء يذكر، فضلا عن أن يكون ليس أهلا للمنصب طبعا؟
ما أقوله ليس تقليلا من شأن أحد، ولكنها دَفعة لمسؤولي الدولة، لأنّ يرى الوطن بصماتهم في أدائهم.
اليوم وللأسف الشديد، بات رئيس الوزراء يتدخل في أمور ما كان يُفترض أن يتدخل لعلاجها، والسبب هو عدم قدرة بعض المسؤولين على اتخاذ القرار السريع وتحمّل تبعاته.
لا الدولة ولا المواطنين بحاجة إلى وزراء تقليديين، يعملون من أجل راتب آخر الشهر، ودورهم في وزاراتهم ممكن أن يؤديه أي موظف آخر.
أعلم عن بعض الوزارات يتعمّد فيها الوزير تهميش جميع كفاءاته، حتى الوكلاء والمدراء منهم؛ لأنه يعتقد أن أي بروز لأي مسؤول في وزارته هو تهديد له ولكرسيه.
وزراء يسرقون حتى سفرات بعض مسؤوليهم البسطاء، ليبقوا هم دائما في الصورة.
هناك وزارات لا يجرأ فيها أي مسؤول أن يتصرف في قرارات تافهة، والسبب أن الوزير الذي فوقه يدير الوزارة بعقلية (أمن الدولة)، يقرّب من يريد، ويهمّش غالبية الموظفين في الوزارة، إلى درجة محاربتهم في أرزاقهم وتقاعدهم، والقصص كثيرة، تسببت عبر سنوات بتقاعد كفاءات شابة في الوزارات ما كان ينبغي لها أن تتقاعد، وما كان ينبغي للدولة أن تتخلى عنها.
لدينا وزارات غالبية مشاريعها «شو» في «شو»، ولو بحثت في تفاصيل كل مشروع، لوجدته لا يتعدى تصريحات الصحف، وهو على الأرض «أَضغاث أحلام».
لماذا لا تبادر حكومتنا الموقرة بتشكيل فرق حكومية سرية لتقييم ما يُعلن من مشاريع على الملأ.
وهنا أعني جميع مشاريع وزارات الدولة التجارية والتربوية والتعليمية والاقتصادية والبلدية وغيرها، حتى لا نكتشف بعد سنوات من رسم جدران للمشاريع عالية ومزخرفة، بأنها خاوية من الداخل، ولم تكن سوى كذبات، يعلم بعض المسؤولين حقيقتها.
مؤشرات لأداء الوزراء، ومؤشرات لقياس نجاح وفشل المشاريع التي يعلنونها، ومؤشرات لتحفيز ودفع جميع المسؤولين في الدولة على تقديم المشاريع اللافتة للتغيير والنهضة والتطور والنماء.
برودكاست: نقاشات كثيرة حضرتها، تتحدث أن الدولة تسير في خطوات بطيئة جدا نحو التغيير والإصلاح المؤسسي، والسبب عدم تغيير قناعاتنا في هوية القيادات التي يفترض أن تقود المرحلة، وعدم قدرة الدولة على اتخاذ قرارات جريئة في تغيير أي مسؤول يفشل في أداء مهامه الوظيفية.
http://www.akhbar-alkhaleej.