تحت شعار "مشاركة الجميع رقميًا: الابتكار والتنمية لتحقيقالمساواة بين الجنسين"
بمناسبة يوم المرأة العالمي، يتقدم الاتحاد الحُر لنقابات عمالالبحرين بأسمى آيات التقدير والعرفان إلى كل امرأة حول العالم، ولا سيما المرأةالبحرينية والخليجية والعربية، التي تواصل دورها المحوري في بناء المجتمعات،والمساهمة في دفع عجلة التنمية رغم التحديات المختلفة التي تواجهها.
وفي هذا الإطار، يتوجه الاتحاد بتحية إجلال وفخر للمرأةالبحرينية التي أثبتت جدارتها في مختلف المجالات، وساهمت بجهودها وعطائها في تحقيقإنجازات وطنية بارزة، بفضل ما تحظى به من دعم ورعاية مستمرة من القيادة الرشيدة.
تحيةتقدير لصاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة
إننا في هذا اليوم نرفع أسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحبةالسمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المعظم، رئيسةالمجلس الأعلى للمرأة، على جهودها الكبيرة والدؤوبة في تمكين المرأة البحرينيةوتعزيز دورها في المجتمع، من خلال المبادرات والبرامج التي ساهمت في تحقيق التكافؤبين الجنسين، ودعم المرأة في مختلف القطاعات، لاسيما في مجالات الابتكار والتحولالرقمي.
لقد كانت رؤية سموها الرائدة ودعمها المستمر ركيزة أساسية فيتعزيز مكانة المرأة البحرينية، وإتاحة الفرص أمامها للمشاركة الفاعلة في التنميةالاقتصادية والاجتماعية، مما جعل البحرين نموذجًا يحتذى به في تمكين المرأة وتحقيقالمساواة.
المرأة والابتكار الرقمي: فرصة للتمكينوالمساواة
إن يوم المرأة العالمي ليس مجرد احتفال بالإنجازات التي حققتهاالنساء في مختلف المجالات، بل هو أيضاً تذكير بأهمية الاستمرار في السعي لتحقيقالمساواة الكاملة، وتمكين المرأة في جميع القطاعات، وضمان حصولها على الفرصالعادلة للنجاح والتقدم. ولا شك أن التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي يمثلان اليومأدوات رئيسية لتحقيق هذا الهدف، حيث يتيحان للمرأة فرصاً جديدة في التعليم،والعمل، وريادة الأعمال، وصنع القرار، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود لضمان أن يكونهذا التحول شاملاً وعادلاً، لا يستثني أي فئة من المجتمع.
لقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة أداة قوية لكسر الحواجزالتقليدية التي تعيق مشاركة المرأة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث أدىالتحول الرقمي إلى خلق مساحات جديدة للمرأة، سواء في مجال العمل عن بُعد، أو فيريادة الأعمال الرقمية، أو في تطوير المهارات التقنية التي تؤهلها للمشاركةالفاعلة في الاقتصاد الرقمي.
وفي هذا السياق، يؤكد الاتحاد الحُر على أهمية الاستثمار فيتعليم المرأة وتمكينها رقمياً، من خلال تعزيز فرصها في التدريب على المهارات التكنولوجية،وتشجيع انخراطها في مجالات الابتكار، والذكاء الاصطناعي، والبرمجة، والأمنالسيبراني، وغيرها من القطاعات التقنية التي تمثل ركيزة أساسية لمستقبل الاقتصادالعالمي.
كما نشيد بالجهود التي تبذلها مملكة البحرين ودول مجلس التعاونالخليجي في مجال تمكين المرأة الرقمي، من خلال إطلاق العديد من المبادرات الوطنيةوالإقليمية التي تهدف إلى تعزيز مشاركة النساء في التكنولوجيا والابتكار، بمايتماشى مع الرؤى التنموية الطموحة التي تهدف إلى تحقيق مجتمع أكثر شمولاً وتوازناً.
المرأة العربية في وجه الحروب والصراعات: نداءلإنهاء المعاناة
وفي الوقت الذي نحتفل فيه بإنجازات المرأة، لا يمكننا أن نغفلالمعاناة الكبيرة التي تواجهها المرأة في مناطق النزاع وعدم الاستقرار، حيث تتحملالنساء العبئ الأكبر من الحروب والأزمات الإنسانية، ويواجهن تحديات جسيمة تهددأمنهن وحقوقهن الأساسية.
وفي هذا الإطار، نقف إجلالاً واحتراماً لنضال المرأةالفلسطينية، التي تواصل صمودها رغم العقبات والتحديات التي تفرضها ظروف الاحتلالوالعدوان المستمر. فالمرأة الفلسطينية لم تكن يوماً مجرد متلقً للمعاناة، بل كانتدائماً رائدة في النضال من أجل الحرية والكرامة، وداعمة أساسية لعائلتها ومجتمعها،رغم كل القيود المفروضة عليها.
كما نوجّه تحية تقدير وإكبار إلى النساء في لبنان، وسوريا،واليمن، وليبيا، اللواتي يواجهن ظروفاً استثنائية جراء النزاعات المستمرة، ويكافحنمن أجل تأمين حياة كريمة لأسرهن، وسط غياب الأمن، وانعدام الاستقرار الاقتصادي،ونقص الخدمات الأساسية. إن هذه النساء يعشن تحديات يومية تفوق الوصف، حيث يواجهنالفقر، والنزوح، والعنف، والتهميش، ومع ذلك يثبتن يوماً بعد يوم قدرتهن على الصمودوإعادة بناء مجتمعاتهن رغم الدمار والخراب.
وفي هذا اليوم، ندعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته فيحماية حقوق النساء في مناطق النزاعات، ودعمهن من خلال برامج الإغاثة والتنميةالمستدامة، وضمان حصولهن على الفرص الاقتصادية والتعليمية التي تمكنهن من تجاوزهذه الأزمات.
التزامنا نحو مستقبل أكثر مساواة وعدالة
إن الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين يؤكد التزامه بمواصلةالعمل من أجل دعم حقوق المرأة، وتعزيز المساواة في كافة المجالات، وتمكينها فيالاقتصاد الرقمي، لضمان مشاركة عادلة وشاملة تُمكّن النساء من تحقيق طموحاتهن،والإسهام في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة.
كما نؤكد على أهمية التعاون بين الحكومات، والقطاع الخاص،والمجتمع المدني، والنقابات العمالية، لخلق بيئة داعمة تضمن للمرأة حقها فيالتعليم الرقمي، وفرص العمل العادلة، والحماية من جميع أشكال التمييز والعنفالإلكتروني.
وفي هذا اليوم، نوجّه نداءً إلى جميع المؤسسات والشركات فيالبحرين والخليج والعالم، بضرورة تبني سياسات رقمية شاملة، تضمن للمرأة فرصاًمتساوية، وتفتح أمامها آفاقاً أوسع في الابتكار وريادة الأعمال، وتساعدها علىتجاوز التحديات التي تعيق تطورها المهني والاجتماعي.
ختاماً، ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي، ندعو إلى توحيد الجهودلتعزيز الابتكار الرقمي كوسيلة لتحقيق المساواة بين الجنسين، وضمان عدم تهميش أيامرأة في مسيرة التنمية، ونؤكد التزامنا المستمر بدعم المرأة البحرينية والعربيةوالعالمية في كل السبل الممكنة، إيماناً منا بأن مجتمعاً عادلاً لا يكتمل إلابمشاركة متساوية وعادلة للجميع.
كل عام والمرأة أقوى، كل عام والمساواة أقرب، وكل عام ونحننواصل العمل من أجل مستقبل أكثر عدالة وإنصافاً للجميع.
الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين
8 مارس 2025