وزير العمل يشدد على اختيار المهنة في تحديد مستقبل الشباب
عمال البحرين الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤

وزير العمل يشدد على اختيار المهنة في تحديد مستقبل الشباب

خلال رعايته الملتقى الشبابي الأول
وزير العمل يشدد على اختيار المهنة في تحديد مستقبل الشباب

أكد وزير العمل جميل بن محمد علي حميدان ان اختيار عنوان «كيف أصنع مستقبلي المهني» للملتقى الشبابي الأول يعبر بوضوح عن تلمس الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين والجهات الداعمة لتنظيم الملتقى عن رغبتها في المشاركة في وضع حلول مناسبة لقضية بناء مستقبل الشباب المهني في البحرين.
جاء ذلك في كلمته صباح امس أمام المشاركين والمدعوين لحضور هذا الملتقى الأول الذي نظمه الاتحاد العام في قاعة فورسيزون بمنتزه عذاري, مشيرا الى ان اختيار كيفية صناعة المستقبل بالنسبة إلى الشباب من ذكور وإناث البحرين هو موضوع حساس للمرحلة الحالية والمستقبلية، وهو ليس سؤالا نظريا مجردا من الروح والمعنى بقدر كونه سؤالا يصب في أعماق مشكلة التأهيل والمهنة والاختيار, الذين يحددون مستقبل الشباب, مشددا في الوقت ذاته على أهمية توفير آليات ممتازة للضمان الاجتماعي تترافق مع قواعد الاستقرار الوظيفي.
مشيرا من جانب آخر الى ان نوعية الثقافة المحلية السائدة لا زالت تعيق التوجهات الصحيحة لاختيار المهنة والوظيفة وما يرافقهما من أمور ومزايا تجسد مكانة وأهمية الوظيفة التي تشجع المواطن على اختيارها مع العلم ان نسبة من المواطنين البحرينيين يختارون (الوظيفة العامة) أي العمل في وزارات ومؤسسات الدولة، ولا يميلون إلى الوظائف في الشركات والمؤسسات الخاصة حيث تغريهم المزايا والضمانات المستقبلية مقارنة بين القطاعين بحسب ما يرون من وجهة نظرهم.
المرصد
وتابع، وبالتالي، فإن الأحلام والأمنيات تغلب على الواقع الفعلي لما هو موجود في هذه المؤسسات, مشيرا من جانب آخر الى ان الوزارة تعكف حاليا على دراسة ميول الشباب في البحرين وإلى أنواع الأعمال والمهن من خلال المرصد الذي بدأت الوزارة العمل فيه, ويركز جل عمله على اتجاهات الشباب، وماذا يريدوا من ان يكونوا في المستقبل؟ وبالتالي، بهذه الطريقة العملية, نستطيع التغلب على التشوهات الموجودة في سوق العمل في البلاد، وكشف أن ما بين 40% و50% من الشباب الخريجين، يعملون في أعمال ومهن تخالف تخصصاتهم, مشددا على أهمية ان يعرف الخريج والشاب كيفية اختيار المهنة التي تناسب تأهيله.
واختتم جميل حميدان كلمته، بالإشادة بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين والجهات الأخرى المشاركة في وضع أيديهم جميعا مع الجهات الرسمية المعنية بالشباب والشابات في استشراق المستقبل، وتوضيح الطريق المبنية على رؤى وطنية سليمة لهذا الجيل ليكبر وينهض وينتج، وبالتالي يخدم وطنه على أحسن وجه.
عماد المستقبل
كما ألقى السيد سلمان المحفوظ الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين كلمة، جاء فيها أن الشباب هم الشريحة المجتمعية التي استحلت باكورة اهتماماتنا لكونهم عماد المستقبل الزاهر لوطننا البحرين، فهم حقا العمود الفقري لأي عملية تنموية لأي مجتمع يريد النهضة والتقدم، وتابع، وهنا في البحرين، نحرص كغيرنا من مؤسسات المجتمع المدني على الإهتمام بالشباب لكونهم يمثلون أكثر من نصف المجتمع (لمن هم 20 سنة وأقٌل)، وهذه نسبة كبيرة حقا، وبالتالي يبرز أمامنا سؤال كبير، هو: كيف نبني مستقبل هؤلاء الشباب؟
وفي سياق الحديث عن الشباب وتأهيلهم للمستقبل من خلال حصولهم على أعمال ومهن يختارونها بأنفسهم، وما علينا إلا توفير أجواء التدريب والتأهيل والاختيار، قال: علينا ان نشجع الشباب للانتماء تحت مظلة العمل النقابي لكي يتعرفوا حقيقة على حقوقهم العمالية وواجباتهم النقابية, مشيرا الى ان الاتحاد العام سيواصل نهجه النقابي المستقل مرحبا بانتماءات الشباب الى صفوفه، وبالتالي يشترك الجميع في الدفاع عن الوطن من جهة ورفعته واستقراره من جهة أخرى.
تكريم الداعمين
تلا كلمتي وزير العمل والأمين العام لاتحاد العمال، تكريم الرعاة والمتحدثين، وأخذ صورة جماعية معهم، المكرمون هم: بلاكسكو، بناغاز، الوسط، توفيق الرياش من وزارة العمل، نضال البناء من هيئة تنظيم سوق العمل، الدكتور عبدالله الحواج رئيس الجامعة الأهلية والدكتور أحمد العبيدلي ممثلا للمعاهد التدريبية وخالد عبدالله من تمكين ثم الدكتورة لولوة المطلق ممثلا لغرفة تجارة وصناعة البحرين.
لقاءات جانبية
ومن جانب آخر، قامت «أخبار الخليج» بعمل لقاءات جانبية مع (4 شخصيات) بارزة شاركت في الحضور، للتعرف أكثر على فحوى الملتقى وأهميته وفيما إذا كان موضوع الملتقى (صناعة مهن الشباب المستقبلية) حدثا جديدا على الساحة البحرينية؟ فماذا كانت ردودهم؟
الوزير جميل حميدان، يقول: «الملتقى قد يكون مكررا لكنه معاد بصيغة جديدة وبحلة جديدة» وخاصة أنه يركز على أهمية إرشاد الشباب لاختيار مهنهم طالما نوفر لهم العلم والتدريب والتأهيل، كما أن هناك جهدا من الدولة يترافق مع جهود المؤسسات المدنية (النقابية وأماكن العلم ومعاهد التدريب) في تحقيق هذا التوجه وهذا الظرف لأبنائنا من الشباب من أجل القضاء على فجوة (التردد في الاختيار والاندفاع لاختيار وظيفة غير مدروسة)، وبالتالي، فأني أشدد على أهمية دراسة المستقبل وتحديد نوع المهنة التي يريدها الشاب أو الشابة بشكل اختياري سليم.
المتكرر المتجدد
أما الدكتور عبدالله الحواج رئيس جامعة البحرين، فقال معلقا على موضوع الملتقى: «نعم قد يكون الموضوع متكررا لكني أسميه بـ (المتكرر المتجدد) لكونه موضوعا هاما وكلما تناولته من زاوية، تجد نفسك أنك تحتاج الى تناوله من جهة ثانية، مشددا على ان اهمية ان توفر الجهات المعنية بالشباب الأجواء الصحيحة ليعرف الشاب الفرص المتاحة أمامه من مهن المستقبل، ويعرف جيدا ان يفرق بين حقوقه وواجباته مشددا في ختام تعليقه على ضرورة ألا يبتعد او يرفض الشاب او الشابة مهنة من دون أخرى، فالمهن تكمل بعضها بعضا، والبلاد بحاجة الى مختلف المهن والوظائف معربا عن سعادته في المشاركة في هذا اللقاء.
موضوع مستمر
كما عقب محمود التوبلاني من (الجمعية الأهلية لمعاهد التدريب) على موضوع الملتقى (صناعة مهن الشباب في المستقبل)، فأوضح ان برنامج التوعية بالمهن واختيارها، هو موضوع مستمر، ويحتاج الى متابعة ومساهمة جماعية مثلما هو حاصل اليوم، وما حضور الشباب إلا نقطة اساسية في أنهم يعرفون ماذا يريدون، وفي الوقت ذاته نسمع لهم كمسئولين وعاملين في مجالات التدريب والتعليم في كشف غمار حاجاتهم وتوجهاتهم المهنية والمستقبلية، مشيرا الى ان هذا الموضوع يحتاج الى مخزون فكري يشارك فيه الجميع لإيجاد الصيغة السليمة لمهن المستقبل قبل الولوج فيها.
السؤال مبهم
وكان آخر المعقبين، هو (محمد المرباطي) مستشار بالاتحاد العام للنقابات، وقال: «الموضوع وما يتناوله من مهن المستقبل لشباب البحرين، فالعنوان يطرح تساؤلا، وهو: هل السؤال موجه الى الشاب نفسه؟ أم هو موجه بهدف إخلاء مسئولية الدولة عن توظيف أبناء وبنات البلاد؟ مشيرا الى ان الشعار أو السؤال مبهم في خطابه لأي جهة، وتابع، وبغض النظر من يخاطب العنوان، ففي كلا الحالتين لا يوجد «ضمان اجتماعي» لهذا الشاب الخريج أو الباحث عن عمل، مشددا على أهمية ان يرافق هذا السؤال، سؤال آخر، وهو: هل اقتصاد البحرين يتيح وظائف جديدة كل عام، وكم عددها، وما نوعيتها؟
وتساءل: ألا يثقل همومنا كمواطنين، نتمنى لأبنائنا فرص الحصول على عمل مناسب في ظل هذا الوجود المحموم للعمالة الأجنبية في البلاد؟ مختتما القول: إن القضية في التوظيف الحالي أو المستقبلي أو في اختيار الوظائف، هي قضية سياسية بالدرجة الاولى، تحتاج الى تخطيط (خطة) وطريق عمل (آلية) وفريق عمل (موارد بشرية وإداريين) وزمن».
http://www.akhbar-alkhaleej.com/13242/article/29583.html