إنهاء احتكار تمثيل عمال البحرين.. خطوة نحو الأمام
إنهاء احتكار تمثيل عمال البحرين.. خطوة نحو الأمام
حسناً فعل صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حين صادق بالأمس على القانون (31) لسنة 2014 بتعديل بعض أحكام قانون العمل في القطاع الأهلي، والذي ينهي احتكار اتحاد عمالي واحد تمثيل عمال البحرين في الخارج، في ظل مبدأ التعددية المعمول به في مملكة البحرين.
فقد مررنا بتجربة قاسية خلال الأعوام الماضية، وتحديداً بعد محاولة قلب نظام الحكم في فبراير 2011، حيث كان (الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين) يحتكر تمثيل عمال البحرين في المؤتمرات والاجتماعات بالخارج، ولعب دوراً تضليلياً ومشوهاً للحقائق، بل محرضاً المنظمات الدولية لرفع شكاوى ضد (حكومة البحرين)، ومطالباً بتوصيات (عقابية) ضد البحرين! لأنه كان (اتحاداً مسيّساً) وليس (اتحاداً عمالياً)، ويتلقى توجيهاته من (جمعية الوفاق) والجمعيات الأخرى المتحالفة معها لاستخدام النقابات العمالية كأدوات للابتزاز السياسي، والمساومات مع (الدولة) وإخضاعها لتنازلات سياسية لصالحهم.. والأدهى من ذلك أنهم كانوا يتآمرون على البحرين (بأموال الدولة)، حيث كانت تصرف لهم ميزانيات كبيرة وتذاكر سفر وإقامة في أفخم الفنادق الأوروبية لمدد تصل إلى عشرة أيام أو أسبوعين من اجل اجتماع واحد ليوم أو يومين، يبحث فيها (ملف البحرين) في المؤتمرات الدولية.
وحين خرج إلى النور (الاتحاد الحر لعمال البحرين) رغم تمثيله لأكبر وأكثر نقابات البحرين، واجه مضايقات كثيرة من (الاتحاد العام)، ورفض تمثيله في المؤتمرات الخارجية بحجة أنه الوحيد الذي يمثل نقابات عمال البحرين.. وكانت وزارة العمل مقيدة بالقانون القديم.. ولكن تصديق جلالة الملك المفدى على التعديل في القانون العمالي، وإنهاء (احتكار) تمثيل عمال البحرين في المؤتمرات الخارجية ينهي هذه (المأساة) التي تتعارض مع التعددية.. والآن ليس أمام (وزارة العمل) أية معيقات لتضع (الاتحاد الحر لعمال البحرين) ممثلاً شرعياً لعمال البحرين في الخارج والداخل.
إن تسييس العمل النقابي كان من أسوأ التجارب العمالية التي مرت بها البحرين في السنوات الأخيرة.. ومطلوب الآن الالتفات إلى مصالح العمال والمواطنين، وليس الاستماع لبضعة عمائم وبدلات (سموكن) في جمعيات طائفية!
http://www.akhbar-alkhaleej.com/13285/article/36278.html