أين رواتب الموظفين يا بيت التجار..؟؟
أين رواتب الموظفين يا بيت التجار..؟؟
حينما نشرت أخبار الخليج واقعة التزوير في محضر اجتماع الجمعية العمومية لغرفة تجارة وصناعة البحرين، قامت الغرفة بنفي الخبر جملة وتفصيلا، وطالبت الجريدة بتحري الدقة والموضوعية، وهددت وأرهبت، وحذرت وتوعدت، وأشارت الى أن أعضاء الغرفة فوق مستوى الشبهات، وأنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل الأطراف، ذات العلاقة بما تم نشره، بما يحفظ حقها ويحافظ على سمعتها ومكانتها التي لن تقبل بأي حال من الأحوال المساس بها، ولكن كل ذلك لم يهز شعرة واحدة من موقف أخبار الخليج، لإيمانها الراسخ بصدق موقفها وأمانة كلمتها، فماذا حصل بعد ذلك..؟
بالأمس تم إعلان أن غرفة التجارة قامت بتشكيل لجنة تحقيق لما وقع من تزوير في محضر اجتماع الجمعية العمومية، رغم أن البعض يريد أن يسميه (خطأ إداريا) وليس تزويرا، وبالتالي يتم تحميل أصغر موظف ذلك الخطأ، وبالتالي يغلق الملف، ويا دار ما دخلك شر، رغم أن الشارع التجاري اليوم ينتظر أن تعلن الغرفة اعتذارها عما حصل، وخاصة أن العديد من المجالس الرمضانية واللقاءات الرسمية شهدت الحديث الصريح عما يدور في بيت التجار.
قد يراهن البعض في غرفة التجارة على عامل النسيان، وتراكم الانشغالات، وتزايد الأحداث، وبالتالي يتم طوي الصفحة، والحديث عن مشكلات أخرى في البلد وفي المنطقة، ولكن يبدو أن عامل الخلاف والمشاكل في بيت التجار لم يهدأ بعد، وكلما يتم إطفاء حريق يشتعل حريق آخر، الأمر الذي يؤكد أن الغرفة بحاجة الى مراجعة عامة وشاملة في سياستها وحتى في كبار الشخصيات التي تديرها.
فقد وصل لنا بالأمس من أحد أعضاء الغرفة أن الإدارة التنفيذية بعثت رسالة إلى الموظفين هذا نصها: ((يؤسفنا إبلاغكم بأن راتب شهر يونيو سيتأخر حتى الإسبوع القادم، وذلك بسبب الأخطاء المتكررة من قبل إدارة الموارد البشرية والنظام الآلي)). وبصراحة وأمام هذه الفضيحة وهذا الخطأ، يجب أن يكون لرئيس الغرفة دور أكثر حسما وحزما، وإن تكفل شخصيا بدفع رواتب الموظفين والموظفات، أو خصم مكافآت ومخصصات أعضاء الإدارة وسفراتهم ورحلاتهم ومنحها للموظفين والموظفات، لأنهم أحوج بالمبالغ من التجار، وخاصة في شهر رمضان الكريم.
تأخير صرف رواتب موظفي الغرفة، ولا أدري هل هذا يقع للمرة الأولى في تاريخ الغرفة أو وقع قبل ذلك، يكشف أن الإدارة التنفيذية، ونتكلم عن السياسة الإدارية لا الأشخاص، لديها مشكلات كثيرة وأخطاء جسيمة، وخاصة ان تحميل إدارة الموارد البشرية سبب تأخير صرف الرواتب يؤكد أن ثمة خلاف معلن بين الإدارة التنفيذية وإدارة الموارد البشرية، وغيرها من الإدارات، الأمر الذي يؤكد أن الجو الإداري غير صحي في غرفة التجارة، وأن خلافات مجلس الإدارة انسحبت على أوضاع الموظفين البسطاء والمساكين الذين سيتحملون الآن تأخر الرواتب وخصومات وجزاءات التأخير من البنوك والجهات ذات القروض.
حكومة مملكة البحرين لم تتأخر فيها صرف الرواتب للموظفين في القطاع العام، رغم كل التحديات والمطبات وحتى الأحداث، ولكن في غرفة التجارة يتم تأخير صرف الرواتب لمشاكل هامشية وإهمال وأخطاء إدارية، والمتضرر هو الموظف وأسرته التي تنتظر الراتب، فهل ستضمن الغرفة صرف رواتب الموظفين في أوانها.
http://www.akhbar-alkhaleej.