وزارة التربية والتعليم... والدرجة والتمهّن!
وزارة التربية والتعليم... والدرجة والتمهّن!
تصريح وزارة التربية والتعليم حول الحصول على الدرجة الوظيفية وبين مشكلة التمهّن التي أصبحت كمسمار جحا، يدفعنا للتحدّث في هذا الموضوع الشائك بالذّات، ذلك أنّ كثيراً من المعلّمين لديهم إحباطات كبيرة بسبب التمهّن... لماذا؟
لأنّ المعلّم يحتاج إلى استيفاء متطلبات إنهاء برنامج كادر المعلمين التي تقدر بـ 360 ساعة، حتى يستطيع الحصول على درجة، وليس المعلّمون الذين على الدرجة الرابعة هم المعلّقين فقط، فحتى الذين على الدرجة الخامسة لديهم المشكلة نفسها، وهناك من يحصل على دورات تدريبية وورش عمل فيتم إدراج الساعات وتُحتسب من أجل الدرجة، وهناك من لا تُعطى لهم الدورات ولا الورش ولا برنامج التمهّن نفسه من أجل الارتقاء الوظيفي، في حين أنّ الوظائف الحكومية الأخرى سواءً في الداخلية أو في التنمية أو في الإسكان، فإنّ السلّم الوظيفي يختلف تماماً، إذ أنّ هناك من يرتقي كلّ سنة أو سنتين بدرجة أو درجتين، وفي ظرف 10 سنوات يكون على التنفيذية الأولى!
اللهم لا حسد، ولكن أليس من الأولى الالتفات إلى المعلّم، وتعديل وضعه وتحسين معيشته، فهو الذي يخرّج الطبيب والمهندس والضابط والعامل والموظّف، وهو الذي ترقى عن طريقه الأمم أو تهبط، وهو من لديه تعليم الأجيال عن حب العمل والأخلاق وغيرها، فكيف يتحدّث المعلّم عن حب العمل وهو في الأساس إمّا عازفٌ عن العمل داخل المدرسة أو ينتظر اليوم الذي يحصل على عمل آخر في مكان آخر يظنّه أفضل وأنظف وأريح!
ذكرت الوزارة أن عدد المجتازين لبرنامج التمهن من الذين حصلوا على ترقيات منذ العام 2009 وحتى العام الجاري بلغ أكثر من 400 معلم ومعلمة، والسؤال هو من أصل كم معلّم ومعلّمة خرج الـ 400؟ ألا يُعد هذا الرقم متواضعاً جدّاً بالنسبة لعدد المعلّمين في هذه الوزارة التي طالما تفاخرت بأعداد موظّفيها الـ 15000؟
ولأنني كنت موظّفة سابقة في مدارس البحرين، فإنني أعلم ما يعانيه المدرّس داخل المدارس، وأعلم بأنّ مهنته أكبر من الدرجات التي يحصل عليها طوال عمله في الوزارة، فها أنا أحصل على درجتي أخيراً بعد 7 سنوات، وليس السبب إكمالي للتمهّن الذي لم أحصل عليه أبداً، أو للورش التي لا تناسب ولا ترقى باسم المعلّم أو الموظّف في وزارة التربية والتعليم، ولكنني حصلت على الدرجة بعد التقاعد كدرجة استثنائية، وأنا الآن في الشهر الثاني من التقاعد أنتظر حقوقي ودرجتي وراتبي التقاعدي، الذي أعتقد بأنّني لن أحصل عليه إلاّ في الشهر الثالث!
هناك من يرفض التمهّن، والسبب هو ارتباط المعلّم بأسرته، فهو لا يستطيع التوجّه إلى الدراسة بعد انقضاء اليوم الدراسي، فالأسرة أولى بالطبع من التمهّن الذي سيعطي الموظّف الحق في درجة لا تزيد قيمتها عن 50 ديناراً، وخصوصاً المعلّمات المتزوّجات، فهنّ مرتبطات ببيوتهن وأبنائهنّ وأزواجهن، فكيف للمعلّمة الحصول على الدرجة وهي لا تستطيع استيفاء الشرط؟
ننتظر من وزارة التربية والتعليم التنسيق مع ديوان الخدمة المدنية بإعطاء المعلّم حقّه، كباقي موظّفي الدولة، الذي قفزوا بالدرجات قفزات يمكن رؤيتها بسهولةٍ بالعين المجرّدة، من دون آلية ولا تمهّن ولا ورش عمل ولا شهادات جامعية!
http://www.alwasatnews.com/
