بكل فخر واعتزاز، يتقدم الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وإلى شعب البحرين العزيز، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لإقرار ميثاق العمل الوطني، هذه المناسبة الوطنية التي تعكس روح التلاحم الوطني، وتؤكد المسيرة التنموية الرائدة التي تقودها القيادة الحكيمة بكل عزم واقتدار.

لقد شكل ميثاق العمل الوطني محطة بارزة في تاريخ البحرين، حيث أرست مضامينه أسس الدولة الحديثة القائمة على الديمقراطية والمشاركة الشعبية، ودعمت ركائز الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز بيئة الأعمال والاستثمار، فضلاً عن الاهتمام بالعنصر البشري باعتباره الأساس في تحقيق التنمية المستدامة. وقد انعكست هذه الرؤية المتقدمة على مختلف القطاعات، ومنها القطاع العمالي الذي شهد تطورات جوهرية أسهمت في تعزيز حقوق العمال، وتحقيق بيئة عمل أكثر استقراراً وإنتاجية.

منذ إقرار الميثاق، شهدت البحرين تحولات إيجابية في مجال الحريات النقابية، حيث تم إرساء دعائم العمل النقابي المستقل، مما أتاح للعمال فرصة أكبر في الدفاع عن حقوقهم والمشاركة الفاعلة في صنع القرار الاقتصادي والاجتماعي. وقد كان لهذه الخطوة أثر واضح في ترسيخ مبدأ الحوار الاجتماعي بين الحكومة وأصحاب العمل والعمال، وهو ما ساهم في تحقيق التوازن بين مصالح جميع الأطراف، وضمان استقرار سوق العمل وتعزيز الإنتاجية.

وفي إطار هذه الإصلاحات، أولت الدولة اهتماماً كبيراً بتحسين بيئة العمل، حيث تم تحديث التشريعات العمالية لتواكب التطورات الاقتصادية، وضمان توفير بيئة آمنة وعادلة للعاملين في مختلف القطاعات. وشمل ذلك سن قوانين تحمي حقوق العمال، وتعزز معايير الصحة والسلامة المهنية، وتكفل عدم التمييز بين العاملين، مما ساهم في خلق بيئة عمل قائمة على العدالة والمساواة.

 لقد حظي التدريب والتطوير المهني باهتمام خاص، حيث تم العمل على تأهيل الكوادر الوطنية وفق أحدث المعايير، مما عزز من تنافسية العمالة البحرينية، ورفع من كفاءتها في سوق العمل.

وفي ظل هذه التحولات، كان الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين حاضراً بقوة في المشهد العمالي، مدافعاً عن حقوق العمال، ومسهماً في تطوير التشريعات والسياسات التي تعزز من مكتسباتهم. 

وقد عمل الاتحاد على تمكين العمال من الحصول على فرص أفضل، وتحسين ظروفهم المعيشية، إلى جانب تطوير برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع مستوى المهارات وتعزيز فرص التوظيف.

إننا في الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين، إذ نحتفي بهذه المناسبة الوطنية الغالية، نؤكد التزامنا الراسخ بمواصلة العمل من أجل تعزيز حقوق العمال، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تسعى إلى بناء اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة، قائم على الابتكار والمعرفة. ونجدد العهد والولاء لقيادتنا الحكيمة، مؤكدين أن المسيرة العمالية ستظل شريكاً رئيسياً في بناء الوطن، ودعم مسيرته التنموية، وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.

حفظ الله البحرين، وقيادتها الرشيدة، وشعبها الوفي، ودامت أعيادنا الوطنية رمزاً للوحدة والتقدم والازدهار.

الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين

13 فبراير 2025