الحقوق الوظيفية والثقافة القانونية..
الحقوق الوظيفية والثقافة القانونية..
دائما عندما نتحدث عن أي مظلومية في وزارات الدولة المختلفة، تكون ردات الفعل غير متوقعة.
فما بين رسائل البريد الإلكتروني المنهمرة، وما بين رسائل الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، تكتشف أن ما تم الحديث عنه نموذجٌ بسيط لسلسلة من القهر والتعسف والظلم الإداري، الذي يُمارس ضد فئات عريضة من موظفي الدولة في مواقع عملهم.
بعضهم يشتكي من تسلط مرؤوسيه، والآخر يشتكي من تعمد مسؤوله تهميشه وركنه على الرغم من كفاءته وشهاداته.
أعداد كبيرة منهم تشتكي من حرمانهم من درجاتهم وامتيازاتهم ورتبهم الوظيفية، بسبب مسؤول مريض، يتحكم في أرزاق الناس، يصنفهم كما يشاء، ويحرم الأبناء من حقوق أصيلة لآبائهم.
عرضنا نماذج لفجور في الخصومة مع كفاءات في الدولة، وهناك نماذج أخرى لمسؤولين يتعمدون تهميش وسحق موظفيهم خوفا من بروزهم.
نماذج تتكرر في مواقع كثيرة في الدولة.
كنت أتساءل: هل موظفو الدولة يعلمون كيف يتصرفون إذا انتهكت حقوقهم الوظيفية؟
هل يعلمون بأن هناك لجان تظلم في الوزارات وفي ديوان الخدمة المدنية وفي الدواوين الثلاثة، وصولا إلى رفع قضايا في المحكمة الإدارية لإنصافهم وإرجاع حقوقهم.
مشكلتنا هي السلبية والخوف من الاندفاع لاسترجاع حقوق وظيفية مكتسبة.
موظفو الدولة تنقصهم الثقافة القانونية والحقوقية التي تحمي مستقبلهم المهني والوظيفي وحقوق أبنائهم التي حفظتها لهم الدولة بالقانون.
إذا كنت موظفا عاديا، رئيسا، مديرا، وكيلا، وتعرضت للتهميش أو الإهانة أو التجميد، أو تعمد من هو فوقك بتوقيف رتبك ودرجاتك الوظيفية، فلا تكن سلبيا لتقبل بواقع لست مجبرا على الإذعان له.
تدرج في الشكاوى ولا تخف على رزقك، فالرازق هو الله، وهناك قوانين في الدولة تحميك.
إذا لم تنصفك جهة عملك ولا ديوان الخدمة المدنية، توجه إلى وزارة العدل، فهناك قسم مختص بقبول شكاوى في المحكمة الإدارية، وهناك باحثون قانونيون.
سيتم التحقق من مظلمتك، وسيتم إرجاع حقك المُستلب، بإذن الله.
لا تقفوا متفرجين على تعسف هذا المسؤول أو هذا الوزير، ولكن توجه لأخذ حقك منه بالقانون، فنحن في بلد فيه من القوانين ما يحمي جميع موظفي الدولة من أي ظلم أو تعسف أو قهر وظيفي، لكن تنقصنا الثقافة الحقوقية والقانونية.
إذًا كانت لك حقوق وظيفية لا تتردد في الحصول عليها، وانزع من قلبك الخوف من المواجهة، وتيقن بأن الرازق هو الله، ولو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك أو ينفعوك، فلن يضروك ولن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك أو عليك.
http://www.akhbar-alkhaleej.