فيزمن تتزايد فيه التحديات وتتعقّد فيه قضايا العمل، لم يعد العمل النقابي فاعلاًبمعزل عن الشراكة والتكامل والتعاون المنظم. ومن هنا، تبرز أهمية التعاون بين الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين والنقابات العضوة فيه، باعتباره ركيزة أساسيةلبناء حركة نقابية متجددة، واعية، ومتماسكة، قادرة على مواكبة المتغيرات، وصونالحقوق، وتعزيز المكتسبات.
لقدأدركنا في نقابة التربويين البحرينية أن العمل النقابي لايقتصر على إصدار البيانات أو إدارة المطالب العمالية فقط، بل هو مشروع تنموي شامليتطلب التثقيف والتدريب وتطوير الكفاءات النقابية. ولهذا، كان التعاون المثمر معالاتحاد الحُر في تنظيم المحاضرات وورش العمل التخصصية خطوةاستراتيجية ذات أثر بالغ، سواء على مستوى رفع وعي أعضاء النقابات أو على مستوىتعزيز الانتماء النقابي الحقيقي الذي يقوم على المعرفة لا الشعارات.
وقدأسهمت هذه الفعاليات المشتركة في تزويد المشاركين بالأدوات القانونية والتفاوضيةوالإدارية التي يحتاجونها، فضلًا عن إتاحة مساحات للنقاش البنّاء وتبادل التجاربوالخبرات بين مختلف النقابات العضوة. وهذا ما نعتبره في نقابتنا تجسيداً حقيقياًلمفهوم "التكامل النقابي"، حيث يكون الاتحاد منصة موحدة لتجميع الطاقاتوتوجيهها نحو أهداف مشتركة تصب في مصلحة جميع العمال.
كماأننا نؤمن أن هذه البرامج ليست فقط للتدريب، بل أيضاً لبناء جسور الثقة بين الاتحادوالنقابات، وخلق بيئة عمل قائمة على الشفافية والتشاور، وفتح آفاق للتفكير فيمبادرات نوعية جديدة تعزز من دور النقابات في مواقعها، وتُقربها أكثر من منتسبيها.
وإننا،من هذا المنبر، ندعو إلى تعزيز هذا النهج التشاركي وتوسيعه ليشمل برامج تخصصية تلائم طبيعة كل قطاع، واستحداث مسارات تدريب متقدمة تستهدف القياداتالنقابية الشابة، مع مواصلة إشراك الخبراء والمستشارين المختصين في الحقوقالعمالية والأنظمة التشريعية.
ختاماً،فإننا في نقابة التربويين البحرينية، نُثمن عالياً دعم الاتحاد الحُر، وحرصه علىتمكين النقابات وتفعيل دورها، ونتطلع إلى استمرار هذه الشراكة بما يعزز من وعيمنتسبينا ويقوّي صفوفنا، حتى نكون جميعًا على قدر المرحلة، وعلى مستوى آمال مننمثّلهم من العاملين والعاملات في البحرين.
العمل المشترك ليس خياراً، بلضرورة نقابية ومسؤولية وطنية