استضاف الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين، طلبة تخصص العلوم السياسية بجامعة العلوم التطبيقية في مقر الاتحاد بمدينة عيسى، حيث تم تقديم محاضرة تناولت دور الاتحاد في تعزيز حقوق العمال والمساهمة في تطوير المجتمع.
قدمت المحاضرة الأستاذة سارة النعيمي، عضو المجلس التنفيذي في الاتحاد الحُر، التي استعرضت خلالها تاريخ الاتحاد وأهدافه الرئيسية، مشيرةً إلى جهود الاتحاد في الدفاع عن حقوق العمال وتعزيز التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
وأكدت النعيمي على أهمية العمل النقابي كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساهمة في تحسين ظروف العمل.
وأشارت إلى تأسيس الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين، حيث أقرت اللجنة التحضيرية مسودة النظام الاساسي للاتحاد ودعت الى عقد المؤتمر التأسيسي يوم الأربعاء الموافق 18/07/2012م، وذلك لوضع الحُركة النقابية مرة اخرى على عجلة التمثيل الصحيح للحركة العمالية الحُرة والمستقلة عن كافة الاطراف.
وأوضحت النعيمي أن الاتحاد الحُر هو من أهم الفاعلين على المســتوى الاجتماعي والعمالي ويقوم بدور فعال في أوساط العمال.
وأضافت لتحقيق هذه الأهداف يقوم الاتحاد بزيادة التثقيف والوعي العمالي من خلال اقامـة الـدورات التدريبيـة والنـدوات
والقيام بالمفاوضات الجماعية مع الإدارات لحفظ حقوق ومكتسبات العمال، مشيرة إلى أن الاتحاد نجح في تحقيق الكثير من الإنجازات في هذا الشأن من خلال اعتماد منهج التفاوض.
واستعرضت النعيمي نماذج لأعمال الاتحاد الحُر مثل التنظيم والمشاركة في لقاءات عمالية إقليمية وعالمية وتوطيد العلاقات مع المنظمــات العماليــة الإقليمية والدوليــة ويتولى العديد من المناصب القيادية في هذه المنظمات، كما يعمــل الاتحاد الحُر على دعم المرأة والشباب من أجل لمشـاركة فـي أعمـال الجمعيـات والنقابات.
وتطرقت النعيمي إلى مؤسسات المجتمــع المدنــي فــي البحريــن باعتبارها من أقــدم المؤسسات المدنية في الدول العربية ،حيــث تأسســت الأندية الأدبية والثقافيــة فــي عشــرينات القــرن الماضــي مثــل النــادي الأدبي الذي تأسس في مدينة المحرق سنة 1920،ومن ثم تم تأسيس أندية رياضية وثقافية أخرى مثل، النادي النادي الأهلي 1936، ونادي العروبة 1939.
وأشارت إلى تميّز المجتمع المدني بـ 9 خصائص منها التبادلية والتي تُشير إلى قدرة المجتمعات المدنية على التعاون، والعمل معاً، وتبادل الأفكار والموارد بشكل يضمن تحقيق المساواة، وبالتالي التمكّن من التفاعل معاً من أجل حل النزاعات بطرق سلمية، والجماعية التي تُشير إلى الخاصية الاقتصادية المتمثلة بقدرة المجتمع المدني على المشاركة في التبادل المفتوح من خلال الإنتاج، والتقسيم، وتبادل السلع والموارد، وبالتالي تعزيز الروابط بين المجتمعات المدنية، بالإضافة إلى التشاركية والتي تتمثل هذه الخاصية بمشاركة جميع أعضاء المجتمع المدني في اتّخاذ القرارات، ويظهر ذلك جلياً من خلال المنظمات والوكالات المجتمعية التي تعمل من أجل الصالح العام وتحقيق الأهداف المشتركة.
حضر المحاضرة من جانب الجامعة كل من الدكتور عبدالرحيم حمد بعيد العرقاني، والدكتور محمود خليفة إبراهيم علي خليفة، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالمحاور التي تم تناولها. حيث أشاد العرقاني بدور الاتحاد الحر في تعزيز التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، مؤكدًا على أهمية اطلاع الطلاب عن قرب على شؤون حقوق العمال.
وفي هذا السياق، قال العرقاني:"إن الاطلاع على دور الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين سيساعد الطلاب في فهم أعمق للمواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، مما يعود بالنفع والفائدة على دراستهم في تخصص العلوم السياسية".
من جانبه، قدم الدكتور محمود خليفة إبراهيم علي خليفة ملاحظاته حول أهمية الربط بين النظرية والتطبيق، مشددًا على ضرورة أن يكون لدى الطلاب دراية شاملة بالواقع العملي للعمل النقابي وأثره على المجتمع.
اختتمت المحاضرة بنقاش مفتوح بين الطلاب والمحاضرين، حيث أعرب الطلبة عن تقديرهم لهذه الفرصة القيمة لتوسيع آفاقهم وفهمهم لدور النقابات في الحياة السياسية والاجتماعية في البحرين.
تأتي هذه الفعالية في إطار جهود الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين لتعزيز الوعي بحقوق العمال والمساهمة في نشر ثقافة العمل النقابي بين الشباب، مما يساعد في بناء جيل مستنير يساهم في تعزيز الحقوق والمكتسبات العمالية في المستقبل.