في جلسة رؤساء التحرير العرب وكبار الإعلاميين مناقشات مطوّلة حول دور الإعلام في توفير فرص عمل
في جلسة رؤساء التحرير العرب وكبار الإعلاميين مناقشات مطوّلة حول دور الإعلام في توفير فرص عمل
شهدت الجلسة الخاصة برؤساء تحرير الصحف العربية وكبار الإعلاميين، التي عُقدت تحت عنوان «تأثير الإعلام في تطوير ثقافة مجتمعات العمل»، مناقشات معمّقة وتنوعاً في وجهات النظر، حول الدور الأساسي للإعلام في تعزيز ثقافة العمل، وإثارة القضايا التي من شأنها تحفيز الحكومات على التغيير في سياساتها، خصوصاً في مجال توفير وظائف، تُسهم في القضاء على البطالة لدى الشباب العربي، وهو موضوع يشكّل معضلة تعاني منها المجتمعات العربية كافة.
أدار الجلسة وزير الإعلام الكويتي الأسبق الأكاديمي والإعلامي سعد بن طفلة العجمي، وحضرها وزيرة الثقافة في المملكة الأردنية الهاشمية لانا مامكغ، ورؤساء تحرير الصحف العربية، وكبار الإعلاميين، وشخصيات ثقافية وفكرية وأكاديمية.
تحدثت بداية الوزيرة مامكغ، فأوضحت أن الصحافة في الوطن العربي هي سلاح ذو حدّين، خصوصاً لجهة التعامل مع القضايا المجتمعية، وقالت: في الوقت الذي نشهد فيه تراجعاً في حجم الصحافة الورقية، تظهر الصحافة الإلكترونية بقوّة على الساحة الإعلامية العربية، لتلعب دوراً مزدوجاً. واعتبرت أن الصحافة الإلكترونية، أصبحت تكرّس قيماً سلبية حول العمل، وتنحو نحو التركيز على إثارة قضايا الفساد، خصوصاً ما يتعلق بمسائل التوظيف والعمل، والمبالغة فيها إلى درجة كبيرة، ولهذا فإن المطلوب في هذا المقام، هو وضع الضوابط المهنية للصحافة الإلكترونية، حتى نجد حالة من التوازن بين حرية التعبير في الصحافة، وما بين الأدبيات الصحافية ومعاييرها، التي نفتخر بها.
وأكد الأستاذ طلال آل الشيخ رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السعودية، أن الشريعة الإسلامية اهتمّت بالعمل وحثّت عليه، وعلى الإعلام أن يكون منضبطاً وموجّهاً، لتحويل الأفراد إلى ثقافة احترام العمل وتقديسه، وتغيير نظرة الحكومات الرعوية، التي تقوم على تأمين جميع الاحتياجات لمواطنيها، من دون بذل الجهد من قبلهم. وأكد أنه لا بدّ للإعلام من إعادة النظر في دوره المجتمعي، من خلال طرح الموضوعات التي تشجّع وتروّج للعمل، ونشر ثقافة الإنتاج، معتبراً أن الإعلام الحرّ هو من يقود المجتمع للتغيير، وأنه من خلال ما يشكّله من ضغط مجتمعي كبير، يمكن أن يُسهم في إحداث التغيير في السياسات الحكومية، نحو تلبية احتياجات المواطنين، وهذا ما تطبّقه جريدة الوطن.
واعتبر ظاعن شاهين رئيس تحرير صحيفة «البيان» الإماراتية، أن لكلّ بلد خصوصيته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ففي الإمارات هناك فرص عمل كثيرة و»إكسبو» على سبيل المثال، سيوفّر 277 ألف فرصة عمل بحلول العام 2020. ولفت إلى أن الوظائف في دولة الإمارات موجودة، والمشكلة التي نواجهها هي عزوف المواطنين عن الولوج في العمل الإعلامي، مشيراً إلى وجود ضعف في اللغة العربية عند الخريجين، وهذا ما يعوقهم عن العمل في المجال الصحفي، ولهذه الغاية صمّمت مؤسّسة دبي للإعلام برنامج «شارك في المستقبل»، الذي حرصت من خلاله على جذب الراغبين من المواطنين في العمل بالحقل الإعلامي.
وأكد خالد الحري رئيس تحرير جريدة «الصباح» المغربية، أن المشكلة ليست في إيجاد مناصب وفرص عمل، وإنما في تحديد الأماكن التي سيعملون فيها، ولفت إلى أن جامعاتنا العربية تُخرّج حاصلين على البطالة، مركّزاً على ضعف مجالات المتخرّجين من القطاع الحكومي عموماً، ووصول خريجي القطاع الخاص إلى المناصب المهمّة.
وأوضح عبدالله الشعيلي رئيس تحرير صحيفة «الأوبزرفر» العمانية، أن الإعلام لايمكن أن يكون مرآة لما يحصل في المجتمع، إلا إذا كانت هناك استراتيجية واضحة للتوظيف، ونحن بحاجة خلال السنوات المقبلة لتوفيرعدد كبير من الوظائف في الكثيرمن القطاعات، وعمل الصحافة اليومي هو متابعة ما يحصل في المجتمع، ولايمكنه ابتكار أشياء غير موجودة. وأكد على الحاجة الملحّة لوضع استراتيجيات إعلامية طويلة المدى في قطاع توفير الوظائف، نظراً لوجود مشكلة بين مخرجات التعليم والتوظيف، والإعلام يلعب دوراً محورياً، من خلال تشجيع المبادرات والتعريف بنوعية فرص العمل المتاحة وفرص العمل الجديدة، ونوعية العمل المطلوبة والاسترتيجات للأعوام الخمسة. وأكد شريف رزقي رئيس تحرير جريدة «الخبر» الجزائرية، أن دور الصحافة ليس استحداث فرص عمل، وإنما المشاركة في هذا التحدي، وذلك من خلال ممارسة دور الصحافة في انتقاد السياسات الحكومية، والتحفيز على التحوّل نحو قطاعات معينة، تشجّع على الاستثمار، الذي يعوّل عليه في توفير الكثير من فرص العمل. واعتبر عيسى الشايجي رئيس تحرير صحيفة «الأيام» البحرينية، أن الإعلام يمارس دوراً مهماً وحساساً، من خلال طرح القضايا التي تسهم في توفير فرص عمل، بما يتناسب مع خصوصية كل بلد عربي، وتبرز هنا قضية الأحداث الجارية في عدد من البلدان العربية، والتي تسبّبت في تراجع اقتصادي وتفشّي البطالة، وكذلك التطور التكنولوجي الذي أسهم في تقليل الاعتماد على الأيدي العاملة، لكن على الإعلام أن يعمل على إبراز القضايا التي تسهم في توفير فرص العمل في السوق العربية.
واعتبر محمد الماضي مدير عام القناة الثقافية السعودية، أن الوطن العربي يواجه تحديات كبيرة له دوافعه، والأحداث التي تجري في عدد من الدول العربية، هي شاهد على ذلك، مؤكداً أن المشكلة في الوطن العربي هي الحلول الفردية والمجزّأة، مشدداً على دور الإعلام في تحديد الاتجاهات والقيام بدور مؤثّر ومهمّ. ودعا إلى رؤية موحّدة بين جميع الحكومات العربية والمؤسّسات التعليمية والمنظمات المعنية، حتى يتمكّن الإعلام من القيام بدوره، في القضاء على مشكلة البطالة، واستحداث فرص عمل جديدة.
وسأل جمال خاشقجي مدير عام قناة «العرب» الإخبارية، عن دور الإعلام كونه مرآة تعكس الواقع بشكل عملي، معتبراً أن الإعلام في الوقت الحالي، لايعكس الواقع الحقيقي لسوق العمل، وكلّ من جهته يحاول أن يقدّم وجهة نظره في الإعلام، ولهذا فالإعلام عليه العمل باستقلالية حتى يتمكّن من القيام بدوره.
واعتبر جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة «الشرق» القطرية، أن البطالة تُعتبر واحدة من القنابل الموقوتة، وهي تحتاج إلى الحديث عنها، والمطلوب أن تكون هناك آلية واضحة للتعامل مع هذه القضايا، لأن الإعلام يحتاج أن تكون هناك توافق مع صنّاع القرار ليتمكن من القيام بدوره. وأكدت راغدة درغام الإعلامية في صحيفة «الحياة» الدولية، أن المسائل الاجتماعية والاقتصادية تعتبر أقلّ اهتماماً في الصحافة العربية من المسائل السياسية، على عكس تماماً بالنسبة للصحف الغربية، التي تولي القضايا الاجتماعية والاقتصادية الاهتمام الأكبر. وأوضحت أن تحدي البطالة وإيجاد فرص عمل، يعدّ من أكبر التحديات في الوطن العربي، ولابدّ من إيجاد الحلول المناسبة لها، وطرحها في الصحافة بشكل كبير، وهذا ما أثارته مؤسّسة الفكر العربي من خلال عنوان المؤتمر الحالي.
ورأى سمير الحياري رئيس تحرير صحيفة «الرأي» الأردنية، أن المشكلة الأساسية هي في فقدان المهنيين الذين لديهم القدرة الكافية للقيام بهذا الدور في الإعلام، معتبراً أن دور الإعلام هو توجيهي ،وهو يضع الرؤى نحو حلول للمشكلات، وفي مقدّمها تحديات سوق العمل والبطالة، التي تشكّل تحدياً كبيراً أمام الحكومات العربية.
وقال رمزي الحافظ رئيس تحرير مجلة «ليبانون أوبرتشونتيز» إن عنوان المؤتمر طموح جداً، وعند البحث نجد أن الأمور الاقتصادية تحتاج إلى تعديل، عندها يمكن توفير فرص عمل كثيرة، تسهم في حلّ مشكلة البطالة.
ورأى رؤوف أبو زكي رئيس تحرير مجلة «الاقتصاد والأعمال»، أن المشكلة تكمن في التنمية والاستثمار، ولابدّ من تطوير دور المؤسّسات الإعلامية، للإسهام في توفير فرص العمل وطرح هذه القضايا على طاولة البحث.
وقد شهد اليوم الأول غداءً خاصاً للمؤسّسات الإعلامية الشريكة والراعية لمؤتمر «فكر 12» السنوي، إذ قدّم صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسّسة الفكر العربي، دروعاً تقديرية لرؤساء التحرير العرب والشركات الراعية.