الإهمال صهر 100 عام من المهنة.. و5 سنوات بلا موقع بديل
عمال البحرين الأحد ٠٣ يوليو ٢٠١٦

الإهمال صهر 100 عام من المهنة.. و5 سنوات بلا موقع بديل

 

الإهمال صهر 100 عام من المهنة.. و5 سنوات بلا موقع بديل

خليجيون يقدمون عروضًا لـ«الحدادة».. والآسيويون يهددون أرزاقهم

بات مصير أكثر من 12 حدادا في سوق الحدادة الواقع بمنطقة البرهامة مجهولا، فالبعض منهم هجر المهنة بحثا عن لقمة العيش بعد إغلاق سوقهم، فيما الآخر اتخذ من المزارع مقرا لعمله المؤقت، أما العدد القليل المتبقي منهم، فقد استأجروا محلات في منطقة النعيم.

غياب الجانب الرسمي رغم الوعود الكثيرة بدعمهم، وتقديم الحلول المناسبة للنهوض بمهنة المتاعب التي أصبحت في طي النسيان، أصابهم باليأس من المستقبل المظلم، والتي ربما ستؤدي إلى إندثار حرفة الآباء والأجداد التي أشتهرت بها جزيرة أوال.


بدورهم ناشد الحدادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بتوجيه أصحاب الشأن في الجهات الحكومية بالعمل على تخصيص مواقع بديلة لهم، أو عودتهم لديارهم في منطقة البرهامة لإنعاش المهنة من جديد.

مطالبات بموقع بديل ومناشدة لرئيس الوزراء

ناشد الحدادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بالنظر في أمرهم، وحث المسؤولين في المملكة العمل على إيجاد المكان البديل المناسب لسوق الحدادة القديمة، والتي تأسست منذ أكثر من 100 سنة.


وقالوا إنهم منذ انتقالهم للموقع الجديد في منطقة البرهامة قبل 25 سنة، أزدهرت مهنة الحدادة نتيجة الاهتمام الرسمي وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها، لافتا الى أن «الانتكاسة عادت من جديد بعد إغلاق محلاتنا».

مضايقات من البلدية و«سوق العمل»

قال الحداد كامل العمران: «إن الحدادة تلقوا اتصالا من هيئة تنظيم سوق العمل، دعتهم فيه لتجديد رخص العمال ودفع مبالغ التأمين».
وأشار إلى أنهم تفاجأوا بإبلاغهم إن محلاتهم الواقعة بالقرب من مقبرة النعيم غير قانونية، ولأنها لا تتوافق مع معايير السلامة، الأمر الذي سبب لنا إشكالية نتيجة عدم توفر البديل.
وأضاف: «صنفت البلدية المحلات بأنها غير قانونية، بسبب وجود ورشات النجارة إلى جانب الحدادة، مما يجعل من الصعب السيطرة على الحرائق في حال إندلاعها».

ندفع فواتير الكهرباء ومحلاتنا مغلقة

ذكر الحداد مهدي شرف أن الحدادة لا زالوا يدفعون فواتير الكهرباء والماء المتعلقة بمحلاتهم القديمة الواقعة بتقاطع الفاروق.
وأضاف «نتيجة لعدم قانونية محلاتنا الحالية وعدم وجود البديل المناسب، فإننا لا نستطيع قطع التيار الكهربائي خوفا من عدم تجديد رخص السجلات والإقامة للعمال الآسيويين، كما أننا نقوم بدفع عشرات الدنانير بين الحين والآخر للقيام بالمعاملات الرسمية».

آسيويون يمارسون مهنة الحدادة بدون ترخيص

قال الحداد جعفر الحداد: «إن أسعار الإيجار الحالية لسوق الحدادة في منطقة النعيم مرتفعة جدا إلى جانب غياب ملحوظ للزبائن عن السوق».
وأضاف «حركة البيع شهدت ركودا واسعا بعد انتقالنا للمحلات الحالية، كم أننا لا نستطيع مواجهة هذا الركود فتركيب الاعلانات التجارية ممنوع هنا، ولا نملك حيلة لانعاش الحركة».
وأكد أنهم لا يستطيعون استئجار محلات تجارية أخرى في مناطق البحرين، وذلك لعدم وجود تصريح رسمي يسمح للحدادة بمزاولة المهنة في كافة أنحاء المملكة، وانتقد الحداد ممارسة بعض العمال الآسيويين مهنة الحدادة في ورشات مخالفة للقانون في مناطق سلماباد والمنامة وسوق واقف بعيدا عن أعين المفتشين.

ارتفاع أسعار المواد الخام وعزوف من الزبائن

شكا الحدادة من غلاء أسعار المواد الخام والتي يتم استيرادها من الخارج، ورغم كل ذلك إلا انهم لا يستطيعون رفع الأسعار خوفا من عزوف الزبائن القليلين المتبقين عن السوق، والتوجه نحو المحلات غير القانونية للآسيويين.
وأضافوا:«نستورد أكثر من 20 نوعا من الحديد بكلفة شهرية تبلغ حوالي 500 دينار، إلى جانب التزامات أخرى تدفع من رواتب العمال التي تبلغ حوالي 190 دينارا، ودفع فواتير الكهرباء والماء والإيجار، ورغم كل ذلك فإن الدخل اليومي للحداد أصبح لا يتجاوز دينارين في اليوم».

 

رفضنا عروضًا «خليجية» وتمسكنا بالوطن

أكد الحداد ناجي العمران أن بعضا من الحدادة تلقوا عروضا رسمية من إحدى الدول الخليجية، للعمل لديهم تحت إطار الاهتمام بالحرف المهنية الشعبية. وأضاف ناجي «أشارك سنويا في مهرجان الكتارة للحرف المهنية في قطر، ورغم العروض المغرية للعمل هناك، إلا ان الحنين لأرض الآباء والاجداد دفعني لرفض فكرة الهجرة والتشبث بالعمل في المملكة تحت أي ظرف».
وتمنى العمران أن تجد مطالبهم آذانا صاغية من قبل المسؤولين لعودة الحياة من جديد لسوق الحدادة ولم شملهم من جديد بعد أن ترك بعضهم المهنة، نتيجة للظروف القاسية.

 

مماطلة الجهات المعنية تدفعنا لمخالفة القانون

قال عدد من أصحاب الورشات المخالفة: «إنهم اضطروا لمخالفة القانون، بسبب مماطلة الجهات المعنية باصدار التراخيص لمهنة الحدادة».
وبينوا أن صقل الحديد في المناطق الصناعية يجذب الزبائن باستمرار كون ذلك من متطلبات سوق العمل، بينما الورشات القانونية المتواجدة في منطقة النعيم بعيدة نسيبا.
وطالبوا بسرعة تشريع قانون يجيز للمؤسسات والورشات مزاولة مهنة الحدادة بشكل رسمي.

 

سوق نموذجي للحرفيين القدامى

أكد الحداد خليل الحداد أن الحدادة تلقوا وعودا فارغة من قبل بعض أعضاء أمانة العاصمة، بشأن توفير أماكن بديلة لهم عوضا عن المحلات الواقعة بالقرب من تقاطع الفاروق، وقال الحداد إنهم اجتمعوا مع ممثلين من غرفة تجارة وصناعة البحرين لبحث إنشاء سوق نموذجي للحرفيين وتجهيز مكان خاص للحدادة ضمنها.

http://www.alayam.com/alayam/local/588243/Index.html