رؤيا مغايرة كوادر بحرينية مع وقف التنفيذ!
رؤيا مغايرة كوادر بحرينية مع وقف التنفيذ!
من أكثر الشكاوى التي تصلني لأتطرق في الحديث عنها من خلال عمودي في الصحيفة هي مشكلة “البطالة”، الظاهرة الاجتماعية التي تؤرق شريحة في المجتمع مسببة كابوساً مرعباً لهم ولذويهم، لقد وقفوا صامدين في طابور الانتظار رغم معاناتهم مع ضغوط الحياة القاهرة ومصاعبها المرهقة التي كانت سببا لتدهور حالتهم الصحية والنفسية، منتقصة من ثقتهم ومضاعفة من قلقهم وكآبتهم لعدم استقرارهم وتبدد أحلامهم وضياع سنوات من أعمارهم في الانتظار دون جدوى.
لقد أصدرت وزارة العمل تقريرا تشير فيه الإحصائية إلى أن نسبة البطالة استقرت عند 4.3 %، وعلى حد قولهم هي نسبة آمنة وفي حدودها المعقولة! بغض النظر عن صحة هذه الإحصائية ومدى دقتها من الملاحظ اليوم عند النزول للشارع أن البطالة تعتبر من أهم مشكلاته وهو ما يناقض هذا التصريح فمازال في كل بيت وعائلة بحرينية تقريباً عاطل أو أكثر، وبرأيي النسبة حتى الآن لم تعد آمنة ولا تزال تشكل ناقوس خطر بسبب التأثيرات السلبية سواء في حدود الأسرة أو المجتمع.
لا نقلل من جهود وزارة العمل وإسهاماتها في الحد من البطالة ومثال على ذلك صندوق العمل “تمكين”، لكن رغم ذلك لا تزال النسبة كبيرة وتتطلب اهتماما ودراسة ووضع حلول جذرية للحد منها وخفضها لأبعد الحدود.
إحدى الشكاوى التي وصلتني سأعرضها عليكم فيما يلي لأهميتها وتكرارها في مجتمعنا والتي تضرر أصحابها بسبب المحسوبية والتجاوزات، وهي قصة لشباب غادروا إلى أوكرانيا لدراسة الطب على حسابهم الخاص تخرجوا منها وعملوا في مستشفى السلمانية الطبي بمهنة “أطباء امتياز”، وبعد سنة التدريب كان عليهم اجتياز امتحان مزاولة مهنة الطب كمتطلب مسبق كي يعملوا في مجال الطب داخل البحرين، قدموا الامتحان ثلاث مرات ولم يحققوا النجاح على عكس من يدرس في جامعات البحرين وعلى حساب “تمكين” او دعم من أية جهة أخرى فقد كانت لهم الأولوية!
على لسان بعض المعارف في الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية أن هناك تلاعبا في درجات الممتحنين ونجاح بعض الطلبة “بالواسطة” رغم عدم استكمالهم شروط النجاح، عرضوا مشكلتهم على عدة مسؤولين منهم عائشة بوعنق، د. مريم الجلاهمة، د. بهاء فتيحة، لكن للأسف لم يكن هناك حل!
للأسف يواجه الطلبة الدارسون في جامعات بالخارج العراقيل والإذلال بعدم تسهيل قبولهم وتأخير نتائج الامتحان والتظلم والتي تصل إلى 3 أشهر!
لقد صرحت وكيل الوزارة عائشة بوعنق مسبقاً بأن هناك نقصا بالكادر الطبي مستدعية أطباء من خارج البحرين، رغم وجود كوادر محلية مشرفة تستحق الدعم وتسد الفراغ ومن المفترض أن تكون لهم الأولوية.
إن كثرة التعقيدات التي يواجهها الطلبة سواء في مجال الطب أو في مجالات أخرى بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في التحصيل الدراسي الشاق هو إحباط لعزيمتهم وطموحاتهم، وشحن سلبي ومشاعر يائسة مكبوتة متراكمة قد تنفجر يوماً مقسمة المجتمع لفئات، منها من يستسلم للأمر الواقع، وآخر يلجأ للانتحار أو الانحراف، والبعض يستغويه الأعداء ويسعى لإقناعه بالتحريض والكراهية للنظام والوطن مستغلين ضعفه وحاجته، أما بعض الفئات تهاجر كالطيور التي لم تجد المكان الملائم الذي يمدها بأهم وأبسط أساسيات الحياة، لتخسر البحرين كفاءات جبارة قادرة على تقديم خدمات تسهم في تطوير ونهضة البلاد.
نطالب الدولة باحتواء أبنائها ووضع حلول جذرية لمشكلة البطالة التي أهمها الاعتماد على الكوادر المحلية بدل اللجوء للعمالة الخارجية، كما نطالبها بوضع حلول لتخبطات بعض الوزارات والقصور فيها والذي يكون على حساب مصلحة الوطن والمواطن، وبإذن الله يداً بيد سنحقق النتائج المرجوة التي تليق بمكانة بحريننا الغالية.
http://www.albiladpress.com/column14246-16678.html رد إعادة توجيه