خواطر مواطن صائم» .. عن المال العام
«خواطر مواطن صائم» .. عن المال العام
أول السطر:
تداول الناس إعلان طلب توظيف للخليجيين لبعض التخصصات في دولة خليجية، مع عرض مزايا تشجيعية لاستقطاب الكفاءات، من رواتب مجزية وقروض وأراض وتأمين صحي وغيرها.. هي فرص ذهبية لا تترك، ولكنها مؤشر خطير لنزوح وهجرة كفاءات وطنية قد يضطرها الوضع وتحمل الغربة، من أجل العيش الكريم والمستقبل الآمن.
للعلم فقط:
تفاعلا مع مقال الأمس بخصوص مناشدة أحد المواطنين لمساعدته على أداء فريضة الحج فقد تقدم رجل الأعمال والبر السيد عارف جمشير للتبرع لمساعدة المواطن، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته.
«خواطر مواطن صائم»
.. عن المال العام:
يحزننا كما يحزن كل مواطن مخلص حجم الهدر في المال العام، رغم كل التوجيهات والإجراءات والتقارير واللجان للرقابة والمحاسبة.. يؤلمنا أكثر كما يؤلم كل محب للوطن وقيادته الرشيدة طبيعة التجاوزات الإدارية والمالية، التي طالت حتى الهيئات الجديدة التي جاءت من ثمرات المشروع الإصلاحي، والتي من المفترض أن تكون أكثر حماية للمال العام، لكن التقارير تكشف حدوث تجاوزات حتى في هذه المؤسسات المعنية بوضع إجراءات مشددة في المناقصات والمشروعات.. يقلقنا أكثر كما يقلق كل عاقل المستقبل القادم للأجيال في ظل استمرار أخطاء يمارسها الكبار قبل الصغار.. لا نريد أن نرسم صورة مظلمة وسلبية وقاتمة، ولكن واجبنا يحتم علينا، تماما كما هي توجيهات القيادة الرشيدة، أن نبرز الإنجازات والإشادة بها، وأن نكشف ونحذر من حالات الفساد والتجاوز، والدعوة لوقفها ومحاسبة أصحابها.
صعب على النفس الوطنية أن ترى المنهجية الجديدة للتحديات الاقتصادية الاستثنائية التي طالت الجميع، ولكن ثمة جهات وهيئات لم تطالها المنهجية الاقتصادية الإصلاحية، لدرجة بروز شعور لدى المواطن، أن الإجراءات الاقتصادية منصبة عليه وحده، وفيها تلك الجهات تنظم فعالياتها وأنشطتها الترفيهية وتصرف «بحنفية مفتوحة» وهدر مستفز، وكأنه ليس هناك سياسة «شد الحزام» و«عاصفة حزم» اقتصادية يمر بها الوطن.
ثمة شعور سلبي، ربما لم يفصح عنه صراحة في العلن، ولكنه متداول في مجالس الناس، ننقله بكل أمانة وإخلاص، وهو أنه في ظل تغييرات وزارية، قيل عنها ذات يوم، أنها تأتي من باب التقشف وتقليل المصروفات وحزمة الإصلاحات، ولكن تبين بعد ذلك، أن معظم من خرج من باب الوزارة عاد إلى منصبه من نافذة أخرى وبمكافأة أعلى، إلا القليل منهم، مع صدور قرارات ولجان تعنى بالشأن المالي والاقتصادي، لا يعلم المواطن عن سبب تشكيلها وطبيعة عملها أي شيء، لدرجة خروج تأويلات وتفسيرات ذات حساسية بالغة، وإن كانت خاطئة ومغلوطة.
والله العظيم إن البحرين بخير، وفيها موارد مالية كثيرة، ولديها موارد بشرية متميزة، وتمتلك فرص استثمارية عديدة، ولكنها تفتقد لحسن الإدارة والرقابة والمحاسبة، وليس من المعقول أن تتابع القيادة الرشيدة كل صغيرة وكبيرة، وكل شاردة وواردة في المال العام، في حين أن هناك تضخما في القوى العاملة في جهات، وندرة في جهات أخرى، وهناك ميزانيات كبيرة في جهات نكتشف نهاية العام أنها لم تصرف إلا اليسير منها، وجهات أخرى مارست التبذير والهدر في برامج غير ذات فائدة وفاعلية، وجهات «صفرت» ميزانيتها وطلبت المزيد، إما لأنها لم تحسن التنفيذ، وهي جهات كثيرة، أو أنها نفذت المشاريع وفق الخطط، وهي جهات قليلة.
تتوارد معلومات كثيرة وتتناقل أخبار عديدة، عن تجاوزات في جهات لم يتم الإعلان والإفصاح عنها، ولم يتم تدوينها بعد في التقارير الرقابية الرسمية، ولا نقدر الإشارة لها، مادمنا لا نملك كل الأوراق والإثباتات، التزاما منا بالمهنية والمسؤولية والأمانة الصحفية، وحتى لا نقع تحت طائلة القانون.. ولكن لا يوجد دخان من غير نار.
نثق كل الثقة، وبإيمان مطلق وتام.. أن ما يحصل من البعض لا يرضي القيادة الرشيدة، حفظها الله ورعاها، ولا حتى يواكب ويناسب وينفذ توجيهاتها الكريمة، وأن هناك من يمارس ويقوم بإجراءات خاطئة غير سليمة، ربما يتم كشف القليل منها، فيما كثير منها لا يتم كشفه ولا إعلانه، ربما لحيل في ممارسة الإجراءات وتنفيذها وفق القانون، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر وبشكل عاجل، في الإجراءات الرقابية والمحاسبية، حفاظا على المال العام، من أجل الحاضر والمستقبل، ومن أجل الأمانة والمسؤولية والثقة التي كلفتنا بها القيادة الرشيدة.
فحينما يوسد الأمر لغير أهله يستمر التجاوز، وفي غياب المحاسبة يتواصل هدر المال العام، ويضيع حق الحاضر والمستقبل.. عموما فهذه «خواطر مواطن صائم» عن المال العام.. والله من وراء القصد.
آخر السطر:
حتى الآن فإنّ مستوى البرامج التلفزيونية والإذاعية المحلية ليست متميزة، ولا على مستوى الطموح الذي يشد انتباه المشاهدين.. إلا القليل منها.. ربما لضعف الميزانية أو أسباب أخرى.. نرجو كل الرجاء إصلاح الأمر.. قبل أن نشهد في نهاية الموسم الرمضاني أن برامجنا المحلية حققت أكثر مستوى في المشاهدة ونالت الجوائز والأوسمة.. لأنها ستكون مثار استغراب، وأقرب للخدع السينمائية في الأفلام الهندية..!!
http://www.akhbar-alkhaleej.