بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الموافق 25 نوفمبر من كل عام، نظمت لجنة المرأة العاملة والطفل بالاتحاد الحُر لندوة افتراضية بعنوان "العنف ضد المرأة وأسبابه وآثاره وسبل الوقاية منه" قدمتها الأستاذة صبحية جمعة مدربة تنمية موارد بشرية من الجمهورية السورية.
وشهدت الندوة مشاركة واسعة من عضوات النقابات بمملكة البحرين ونقابيات بدول مجلس التعاون الخليجي، وحظيت بمداخلات مميزة من قبل رئيسة لجنة المرأة باتحاد عام القطاع العام التركي (مأمورسان) السيدة صديقة أيدين، وعدد من العاملات اللاتي سردن تجاربهن ودورهن في القضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة، حيث تداخلت كلا من الدكتورة سناء العصفور رئيسة لجنة المرأة العاملة في اتحاد عام عمال الكويت، وسعاد سليمية رئيسة لجنة المرأة العاملة باتحاد عام عمال سلطنة عمان، والاستاذة حصة عبيد الطنيجي عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين بدولة الإمارات العربية المتحدة، والأستاذة صفية شمسان رئيسة نقابة التربويين البحرينية.وناقشت الندوة تأثير العنف ضد المرأة على الفرد والمجتمع، مع طرح سبل الوقاية والحد من هذه الظاهرة، حيث تتعرض امرأة من بين كل ثلاث نسوة في العالم، للعنف، وهو ما يدل على الواقع السيئ الذي تعيشه المجتمعات، من النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية.
وقدمت المحاضرة تعريفا للعنف ضد المرأة وأنواعه المختلفة العنف ضد المرأة سواء بحرمان المرأة من حقوقها، والتحكم فيها، وتهديدها بأي طريقة كانت، والعنف المنزلي والجسدي والنفسي وكذلك اللفظي، والعنف الاقتصادي بسبب تبعيتها المالية لزوجها، وقالت إن أسباب العنف ضد المرأة وتتعدد من حيث الأسباب الاجتماعية وتركيبة المجتمع، ومجموعة المعتقدات والعقائد التي اتفق عليها غالبية أفراده، ومن الأسباب السياسية نقص التشريعات الخاصة بالتعامل مع قضايا العنف ضد المرأة، وصعوبة تطبيقها.
وأشارت إلى أن الأسباب الاقتصادية تحتل نسبة 45 بالمئة من مسوغات العنف ضد المرأة، حيث يلعب الوضع الاقتصادي دوراً كبيراً في تقبل النساء للعنف، فيما أرجعت الأسباب النفسية إلى التنشئة الاجتماعية منذ الطفولة، وتضطر كثير من النساء إلى السكوت عن العنف الممارس ضدهن بدافع الخوف من الرجل أولاً، وقالت: هنا أسباب تتعلق بالفهم الخاطئ للدين.
وأكدت أن العنف ضد المرأة يترك آثاراً مدمرة ليس فقط على الضحايا، ولكن أيضاً على المجتمع ككل. وعددت أهم آثار العنف وهي الآثار الصحية والجسدية قصيرة وطويلة المدى والاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى الآثار السلوكية والاجتماعية والتي قد تصل بالمرأة إلى العزلة التي تُبعدها عن الأنشطة.
وأفردت المحاضرة جزء من الندوة لتوضح الحلول لمكشلة العنف ضد المرأة، حيث أكدت على أهمية اتباع الطرائق الحديثة في التربية، والابتعاد عن الأفكار الجاهزة، والتقليد الأعمى، والأعراف التي تتعارض مع المنطق، كما دعت إلى وضع مناهج دراسية، تتضمن برامج تُعرِّف بالعنف وأخطاره وآثاره السلبية في المجتمع، وتغيير الثقافة السائدة في المجتمع، ونشر التوعية الاجتماعية.
وطالبت الأستاذة صبحية بوضع قوانين حامية للمرأة، وتفعيل عملها وتوعية المرأة دائماً، بالإاضةف إلى إقامة مشاريع للنساء، والرقابة الشديدة على وسائل الإعلام التي تقوم بنشر مفاهيم خاطئة.
واختتمت بالقول: من الضروري أن نتسلح بالوعي لمحاربة هذه الظاهرة، وعلى المرأة أن تحصن نفسها بالعلم والثقافة والعمل، لأنها بهذه الطريقة وحسب تؤمن سلاحاً فعالاً يحميها، فلا بد للمرأة من تعلم رفض الظلم، وهذا ليس واجبها وحدها، بل على الدولة أن تؤمن لها كل سبل المساعدة والحماية.