ملف العاطلين عن العمل في ميزان الحكومة
ملف العاطلين عن العمل في ميزان الحكومة
قال رسولنا الكريم (ص): «العلم يُرشدك، والعمل يبلغ بك الغاية»، ويرى الفيلسوف أرسطو غاية العمل تكمن في بلوغ السعادة على اعتبار أن للعمل تأثيراً إيجابياً على حياة الإنسان.
والعمل في حد ذاته يشكل قيمةً أساسيةً ترتكز عليها عملية تطوير الإنسان لقواه وإمكانياته واستعداداته ومدى قابلياته ومكمن قدراته، فهو الطريق لتنمية الشخصية البشرية وصقل الطبع الإنساني، وفي الوقت ذاته مكسب لقمة عيشه وسد حاجته وتوفير عيش رغيد هنيء يكفه عن السؤال والشعور بالحاجة، فأهمية العمل تكمن في الرزق وهو المال، وهو القوة المادية التي يملكها كل إنسان على وجه الأرض، وهو عامل رئيسي لاستمرار الحياة وشعور الإنسان بأنه منتج وفعال ويعتمد عليه في أنه أحد العناصر المحركة لعجلة الإنتاج وتقديم الخدمات، فالعمل ليس فقط لتلبية حاجات مادية بقدر ما هو وجود وشريان حيوي لمواصلة الإنسان في الحياة.
يطل علينا في البحرين ملف العاطلين عن العمل على الساحة، ومدى جدية الحكومة في حل هذا الملف، وهو يشكل هاجساً ومصدر قلق لدى الجميع، إذ بلغ عددهم حسب الإحصاءات الرسمية لوزارة العمل حوالي 7414 عاطلاً مع نهاية العام الماضي (2014)، جلّهم من الإناث، إذ بلغ عددهن 6368 عاطلة، أي أن المرأة لها نصيب الأسد من مشكلة البطالة في البحرين، وهي أولية لن يتولى شأن المرأة ويدافع عن حقوقها، فقوة المرأة في إسهاماتها وعملها في بناء الوطن، ومن المجحف تركها للحاجة والعوز وهي مستعدةٌ للعطاء وتطالب به.
أما الفئة العمرية للعاطلين – بحسب تصريح وزير العمل- فيتركّزون فيما بين 20 - 29 عاماً، وهي الشريحة الأكبر من العاطلين، إذ يبلغ عددهم 4626 فرداً، بينما هناك 499 عاطلاً تتراوح أعمارهم ما بين 40 و49 عاماً، و123 عاطلاً أعمارهم ما بين 50 و59 عاماً. بينما هناك عاطل واحد يتجاوز عمره 60.
ومن الإحصائيات السابقة نستنتج أن العاطلين من الفئة العمرية من 30 – 39 يبلغ عددهم 2165، ما يعني أن العاطلين يكمن غالبيتهم من سن 20 إلى 39، وهو سن الشباب والعطاء والبناء، وهي قنبلة موقوتة بحاجة إلى معالجة جذرية. لذا فإن إهمال هذه الفئة العمرية وجعلها في وضع الحاجة والبطالة، هو تقصير يطال الحكومة قبل غيرها.
أما بالنسبة للمؤهل العلمي لهؤلاء العاطلين، وبحسب ما صرّح به الوزير، فإن 19 عاطلا عن العمل يحمل شهادة الماجستير، بينما بلغ عدد الجامعيين 3396 عاطلاً عن العمل، فيما بلغ عدد حملة الدبلوم 1283 عاطلاً عن العمل. كما أوضحت الأرقام أن 1685 عاطلاً يحملون الشهادة الثانوية، فيما هناك 583 عاطلاً يحملون الشهادة الإعدادية، أما العاطلون من حملة الشهادة الابتدائية فيصل عددهم إلى 93 عاطلاً، أما من يمتلكون مهارة القراءة والكتابة فعددهم 274 عاطلاً.
وأشارت الأرقام إلى أن الوزارة سجلت 65 أمياً عاطلاً عن العمل، 3 منهم ذكور و62 أنثى، ما يعني أن العاطلين جلّهم من في فئة حملة الشهادات الجامعية، وهي إطلالة على أن البحرينيين مقبلون على التعليم، ومن الظلم إثابتهم على ذلك بإبقائهم بلا عمل. فالعمل حق فرضه القانون والدستور والعرف الإنساني، فهل الحكومة البحرينية جادة في حل هذا الملف، أم تجعله عرضة للمزايدات السياسية وورقة ضغط على المعارضة؟
http://www.alwasatnews.com/4604/news/read/982151/1.html