الوفاق وأزلامها فشلوا في السيطرة على شركة ألبا
رئيس نقابة عمال ألبا... البنعلي:
الوفاق وأزلامها فشلوا في السيطرة على شركة ألبا
رحبت نقابة عمال البا برغبة جمعية الوفاق الأسلامية في تأسيس نقابة جديدة في داخل شركة البا على أسس سياسية بحته، و قال علي البنعلي رئيس نقابة عمال ألبا أن الوفاق وواجهتها النقابية الممثلة بالإتحاد العام لنقابات عمال البحرين أصبحوا بعد تجاربهم في البا يؤمنون بالتعددية النقابية في داخل المنشئة الواحدة، حيث أن الوفاق لم تستطيع السيطرة على النقابة رغم سطوتها على الشارع السياسي القروي. وبين البنعلي أن نقابة عمال البا مستعدة منذ فترة طويلة إلى هذه السيناريوهات و هي قادرة على هزيمة الوفاق وأزلامها مرة أخرى في البا إن كان من خلال نقابة عمالية واحدة أو نقابتين إحداهما تنتمي إلى جمعية الوفاق.
وأضاف البنعلي انه على الرغم من جهود الوفاق خلال سنوات طويلة مضت للسيطرة على شركة البا، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك على الرغم من وجود إدارة تنفيذية سابقة في شركة البا كانت مؤيدة ومناصرة لجمعية الوفاق بدأً من أوساط 2005 و 2006 و 2007 ، حيث أن الوفاق قد تعرضت للهزيمة في إنتخابات نقابة البا في سنة 2005 وفي الإنتخابات التي تلتها تعرضت إلى هزيمة قاسية بفشلها الذريع بعدم حصولها على أي مقعد في مجلس إدارة النقابة في سنة 2008، وكذلك ايضاً حصل في إنتخابات النقابة الأخيرة التي جرت في 2011. وعلى صعيد آخر تعرضت أيضاً للهزيمة في الجمعية العمومية لنقابة عمال ألبا المنعقدة في يونيو 2012 ، التي على ضوء نتائجها قررت أن تكون نقابة عمال ألبا طرفاً مؤسساً للإتحاد الحر لنقابات عمال البحرين والخروج من مظلة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين التابع لجمعية الوفاق.
وأكد البنعلي بأن الوفاق اليوم وجدت أنه لا بديل عن تأسيس نقابة جديدة داخل ألبا فقد حاولت الحشد لها بكل ما تستطيع من جهد، ولكن واجهتها عوائق عديدة أهمها ضعف الكادر الوفاقي الذي يدير الملف العمالي داخل شركة البا. فهذا الكادر لا يستطيع إدارة ملف في شركة صناعية كبيرة ومعقدة كشركة البا يحتاج فيها العامل للكثير من الخدمات التي لن تكون نقابة الوفاق قادرة على توفيرها له.
وأضاف البنعلي انه حتى الكوادر الوفاقية التي تعمل في داخل البا لن تنضم إلى النقابة الجديدة إلا على أساس الإرتباط الحزبي لا أكثر، ليس على أساس إن النقابة الوفاقية قادرة على الدفاع عن مصالحهم.
وأردف البنعلي أن جمعية الوفاق لا تستطيع فكرياً أن تنتج نقابة تكون خليط من مكونات المجتمع، فإعتمادها على تيار وعد و المنبر التقدمي وصل إلى مرحلة أنتهى فيها التحالف على مستوى الكوادر التي تمثل التنوع، وتوقف كل ما تقدمه هاتين الجمعيتين من كوادر شكلية تُعطي إنطباعاً أن هناك تنوع في تنظيمات الوفاق النقابية، و هنا قد إكتشفت الوفاق أن نقابتها لن تكون إلا صورة معكوسة للواقع الطائفي لذاتها، وهذا بحد ذاته سوف يدفع الكثيرين من العمال في البا من التردد في قرار دخول النقابة الجديدة.
و أضاف البنعلي انه سواء أرادت الوفاق أن تؤسس نقابة جديدة في البا أو إنها ألغت الفكرة بسبب ضعف الأقبال، فإنها بدون أن تدري قد أعلنت فشلها وضعفها في الساحة النقابية بشركة البا وأثبتوا ذلك عمال البا بإنهم ليسوا ورقة لتلعب بهم الجمعيات السياسية لمصالحها الباهتة، حيث أن الوفاق لا تمثل مشروعاً وطنياً بل تمثل إستغلال الطائفة لمصالح سياسية الهدف منها هو تركيز أزلامها على صدور من يتحكمون بهم بحجة الدفاع عنهم وعن الطائفة.
كما اضاف البنعلي معللاً بأن الوفاق تحاول أن تقول أن النظام السياسي في البحرين هو السبب في ما يحدث على الساحة السياسية، و لكن قد حصل العكس فإن ضعف الكوادر المُسيسة بالطائفية في الوفاق قد أدى بها في النهاية إلى عدم قدرتهم على تحمل مسؤوليات العمل السياسي الحزبي من تكتلات و تحالفات تحت قبة البرلمان، ودفعتهم في نهاية المطاف إلى تقديم استقالاتهم من البرلمان الذي أنتخبوا فيه كأكبر كتلة نيابية ليصل عددهم في أكتوبر 2010 إلى 18 نائب من اصل 40 نائب. وهي كتلة نيابية لو كانت لدى أي حزب سياسي آخر في العالم لإستطاع أن الكثير ويغير الكثير. وبين البنعلي انه حتى بهذه الغلبة لم تستطع الوفاق أن تعمل عمل سياسي حقيقي له علاقة بالتفاوض و التعامل مع الكتل البرلمانية الأخرى. و يرجع سبب ذلك إلى أن الوفاق كانت دائماً بالعلن تقول إنها ليست حركة طائفية و لكنها بالخفاء كانت تمارس الطائفية بهدف التحكم بالطائفة و ليس بهدف الدفاع عنها.
وهذا يبين عندما اعلن الاتحاد العام الأضراب العام بأمر من الأسياد في الوفاق وفصل الاف العمال نتيجة لغيابهم، حاولت الوفاق ان تضحك على عقول العمال عبر إحالة المسؤولية على غيرها بأن السبب الرئيسي في الفصل ليس المغامرة السياسية التي خاضتها الوفاق وعرضت كحزب طائفي الالاف العمال الذين اطاعوها للفصل، نتيجة لاضرابهم الغير قانوني الذي جاء من أجل ان تبقى الوفاق على جماهيريتها مهما كان الثمن وحولت فاتورة الخطأ السياسي الفادح الذي اقترفته بحق شعب البحرين من خلال التمثيلية التي مازلنا نشاهد فصولها عندما تشدقت الوفاق بأنها تدافع عن العمال المفصولين الذين فصلوا بسببها وبسبب القرارات الخاطئة التي أتخذتها من خلال واجهتها العمالية الأتحاد العام لنقابات عمال البحرين . فجميع كوادر الوفاق ما زالوا من نواب سابقون وبلديين بنفس المزايا والرواتب السابقة ولم يفصل او يعتقل احد منهم على اساس الورقة التي تلعب بها الوفاق على الدولة بانها تختلف عن المعارضين الأخرين. وفي حقيقة الأمر أن من يدير مجلس شورى الوفاق إلى التحرك على الشارع من خلال ارتباطه السري بأدوات العمل التخريبي على ارض الواقع. والدليل على ذلك هو ان الدولة قد لاحظت انه كلما تفاوضت الوفاق اكثر مع الدولة ارتفعت العمليات التخريبية الضاغطة في الشارع. وهذا كله من اجل حماية كوادر الوفاق واظهارهم بأنهم افضل الموجود على الساحة والطرف الوحيد القادر على الخروج بحلول من الأزمة.
ونوه البنعلي أن سلوك جمعية الوفاق إمتد إلى الواجهة النقابية للإتحاد العام الذي أصبح مفخخ بالألغام و التي سوف تؤدي بالنهاية إلى سقوطه في فخ تناقضاته التي قام عليها.
فمن جانب تريد الوفاق من الإتحاد أن يكون مضموناً و شكلاً تابع لها من خلال تشكيل نقابات وهمية ترسل مندوبين لمؤتمر الإتحاد لإنتخاب أعضاء الأمانة العامة المعينين من الوفاق سلفاً ليكونوا كالدمى في الأمانة العامة للإتحاد العام لعمال البحرين تحركها جمعية الوفاق كيفما تشاء من خلال مجلس شورى الوفاق الذي يُسيطر عليه التيار الراديكالي المبعد عن القرار و المتروك له تأزيم بعض الملفات العمالية و الحقوقية.
و أكد البنعلي في ختام تصريحه أن نقابة عمال البا تعاهد البحرين قيادتاً و شعباً أن تبقى وفية للأهداف الوطنية لمشروع جلالة الملك الإصلاحي و أن تدعم كافة العمال بمختلف طوائفهم و مذاهبهم و جنسياتهم في الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم، وسوف تقف في وجه جمعية الوفاق و الواجهة النقابية لها، أي الإتحاد العام لنقابات عمال البحرين و أي طرف سياسي آخر يريد إستغلال عمال البا و عمال البحرين في مصالحه الضيقة الهادفة إلى إرجاع البحرين للوراء وجعل رايات التخلف و الجهل تُحلق خفاقةً في سماء البحرين، فجمعية سياسية كجمعية الوفاق لا يمكن أن تنتج مستقبل يخرج عن تكوينها السياسي الطائفي والفكري المذهبي الذي تأسست عليه. فلا خوف من النقابة الوفاقية في البا، فكنا ننتظرها ولا بأس جائت متأخرة.