في إطار جهوده للتوعية الصحية، أقامت لجنة المرأة العاملة والطفل بالاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين فعالية توعوية حول سرطان الثدي، وذلك بالتعاون مع مستشفى ابن النفيس، يوم الأحد الموافق 27 أكتوبر في مقر هيئة تنظيم سوق العمل.
تضمنت الفعالية محاضرة توعوية قدمتها الدكتورة مريم الجنيدي، استشارية جراحة عامة وجراحة الثدي، بالإضافة إلى محاضرة حول التغذية العلاجية وأثرها على السرطان قدمتها الدكتورة نغم نور الدين، رئيس قسم التغذية بالمستشفى. كما تضمن الحدث ركنًا لإجراء فحوصات أولية للعاملات بالهيئة من قبل أخصائيين بمستشفى ابن النفيس.
في بداية المحاضرة، استهلت الدكتورة الجنيدي حديثها بسؤال الحاضرات عن أبرز الشائعات المتعلقة بسرطان الثدي التي تسبب مخاوف وعزوفًا عن إجراء الفحص المبكر. وقدمت إجابات دقيقة على تلك الشائعات، موضحة أن هناك أنواعًا مختلفة من جهاز الماموغرام تُستخدم حسب كثافة الثدي، والتي تختلف من امرأة لأخرى بناءً على العمر والهرمونات.
وأشارت الجنيدي إلى أهمية الفحص بالماموغرام، الذي ينبغي أن يبدأ عند سن الأربعين كل سنتين، إلا إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، حيث يبدأ الفحص في حالات معينة عند سن 25 عامًا سنويًا. وأوضحت أن 85% من النساء المصابات بسرطان الثدي لا يوجد لديهن تاريخ عائلي للمرض، إذ تكون الإصابة ناتجة عن طفرة جينية عشوائية.
كما تناولت المحاضرة العوامل المسببة للسرطان، مشيرة إلى أن هرمون الاستروجين يعد العامل الرئيسي، تليه العوامل الأخرى مثل التدخين والسمنة ونمط الحياة غير الصحي. وشددت على أهمية الفحص الذاتي الشهري والفحص بالماموغرام للكشف المبكر، حيث يمكن أن تزيد فرص الشفاء إلى 100% عند اكتشاف المرض مبكرًا.
من جانبها، أكدت الدكتورة نغم نور الدين على دور التغذية السليمة في الوقاية من سرطان الثدي، مشيرة إلى أن الإفراط في تناول الوجبات غير الصحية يزيد من خطر الإصابة. وذكرت أن النظام الغذائي يجب أن يتضمن النشويات الكاملة، والبروتينات قليلة الدسم، والحليب ومشتقاته، والخضار والفواكه، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون.
كما أكدت أن تناول خمس حصص من الفواكه والخضروات يوميًا يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 30%، وأن اتباع نظام حياة صحي يمكن أن يقلل من 30-40% من احتمالات الإصابة بالسرطانات.
وفي إطار الفعالية، شجعت محاربة سرطان الثدي، نوف القطان، العاملات على أهمية الفحص المبكر وعدم تجاهل أي تغييرات تطرأ على الثدي، مشددةً على أن ذلك يمكن أن يساعد في اختصار فترة العلاج وضمان الشفاء التام. وقدمت القطان تجربتها الشخصية مع المرض، في أجواء ملؤها الإيجابية والطمأنينة، مؤكدةً أن سرطان الثدي لا يعني نهاية الحياة، بل يمكن التغلب عليه بالإرادة والعلاج المناسب.
تأتي هذه الفعالية في إطار التزام الاتحاد الحر لتعزيز الوعي الصحي بين العاملات، وتوفير المعلومات الضرورية للوقاية من الأمراض وتحسين جودة الحياة.