نظمت لجنة المرأة العاملة والطفل بالاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين، بالتعاون مع لجنة المرأة في اتحاد عمال تركيا (حق إيش)، دورة تدريبية مشتركة تحت عنوان "تمكين المرأة العاملة نقابياً"، وذلك احتفالًا بمناسبة يوم المرأة البحرينية. حيث شهدت الدورة مشاركة واسعة من النساء العاملات والنقابيات، من خلال تبادل المعرفة والخبرات في مجال تمكين المرأة.
وبدأت فعاليات الدورة بكلمة افتتاحية ألقتها الأستاذة غادة علي قائد، نائب الرئيس ومسؤولة شؤون المرأة العاملة والطفل بالاتحاد الحُر، و أكدت من خلالها على أهمية تمكين المرأة في العمل النقابي ودورها الحيوي في تعزيز العدالة الاجتماعية.
وفي مجمل كلمتها، تناولت "ريادة المرأة البحرينية" وأهمية التعليم المبكر في تمكين المرأة، مشيرةً إلى أن البحرين كانت من أوائل دول الخليج التي افتتحت مدارس للبنات.
وأضافت أن المرأة البحرينية تحتل مكانة متميزة في التعليم العالي، حيث تشغل أدواراً قيادية في الجامعات ومجالات البحث العلمي، مما يعكس التزامها بالتفوق الأكاديمي.
وأشارت قائد إلى أن المرأة البحرينية من أكثر النساء الخليجيات مشاركة في سوق العمل، حيث انها تعمل في مختلف القطاعات مثل البنوك، الصحة، التعليم، وتقنية المعلومات وغيره من القطاعات الحيوية، وقد برزت العديد من النساء كرائدات أعمال ناجحات في مجالات التجارة والتكنولوجيا والصناعات الإبداعية.
ونوهت قائد إلى أن الحكومة البحرينية، من خلال مؤسسات مثل "تمكين"، توفر الدعم لرواد الأعمال النساء لتأسيس مشاريعهن وتنميتها، مما يسهم في تعزيز ريادة الأعمال بين النساء.
كما تحدثت عن مشاركة المرأة البحرينية في العمل النقابي منذ عقود، حيث أسهمت في الدفاع عن حقوق العاملات وتحسين بيئة العمل. بالإضافة إلى ذلك، لعبت المرأة دوراً رئيسياً في تعزيز العمل التطوعي والاجتماعي من خلال الجمعيات النسائية والمبادرات المجتمعية.
وأوضحت قائد أن نجاح المرأة البحرينية يعتمد على عدة عوامل، من بينها الدعم الحكومي. فقد تبنت الحكومة البحرينية سياسات تعزز تمكين المرأة، مثل "الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية" التي أطلقها المجلس الأعلى للمرأة. كما توفر مملكة البحرين برامج تعليمية وتدريبية تدعم تطور المرأة في جميع المجالات، بالإضافة إلى التشريعات التي تضمن حقوق المرأة وتدعم مشاركتها الفعالة في المجتمع.
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز دور المرأة في العمل النقابي، أكدت هدى الذوادي، نائب رئيس نقابة العاملين في الإنشاءات والخدمات والصيانة، على أهمية تمكين المرأة نقابياً كخطوة حيوية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في أماكن العمل.
وأوضحت أن المرأة تمثل جزءاً كبيراً من القوى العاملة، مما يجعل مشاركتها النقابية ضرورية لدعم قضايا العاملين بشكل شامل.
وأشارت الذوادي إلى أن تمكين المرأة في هذا المجال يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز السياسات التي تحمي حقوق العاملات، وبالتالي تحسين ظروف العمل للجميع.
وأكدت أن هناك العديد من التحديات التي لاتزال تواجه المرأة، حيث ان النظرة التقليدية لا تزال تقلل من دورها في العمل النقابي، وتفرض قيوداً على النساء في المجتمعات المحافظة، مما يعيق مشاركتهن الفعالة، كما تعاني العديد من النساء من صعوبة الجمع بين العمل النقابي والمسؤوليات الأسرية، بسبب ضيق الوقت أو ضعف الدعم المقدم لهن، وكذلك تعاني المرأة من غيابها عن المواقع القيادية في النقابات.
وسردت الذوادي عدداً من المقترحات والحلول، منها:عقد ورش عمل ودورات تدريبية لتثقيف المرأة حول حقوقها النقابية ودورها في العمل النقابي، بالإضافة إلى تعزيز الوعي العام في المجتمع بأهمية مشاركة المرأة نقابياً وتخصيص حصص (كوتا) للمرأة في المناصب القيادية داخل النقابات، وتبني سياسات تدعم التوازن بين العمل والأسرة، مثل توفير خدمات رعاية بالإضافة إلى وضع لوائح تضمن تكافؤ الفرص بين الجنسين في الترشح للقيادة النقابية، وتعزيز الشفافية في اختيار القادة لضمان مشاركة المرأة العادلة.
تحدثت أيضاً الأستاذة زينب سعيد سلمان، عضوة نقابة التربويين البحرينية، عن تجربتها في لجان المجلس الأعلى للمرأة، موضحةً كيف يمكن للنساء أن يلعبن دوراً فعالًا وبارزاً في صنع القرار من خلال المشاركة الفعالة في اللجان.
وفي محاضرة أخرى، تناولت الأستاذة فاطمة زينجن، نائب الأمين العام لاتحاد عمال تركيا (حق إيش) ورئيسة لجنة المرأة، أوضاع المرأة العاملة في جمهورية تركيا، حيث استعرضت التحديات والفرص المتاحة للنساء في سوق العمل.
ختاماً، قدمت الأستاذة هاتيتجا آيهان، رئيسة لجنة المرأة في نقابة البلديات (حزمت إيش)، محاضرة حول "العنف ضد المرأة في مجال العمل"، مشددةً على أهمية التصدي لهذه الظاهرة وتعزيز بيئة عمل آمنة للنساء.
تأتي هذه الدورة كجزء من الجهود المستمرة من جانب الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين لتعزيز تمكين المرأة البحرينية والنقابية، ولتسليط الضوء على دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة.