كيف قرأ نواب الشعب تصريحات سمو رئيس الوزراء حول:
كيف قرأ نواب الشعب تصريحات سمو رئيس الوزراء حول:
«جميع مستحقات الموظفين والمتقاعدين مصونة»
من خلال جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي وما قبلها وما بعدها.. كانت هناك أحاديث تدور بين السادة النواب.. وبعضهم بعضا.. حول هذا الخبر الكبير الذي أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.. وتصدر الصفحات الأولى لجميع الصحف المحلية.. واستحوذ على المانشيتات الرئيسية لمعظم الصحف من حيث ان «حقوق المتقاعدين محفوظة - وجميع المكتسبات التي حققتها لهم الحكومة مصونة - كما ان جهود الحكومة مستمرة في ايجاد الخيارات التي تسهم في ديمومة الصناديق التقاعدية وإطالة أعمارها».
ومن بين ما ردده السادة النواب بين بعضهم بعضا هو أن سموه قد آمنهم من خوف.. وحماهم من إحراجات كانت ستكون كبيرة مع الشعب الذي انتخبهم وآمنهم على مستقبله ومعيشته ومأكله ومشربه.. مؤكدين ان هذا التصريح الذي أعلنه سمو رئيس الوزراء، والذي يعد من أقوى وأهم التصريحات على الساحة في الاونة الاخيرة يؤكد بما لا يقبل ذرة واحدة من الشك أنه لن يصدر أي مرسوم في غيبة البرلمان وخلال العطلة البرلمانية يتحدث عن أي انتقاص من حقوق ومزايا الموظفين والمتقاعدين.. وهذا سيجعلهم يقضون عطلتهم الصيفية من دون خوف أو قلق أيضا.
وفيما بين بعضهم بعضا ايضا أكدوا أنهم كانوا قد عقدوا العزم على أن يعيشوا حالة طوارئ لو كان قد قدر ان يصدر مرسوم في غيبتهم يحمل أي انتقاص في مكافأة نهاية الخدمة أو أي حقوق ومكتسبات تقاعدية أخرى.. وكانوا سيتصدون لهذه الخطوة بلا حدود، ذلك ان مثل هذا المرسوم كان سينسف العلاقة بينهم وبين المواطنين بصفة عامة وبينهم وبين ناخبيهم في دوائرهم بصفة خاصة.
وقد أشار البعض إلى انهم كانوا لو صدر مثل هذا المرسوم الذي يحمل انتقاصا من حقوق الموطنين والمتقاعدين - سيدعون خلال الصيف إلى جلسة أو جلسات استثنائية لمجلس النواب.. بل كان التوجه إلى دعوة المجلس الوطني للانعقاد.. وحمدوا الله كثيرا أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء قد بدد كل الخوف في نفوسهم.. وأنهم سيستقبلون العطلة الصيفية بقلب تملأه الطمأنينة والراحة الكبيرة.. بعد صدور هذه التطمينات التاريخية عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.
والسبب وراء كل هذه المخاوف التي كانت وتبددت، هو أنه لو كان قد حدث شيء من هذا القبيل الذي يخافونه.. فإنه كانت ستتلاشى كل ذرة ثقة بينهم وبين الشعب الذي يعلق عليهم كل الآمال.. وكانوا سيشعرون أنه لم تعد لهم أي قيمة تذكر.
لقاء معهم
وخلال فترة استراحة السادة النواب يوم الثلاثاء الماضي كانت لنا وقفات مع بعضهم في أحاديث مباشرة حول:
* كيف قرأوا تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الأخيرة لحقوق الموظفين والمتقاعدين؟
* وماذا تعني هذه التصريحات بالنسبة اليهم؟
في البداية إلتقينا النائب جلال كاظم المحفوظ.. حيث قال: قبل ان تصدر هذه التأكيدات الحاسمة والقاطعة عن سمو رئيس الوزراء من خلال جلسة مجلس الوزراء التقينا سموه في صباح ذات اليوم. وساق سموه إلينا بعض التطمينات.. ومن التأكيدات ان قال سموه أيضا: ان العلاوة السنوية التي يحصل عليها المتقاعدون بنسبة 3% لن تمس ايضا.
وقال جلال كاظم ايضا: اكاد أؤكد من مطلقات الثقة وحدها ان تأكيدات سمو رئيس الوزراء الأخيرة ستغلق الملف الذي كان موضع هياج واستنكارات ورفض للرأي العام مؤخرا بكل أفراد الشعب وأسره، وقد عودنا صاحب السمو ان يتحدث بكل ثقة وصدق من خلال مجالسه، ونحن من ناحيتنا واثقون من أن سموه الكريم صادق الوعد على الدوام وفي كل شأن.
وقال النائب جلال كاظم: ان هذه الوقفة الوطنية والتاريخية لصاحب السمو في مجال الحفاظ على حقوق الموظفين والمتقاعدين.. تؤكد بما لا يقبل ذرة واحدة من شك، بوادر ايجابية جديدة من حيث ان هذه الوقفة تبعث على الطمأنينة بأنه هو موقف سموه الآن وفي المستقبل.. ورسالة إلى الشعب بأن حقوقه محفوظة ومصونة على الدوام.
وأضاف جلال كاظم: ان هذا الذي صدر عن سموه مؤخرا يؤكد أن سموه يتابع كل ما يدور على الساحة بخصوص أوضاع وحقوق المواطنين.. كما يتابع التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع المثار منذ فترة.. ان سموه يقرأ ويتابع كل ما ينشر عبر صفحات صحف البحرين.
د. علي بوفرسن يتحدث:
وعندما تحدث إلينا الدكتور علي بوفرسن في نفس الموضوع قال: نتمنى أن ينغلق هذا الملف بصفة نهائية.. وهذا لا يعني اننا لا نطمئن وبشدة إلى تصريحات صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان.. ولكن هذا لا يمنع من ان يخرج علينا البعض فيما بعد بأحاديث وهمية او ملفقة تقلق مضاجع المواطنين وتبعث فيهم الخوف على مستقبلهم.. ونتمنى لموجة الاستقالات وطلبات التقاعد المبكر التي كانت قد بدأت ان تتوقف حتى لا تفقد الحكومة أو شركات ومؤسسات القطاع الخاص وكل مواقع العمل رصيدها من الكفاءات وأصحاب الخبرات.
وقال إن استقالة (100) فقط من أصحاب الكفاءات من الحكومة ومثلهم من القطاع الخاص لا بد أن تخلق أزمة صعبة.
وقال: معنى كلامي أنهم لو كانوا قد أقدموا على الانتقاص من حقوق الموظفين والمتقاعدين فإنهم كانوا لن يعالجوا أزمة قادمة، لأنهم كانوا سيخلقون أزمة أشد وأصعب.. وهذا يخلق إرباكا كبيرا في المجتمع تصعب معالجته.
وقال: هناك مجالات ترعى فيها الاستقالات على وجه السرعة لمجرد شائعة بسيطة عن انتقاص الحقوق الوظيفية أو التقاعدية.. وأقصد هنا المهن التي يكون عمل أصحابها لحسابهم الخاص أنفع لهم مثل القطاع الصحي والهندسي والمحاسبي والقانوني.. الخ.
وقال مثل هذه المهن والتخصصات تحتاج إلى زيادة المكاسب والحقوق للعاملين بها وليس الانتقاص منها.. هذا إذا أرادت الدولة الانتفاع بهم وبخبراتهم.
نتمنى لحالة التوتر أن تتوقف
وعندما أرادت النائب الدكتورة جميلة السماك أن تدلي بدلوها قالت: أتمنى من كل قلبي أن يغلق هذا الملف.. هذا الملف الذي تفشت معه ظاهرة التوترات المقلقة لأعداد كبيرة من المواطنين، وهذه التوترات لها تأثيرها المدمر على الصحة، وعلى استنفاد الكثير من الميزانيات اللازمة للصحة والعلاج.. هذا غير المجاميع الكبيرة من الموظفين وأصحاب الخبرات التي ستسرع نحو التقاعد والإحالة المبكرة.
وقالت الدكتورة جميلة: لذا فإن ما كان يخشى من حدوثه من حيث العدوان على حقوق الموظفين والمتقاعدين كان سيؤدي إلى استنزاف أموال الصناديق التقاعدية بدلا من أن تكتب لها الديمومة.
ثم قالت: نحن في فترة عصيبة تتطلب من المسؤولين في المملكة أن يعملوا على تهدئة الناس بدلا من إثارتهم وإفقادهم لأعصابهم.
سمو رئيس الوزراء
عودنا على مواقفه
ويقول النائب عباس عيسى الماضي: لقد عودنا سمو رئيس الوزراء على مواقفه الداعمة للمواطنين والوقوف الى جانبهم إلى مالا حدود.. وقد وضعت تصريحاته الأخيرة النقاط على الحروف.. وطمأن سموه شريحة كبيرة من المواطنين بأن حقوقهم ومكتسباتهم لن تمس.
وقال: ولذا أتمنى أنه بعد هذه التصريحات المهمة أن تتوقف الشائعات والمبالغات في المجتمع حول أوضاع الموظفين والمتقاعدين أو غيرها، كما أتمنى من بعض أصحاب الأقلام أن يتوقفوا عن تبني هذه الشائعات.. ويتجهوا نحو ما يسهم في البناء على أرض المجتمع.. والقضايا النافعة التي يمكن طرحها لا حدود لها.
وقال: الحمد لله الذي هيأ لهذا البلد رئيس حكومة يشكل الضمانة الأكيدة والكبرى للحفاظ على حقوق كل المواطنين وليس الموظفين أو المتقاعدين وحدهم.. وهو المتصدي دائما لأي حركة يمكن أن تشكل مساسا أو انتقاصا لهذه الحقوق.. ولا نملك إلا أن نشكر الله.. ونشكر سموه على وقفاته الطيبة.
إنه الملاذ الأخير
ويتحدث النائب محمد المعرفي في هذا الموضوع قائلا: إن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.. يكون دائما وأبدا بتصريحاته وقراراته ومواقفه بمثابة الملاذ الأخير للشعب.. والسبَّاق إلى كل ما فيه الخير والمنفعة الأكيدة للمواطنين.. لذا، فإن مشاعر كل المواطنين مع سموه وحبهم له كبير.. ويكنّون لسموه كل حب وتقدير واحترام.
وقال: هذه التصريحات ملأت قلوب المواطنين بالطمأنينة بعد أن أصابهم الفزع.. لأن هذه الحقوق الوظيفية والتقاعدية في غاية الأهمية بل المصيرية بالنسبة إلى المواطن وأسرته وكل مستقبله.. مشيرا إلى أن هذه التصريحات جاءت في توقيت لا يختاره إلا كل قائد فطن.. وهذا التوقيت الدقيق هو أنه قد جاء قبيل فض دور انعقاد غرفتي السلطة التشريعية.. حيث كانت الساحة ستحترق خلال العطلة البرلمانية بفعل هذه الشائعات والتوترات والقلق الوطني العارم بسبب هذه الشائعات التي جعلت الكثيرين يهرولون نحو الاستقالة والإحالة المبكرة.
وقال: يشكل سموه على الدوام القائد الفطن والذكي واليقظ والحريص على شعبه.. لذلك، فإن حبنا لسموه لا يأتي من فراغ.
وقال: إن كل هذا الذي نحكي عنه حول سموه يتجلى من خلال لقائه الأسبوعي للسلطة التشريعية، حيث يشيد من خلاله صروحا من العلاقة المتميزة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وأحاديث سموه من خلال لقاءاته المتعددة بمجلسه لا تقل روعة وأهمية عن لقاءاته مع السلطة التشريعية وإن كان لقاء سموه بالسلطة التشريعية هو الأعمق.
الحكومة حريصة على الموظفين والمتقاعدين
وعندما أدلى النائب عادل حميد بدلوه في قضية المتقاعدين قال: يدور هذه الأيام الكثير من اللغط حول موضوع التقاعد، ونتلقى نحن النواب بشكل يومي اتصالات من عشرات المواطنين يسألون فيها عن موضوع التقاعد وما يشاع عن صدور تعديلات جديدة على نظام التقاعد خلال عطلة الصيف.
وفي البداية نحن لا يسعنا إلا أن نشكر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على التطمينات التي بعث بها خلال الأيام الماضية، وكان آخر هذه التطمينات ما صدر عن جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي جاءت فيها العبارة التالية على لسان سموه «تؤكد الحكومة أن حقوق المتقاعدين محفوظة والمكتسبات التي حققتها الحكومة لهم مصونة، وأن جهودها مستمرة في إيجاد الخيارات التي تسهم في ديمومة الصناديق التقاعدية وإطالة أعمارها».
وخلاصة كلام الحكومة ان هناك حرصا كبيرا على صيانة وحفظ حقوق المتقاعدين.. ولكن أيضا هناك إشارة في بيان الحكومة الى أنها تدرس عددا من الخيارات التي تسهم في ديمومة الصناديق التقاعدية، ومعنى هذا أنه سيتم إجراء تعديل على نظام التقاعد، ولا نعرف ما هو هذا التعديل.
لذلك فإننا نطلب من الحكومة التي قالت في بيانها إنها تدرس عددا من الخيارات، أن تقوم بإجراء مشاورات موسعة وشاملة مع جميع الأطراف.
نعم، يجب أن تجلس الحكومة مع كل المؤسسات المعنية سواء في داخل الحكومة أو حتى في خارجها من المؤسسات الأهلية، مثلا: بيت التجار، الاتحادات والنقابات العمالية، بيوت الخبرة، مكاتب المحاماة والاستشارات القانونية، طبعا لا بد أن تجلس أولا وأخيرا مع السلطة التشريعية صاحبة الكلمة الأخيرة في مسألة إقرار أي تعديل على قوانين التقاعد.
لذلك، نطالب الحكومة بشكل صريح بألا تستعجل في موضوع التقاعد، لأنه موضوع مهم وخطير ويمس الحياة المعيشية للمواطنين.
ما يحرص عليه سموه
وأخيرا.. التقيت النائب رؤى الحايكي.. حيث قالت: إن أشد ما يحرص عليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء هو عدم المساس بمكتسبات وحقوق المواطنين بل الإضافة عليها.
وقالت من قبل أعلن سموه عدم المساس أو الانتقاص من ميزة مكافأة نهاية الخدمة.. وفي صباح اليوم نفسه وقبل أن يعقد مجلس الوزراء جلسته أعلن سموه أن ميزة العلاوة السنوية للمتقاعدين (3%) لن تمس هي الأخرى.. ثم جاءت تصريحاته بعد ساعات ومن خلال جلسة مجلس الوزراء ليقدم سموه رسالة طمأنة قوية وحاسمة إلى المواطنين بأن أي حقوق للموظفين والمتقاعدين لن تمس.. وفوق ذلك أعلن سموه أن الحكومة ستبحث عن وسائل وإجراءات لضمان الاستمرارية، والديمومة مستمرة في المستقبل ومن دون توقف.
وتقول رؤى الحايكي: إن سموه مبادر وسباق دائما بالخير للمواطنين.. وأنه يبادر بتقديم كل ما يطمئن الجميع على مستقبلهم.. نعم هذا هو سمو الأمير على الدوام.
http://www.akhbar-alkhaleej.