من خلال جلسات عمل يومه الثاني
مؤتمر «المرأة في الحياة العامة» يناقش تكافؤ الفرص ومعوقات المساواة بين الجنسين
واصل المؤتمر الدولي «المرأة في الحياة العامة: من وضع السياسات إلى صناعة الأثر» يومه الثاني من عقد الجلسات والذي تفضلت قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بافتتاحه يوم أمس الأول.
بدأت الجلسة الثانية تحت عنوان «تعزيز الوصول إلى تكافؤ الفرص في القطاع الخاص» حيث أدار الجلسة السيد رشيد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي وتم تسليط الضوء على نهج الدول والتقدم المحرز والحواجز المتبقية لإدماج احتياجات المرأة في القطاع الخاص بما في ذلك تعزيز الوصول إلى تكافؤ الفرص وإدماج احتياجات المرأة في ممارسات القطاع الخاص والشركات.
من جهتها، أعربت السيدة صباح خليل المؤيد الرئيس التنفيذي intellect resource management عن أن المرأة في مملكة البحرين عملت ما يقارب خمسة عقود حتى وصلت الى المناصب العليا، مشيرة الى أن المجلس الاعلى للمرأة قام بوضع الدراسات اللازمة والتي استغرقت شهورا من العمل الدؤوب والزيارات المكثفة لجميع المؤسسات المالية من خلال إنشاء لجان تكافؤ الفرص .
وأضافت المؤيد أنه من خلال هذه اللجان تستطيع كل المؤسسات المالية ان توصل المرأة الى المراكز العليا، مشددة على أنه على الجيل الجديد من النساء التركيز على نقاط الإبداع التي يتمتعن بها وذلك للتميز مع ضرورة مواصلة الدراسة .
وأكدت السيدة صباح المؤيد أنه قد تم بالفعل تقديم المقترحات للمسئولين لتبني لجنة تكافؤ الفرص ومن ثم التواصل مع المؤسسات المالية لكي يكون هناك قاعدة بيانات للرجوع اليها عند الضرورة.
بعدها أكدت نيكولا أهليومان رئيس برنامج الاستثمار في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD أن المنظمة على استعداد تام لقياس أثر السعي المتواصل من أجل تكافؤ الفرص، منوهة الى أن بعض النساء يترددن في أخذ المبادرة الى تولي القيادات بسبب المخاوف من المغامرة ومخاوف الفشل.
وأضافت أن المرأة ترفض الكثير من الاعمال بسبب صعوبة انتقالها الى أماكن العمل في بعض الدول مقارنة بالرجل، لذلك يجب العمل على تحسين بيئة العمل والبنية التحتية .
في السياق ذاته، أضافت السيدة إمانيولا مستشار أول في المساواة بين الجنسين في المكتب الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية أنه يجب مراعاة بيئة القطاع الخاص في العالم وبخاصة في الدول العربية مركزة على أن المشاكل تكمن في البدايات الصعبة وأن بعض النساء يتخلين عن مناصبهن في السن المناسبة التي تؤهلها لتقلد المناصب العليا بسبب عدم مناسبة بيئة العمل .
وفي نهاية الجلسة، ذكر الدكتور بطرس كلينك الرئيس التنفيذي لمملكة البحرين ودول الخليج العربية في ستاندرد تشارترد بنك في البحرين أن تكافؤ الفرص عبارة عن رحلة يجب أن تبدأ من الاعلى من صناع القرارات ومن القيادات العليا وان المرأة البحرينية تقلدت مناصب عليا بسبب مهارتها ومعرفتها المتميزة، مشددا على ضرورة التركيز على اختيار المرأة القادرة على قيادة المناصب العليا من حيث التعليم والشخصية القوية والابتعاد عن الانتقاء وفقا لمعايير خاصة .
ثم انطلقت الجلسة الثالثة التي تناولت دور المجتمع المدني في تعزيز ادماج احتياجات المرأة حيث أدارت الجلسة الدكتورة سميرة التويجري مستشار السياسات الصحية والتغذية والسكان في البنك الدولي، واستعرضت الجلسة ممارسات الدول فيما يتعلق بدور المجتمع المدني في تعزيز ادماج احتياجات المرأة على وجه الخصوص.
كما سلطت الجلسة الضوء على دور وإنجازات المجتمع المدني في تعزيز السياسات والقوانين المتعلقة بإدماج احتياجات المرأة والقدرات والأدوات المتاحة أمام منظمات المجتمع المدني لتعزيز الممارسات المتعلقة بإدماج احتياجات المرأة.
وأوضحت وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة الدكتورة فاطمة البلوشي أن الجمعيات البحرينية تتميز عن غيرها من الجمعيات بالعمق التاريخي حيث يعود تأسيس بعضها الى الخمسينيات من القرن الماضي وتتمتع بشبكة معلوماتية ليست على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي أيضا .
وأكدت الدكتورة البلوشي أن مملكة البحرين من أوائل الدول التي عملت بالشراكة مع المجتمع المدني في المنطقة وقامت ببرامج تدريب المنظمات الأهلية وقدرتها على الشراكة مع الجهات الحكومية .
من جهته، أكد السيد براين اغيلير مدير مكتب تنسيق المساعدات - مكتب شئوون الشرق الأدنى- من وزارة الخارجية الامريكية ضرورة الاستماع والاستفادة من تجارب البعض مع التشديد على أن الجمعيات المدنية تلعب دورا مهما في تحقيق المساواة بين المرأة والرجل.
وأضاف براين ضرورة الشراكة بين الولايات المتحدة الامريكية مع دول OECD والتركيز على نقاط الإبداع والابتكار .
بعدها تطرق عامر بني عامر المؤسس والمدير العام لمركز الحياة لتنمية المجتمع المدني في الاردن الى أن هناك تجربة جديدة يقوم بها المركز لقياس مدى فاعلية دور المرأة تعرف ببطاقات التقييم حيث ثبت من خلالها أن المرأة البرلمانية في الاردن تصنف من أفضل العشر الأوائل أداء مما انعكس ايجابا على المواطن حيث زادت ثقته بالمرأة الى جانب مشاريع متنوعة لتمكين المرأة ديمقراطيا.
كما تطرقت السيدة هدنة بنائي رئيسة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب الى ضرورة مقاربة الجنس والاهتمام بالأدوار والعلاقات والمسئوليات والتي تحدد الوصول الى الموارد والفرص والتمتع بكافة الحقوق بما فيها الحقوق الاقتصادية والسياسية .
واعتبرت السيدة هدنة أن المجتمع المدني يعتبر المكون الأساسي في المجتمع وهو قوة اقتراحية مؤثرة على المستوى السياسي ومختلف المستويات .
وأكدت الدكتورة أماني قنديل الرئيس التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية من جمهورية مصر العربية ضرورة وجود معايير محددة لقياس فاعلية المرأة من خلال تتبع اسلوب الادارة، مشددة على أهمية معرفة النساء المميزات في كل المجالات وضرورة قياس الأثر لتطور المرأة.
وأخيرا أشارت الدكتورة سكينة بوراوي رئيس مجموعة عمل المرأة في القطاع الحكوميOECD-MENA) ) والمدير التنفيذي لمركز المرأة للتدريب والبحوث في تونس الى اهمية وجود شراكة بين المجتمعات المدنية والحكومة، مشددة على أن تطور المرأة يتحقق باستخدام الأساليب والأدوات الصحيحة.
http://www.akhbar-alkhaleej.