الاتحاد الحر ينظم ندوة دور التعليم والتدريب عن بعد في تشغيل شباب البلدان العربية
عمال البحرين الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦

الاتحاد الحر ينظم ندوة دور التعليم والتدريب عن بعد في تشغيل شباب البلدان العربية

برعاية وزير العمل والتنمية وحضور مدير منظمة العمل العربية
الاتحاد الحر ينظم ندوة دور التعليم والتدريب عن بعد في تشغيل شباب البلدان العربية
 
 
تحت رعاية سعادة السيد جميل بن محمد علي حميدان وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وبحضور سعادة السيد فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، والسيد خالد المؤيد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، نظم الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين، الندوة القومية حول دور التعليم والتدريب عن بعد في تشغيل الشباب بالبلدان العربية، والمنعقد في المنامة خلال الفترة 29/11/2016 – 1/12/2016.
 
واكد سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية السيد جميل بن محمد علي حميدان أن الدول العربية تواجه تحديات جدية في قضايا التشغيل والتوظيف مكافحة البطالة نظراً للتقلبات الاقتصادية وانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، والمتغيرات الاجتماعية التي طرأت خلال السنوات الماضية، مما يتطلب دراسات معمقة لمعالجة الآثار الناجمة عن هذه التحديات، لافتاً إلى أن مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تركز كثيراً على التجارب الوطنية الناجحة من أجل تلمس الخطوات الصحيحة نحو المستقبل.
وأشار حميدان في هذا السياق إلى ان مواجهة تلك التحديات يتطلب اصلاح حقيقي في بنية سوق العمل وأهمها تضييق الفجوة بين مخرجات التعليم والتدريب وبين متطلبات احتياجات سوق العمل، وتحسين نوعية الوظائف وإعادة النظر في مستويات الأجور والحوافز بما يجعل القطاع الخاص جاذباً للأيدي العاملة الوطنية، موضحاً ان مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نفذت العديد من المشاريع التي تصب في صالح تنظيم أسواق العمل الخليجية، ومنها مشروع المعايير المهنية ونظام المؤهلات، والمراصد التي تدرس واقع أسواق العمل وتستشرف المستقبل.
وأكد سعادته ان توظيف العمالة الوطنية يجب ان يتحقق من خلال قناعة لدى المجتمع وأصحاب العمل، دون فرض تشريع يلزم بالتوظيف لتصبح مسئولية وطنية وثقافة راسخة من أجل مواصلة مسيرة التنمية، داعياً إلى مكافحة البطالة باعتبارها آفة تضر بأمن واستقرار المجتمع.
وتمنى سعادة الوزير في ختام كلمته ان تخرج الندوة القومية بدراسات معمقة وتوصيات فاعلة من شأنها المساهمة في وضع معالجات للتحديات التي تواجه أسواق العمل العربية.
من جانبه أشاد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين السيد خالد المؤيد بالدور الذي يقوم به الإتحاد الحر لنقابات عمال البحرين، ومبادرته في تنظيم الندوة الهامة بالتعاون مع منظمة العمل العربية، وسعيه لتأكيد التعاون والتواصل بين أطراف الإنتاج الثلاثة، وقال إننا نعلق آمالاً كبيرة على نتائج هذه الندوة، بالشكل الذي تنعكس مخرجاتها وتوصياتها على تطوير واقع التعليم والتدريب عن بعد في دولنا العربية، وبما يُساهم في رفع قدرات ومهارات وإعادة تأهيل الشباب العربي نحو تحقيق المستوى الملائم مع احتياجات سوق العمل وتوفير فرص عمل جديدة، والحد من البطالة التي بلغت في الوطن العربي حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية والبنك الدولي والمقدرة بـ 25,3% للفئة العمرية بين 15- 24 سنة فقط، في حين تبلغ متوسطها في العالم أجمع 14.0%، وفي المقابل لم تتجاوز هذه النسبة في مملكة البحرين عن 10.9%، بينما بلغت هذه النسبة في بعض الدول العربية 48.9%، مما يؤكد على ضرورة مضاعفة الجهد العربي للحد من معدلات البطالة، والتي من بينها موضوع هذه الندوة، وضرورة تطوير التشريعات والنظم والبرامج وإعتماد التعليم والتدريب عن بعد، كأحد الآليات المتاحة لتحقيق هذه الأهداف. 
 ولفت المؤيد إلى الدور الحيوي الذي تلعبه غرفة تجارة وصناعة البحرين، والأنشطة المتنوعة في مجالاتها التجارية والصناعية والخدمية وغيرها التي تقدمها، والتي تشكل بدورها أحد أطراف الإنتاج الثلاثة، وتحرص كل الحرص على تعميق عمليات التدريب والتعليم والتأهيل بين العاملين، والإهتمام ببرامج تطوير النظام التعليمي والتدريبي بما يتناسب وتلبية احتياجات سوق العمل، وتعظيم الإستفادة من تقنيات ووسائل التطور التكنولوجي والإرتقاء بمستواهم الوظيفي في جميع مجالات العمل، مع أهمية ربط ذلك بسياسات ومناهج التعليم .
وأعرب رئيس الغرف في ختام كلمته عن تمنياته بأن تحقق الندوة النتائج المرجوة والمساهمة في فتح قنوات إضافية في حل مشكلة البطالة بين الشباب العربي، وتفعيل التوصيات بما يتناغم مع التقرير العربي حول التشغيل والبطالة في الدول العربية في نسخته الخامسة.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين يعقوب بن يوسف محمد، إنه لمن دواعي سروري وباسم الطبقة العاملة البحرينية، وتنظيمها النقابي الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين ومجلسه التنفيذي أن أرحب بكم في وطنكم الثاني مملكة البحرين، متنمياً لكم طيب المقام والنجاح والتوفيق.
وأكد يعقوب بن يوسف أن البحرين في عهد جلالة الملك المفدى، قطعت شوطاً طويلاً بتشريعات فتحت الباب واسعاً لمن يرى نفسه كفوئاً لتمثيل العمال والدفاع عنهم في تمثيل وتنافس شريف بعيد عن أطماع بعض السياسيين، اإضافة إلى الدعم الكبير والرعاية للعمل النقابي من القيادة، وقال إن الندوة تنعقد في ظل ما تعانيه المنطقة من مؤامرات ومآسي في عدد من الدول العربية، والتي ساهمت بشكل كبير في التأثير سلباً على اقتصاديات المنطقة، ما أدى إلى زيادة أعداد البطالة في الوطن العربي.
ونوه إلى العامل الاقتصادي ودوره الهام في إدراك الشباب ومجمل حياته، مشددا على أن العمل هو الأساس الذي تقوم عليه التنمية والتطور الاجتماعي، وأشار إلى أن البطالة باتت قنبلة موقوتة في المجتمع العربي.
وبين رئيس الاتحاد الحر أن البحرين حققت نجاحات كبيرة على صعيد قضية البطالة، حيث أظهر لمجلة جلوبال فايننس صدر في ديسمبر 2015 تقدم البحرين للمركز 19 عالمياً والثاني عربياً في معالجة البطالة بين صفوف الباحثين عن عمل، وهو ما يمثل الحدود الآمنة للبطالة بالمعايير العالمية ويعتبر انجازاً حكومياً غير تقليدي، حيث اتبعت الحكومة سياسات استقطاب المشاريع الاستثمارية المولدة للوظائف النوعية والجاذبة للمواطنين والباحثين عن عمل، فيما تستمر المبادرات ومشاريع التوظيف التي تحظى برعاية القيادة الرشيدة.
وأكد يعقوب أن التكنولوجيا تفتح الباب أمام استيعاب العاطلين عن العمل لخلق وظائف مبتكرة تحتاج إلى فنيين ذوو مهارات خاصة وهو ما يلقي بالعبء على الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والاتحادات العمالية ونقاباتهم في تقديم المبادرات وورش العمل والدورات التدريبية التي توفر تلك النوعية من الباحثين عن العمل القادرين على تغطية متطلبات السوق الحديث، وقال: لذلك نرى انفسنا كممثلين للنقابات العمالية في حاجة لتطوير برامج تدريب تواكب متطلبات سوق العمل التقني، بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم لتضمين تلك البرامج والدورات في برامجها التعليمية، ووضع استراتيجيات تعليم جديدة تتوافق مع تطورات العصر الحديث، وهنا يكمن أهمية إشراك الاتحادات العمالية في تنويع مخرجات التعليم وتوفير الدورات التدريبية بتقديم المشورة المستفادة من متطلبات السوق وما يواجهه العمال من تحديات صناعية وتكنولوجية تتطلب توفير مناهج التدريب لهم.
وقال المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري إن تنفيذ هذه الندوة التي من خلالها يتم إطلاق التقرير العربي الخامس حول التشغيل والبطالة في البلدان العربية، يتأي لترابط الموضوعات بينهما للمساهمة الفاعلة في مواجهة التحديات التنموية التي تحتاج لتضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 والتي ننشدها جميعا لصالح بلداننا العربية، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تعزيز التعاون بين دولنا وتكريس منظومة تبادل الخبرات والتجارب لدعم التكاتف والتكامل.
ولفت المطيري إلى أن الواقع العملي قد كشف عن وجود رابط وثيق بين تحديات البطالة والفقر والتعليم، وبين زيادة حالات التوتر وعدم الاستقرار، وأضاف: لعله من المؤسف أن البطالة في المنطقة العربية قفزت إلى 17% وتجاوزت بطالة الشباب فيها 27% الامر الذي يمثل خطرا حقيقيا ينبغي مواجهته بشجاعة والتخطيط سعيا لاحتوائها، حتى تستقر مجتمعاتنا، ويتحقق السلم والأمن الاجتماعي.
وأشار المدير العام لمنظمة العمل العربية إلى أن الوطن العربي يمر بظاهرة الانتقال الديموغرافي التي دخلت فيها عدة دول عربية وتقف على أعتابها بقية الدول الأخرى بدرجات متفاوتة، والذي يتمثل في توسيع الفئة العمرية الشابة في سن النشاط الاقتصادي، الأمر الذي ينبغي معه الاستفادة القصوى من الهيكلة السكانية الجديدة من خلال التركيز على تفعيل التدريب على المهن الاستراتيجية الجديدة المرتبطة بالاقتصاد المعرفي وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والربط بين مخرجات التعليم وأسواق العمل، بحيث تكون مؤسسات التعليم والتدريب مستعدة لتعديل برامجها وفقا لما تفرضه التحولات في أسواق العمل.
وأشاد المطيري باختيار البحرين لاطلاق التقرير الخامس لمنظمة العمل العربية تحت شعار "دعم القدرات التنافسية لتعزيز القابلية للتشغيل" واصفا البحرين بصاحبة المبادرات المدروسة لتطوير قطاع العمل بها، حيث وضعت نظما متطورة للتوفيق بين العرض والطلب في سوق العمل وأرست أسسا راسخة للحوار الاجتماعي، وتطوير علاقات العمل، كما أنها سباقة في إقرار نظام التأمين ضد البطالة.
 
Image