

بمناسبة يوم العمال العالمي، الذي يحل علينا في الأول من مايو من كل عام، يتقدم الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين بخالص التهاني وأسمى آيات الإجلال والعرفان إلى عمال البحرين، وعمال الأمة العربية، وعمال العالم أجمع، مقدرًا بكل فخر واعتزاز التضحيات الجليلة التي قدموها عبر التاريخ، والإسهامات المشرّفة التي لا تزال تشكل الركيزة الأساسية لبناء الحضارات، وترسيخ قواعد التنمية الشاملة والمستدامة.
إن الاحتفاء بيوم العمال العالمي هو محطة مهمة نجدد من خلالها التأكيد على مركزية دور العمال كقلب نابض للاقتصاد، وصناع حقيقيين للتطور الوطني، والضمانة الحقيقية لاستمرار عجلة التنمية والتقدم، ومناسبة نقف فيها وقفة وفاء لكل يدٍ سمراء زرعت، ولكل ساعدٍ قويٍ بنى، ولكل فكرٍ خلّاق ابتكر وأبدع.
ويعبر الاتحاد الحُر بهذه المناسبة الخالدة عن بالغ اعتزازه بالدعم السامي والرعاية الكريمة التي تحظى بها الطبقة العاملة البحرينية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، وبالمتابعة الدؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الذين جعلوا من تحسين واقع العمال، وتعزيز مكتسباتهم، وتطوير التشريعات العمالية، أولوية وطنية في ظل مشروع الإصلاح الشامل الذي تشهده المملكة.
لقد أحرزت البحرين بفضل التوجيهات السامية والمبادرات الوطنية المخلصة تقدمًا ملحوظًا في مجال صون الحقوق العمالية، وتعزيز مبادئ العمل اللائق والحماية الاجتماعية، إلا أن هذه الإنجازات تضعنا أمام مسؤوليات كبرى لمواصلة العمل الجاد في الدفاع عن مصالح العمال وحماية مكتسباتهم وتوسيع فضاءات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهم، بما يواكب تطورات سوق العمل محليًا وإقليميًا وعالميًا.
وفي هذا السياق، يؤكد الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين تمسكه بثوابته النقابية النبيلة، وانحيازه الكامل لقضايا العمال المشروعة، وفي مقدمتها:
- السعي الدؤوب إلى تحقيق مزيد من فرص العمل اللائق للمواطنين، عبر تفعيل البرامج الوطنية للإحلال الوظيفي، وتفضيل العمالة الوطنية في كافة القطاعات الاقتصادية.
- العمل على تطوير سياسات التدريب والتأهيل لتمكين العمال البحرينيين من التكيف مع المتغيرات التقنية الحديثة ومواكبة الثورة الصناعية.
- تعزيز معايير الصحة والسلامة المهنية في كافة مواقع العمل، وتفعيل لجان السلامة بالمؤسسات والشركات وفق ما نص عليه التشريع الوطني والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
- الاستمرار في المطالبة بتحسين شروط التقاعد وضمان حياة كريمة للمتقاعدين الذين بذلوا جهدهم في خدمة الوطن.
- دعم الحوار الاجتماعي البناء باعتباره السبيل الأمثل لمعالجة تحديات سوق العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار المجتمعي.
كما يوجه الاتحاد الحُر بهذه المناسبة رسالة تقدير إلى العمال البحرينيين العاملين في كافة مواقع الإنتاج، الذين أظهروا خلال السنوات الماضية روحًا وطنيةً عالية، وصموداً استثنائياً في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مسهمين بإخلاصهم وكفاءتهم في استمرار نمو الاقتصاد الوطني رغم الظروف الصعبة.
وفي يوم العمال العالمي، يستذكر الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين بإجلال، شهداء الحركة العمالية حول العالم، الذين دفعوا أثماناً غالية من أجل إرساء مبادئ الحرية النقابية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. كما يؤكد أن النضال من أجل حقوق العمال لا يتوقف عند المكاسب القائمة، بل هو مسيرة مستمرة نحو المزيد من الإنجازات، في عالم تتغير فيه أنماط العمل بسرعة متسارعة بفعل التطورات الاقتصادية والتكنولوجية.
ويدعو الاتحاد الحُر إلى وحدة الصف النقابي الوطني، وإلى تعزيز التعاون بين جميع أطراف الإنتاج – حكومةً، وعمالًا، وأصحاب عمل – لبناء بيئة عمل متطورة وعادلة، قائمة على التوازن بين الحقوق والواجبات، وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل، ومتمسكة بقيمنا الأصيلة وهويتنا الوطنية.
نقف اليوم ايضا وقفة تضامن واجلال، مع عمال فلسطين، خاصة في قطاع غزة، الذين يعملون تحت نيران الاحتلال، ويواجهون اقسى ظروف القهر والحرمان، دون ان تفقدهم هذه المعاناة انسانيتهم او اصرارهم على الحياة والكرامة.
اننا في الاتحاد الحر نعبر عن تضامننا الكامل مع عمال فلسطين، وندين باشد العبارات الجرائم الصهيونية المتواصلة بحقهم، وندعو جميع النقابات والمنظمات الحرة الى مناصرتهم بكل السبل المتاحة، والتأكيد على ان قضاياهم ستظل حية في ضمير كل حر.
وختاماً، فإن الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين يجدد في هذه المناسبة العهد والوعد، بأن يظل الحصن المنيع لحقوق العمال، والصوت الحر الذي يعبر عن تطلعاتهم، والداعم الأول لكل مبادرة تخدم مصالحهم وتعزز مكانتهم في المجتمع، مؤمنين بأن كرامة العامل هي كرامة الوطن، وأن تقدم الأمم يقاس بتقدم أوضاع عمالها.
وكل عام وأنتم بخير
الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين