بحضور كبير من المنظمات النقابية العربية ..إعلان تأسيس الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين
عمال البحرين الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤

بحضور كبير من المنظمات النقابية العربية ..إعلان تأسيس الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين

بحضور كبير من المنظمات النقابية العربية ..إعلان تأسيس الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين
 
تغطية: مكي حسن  
توجت جهود القائمين على تأسيس اتحاد يضم المتقاعدين في مملكة البحرين بإعلان فوز 11 مترشحا بالتزكية لادارة المجلس التنفيذي للاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين بمبنى نادي ألبا بالرفاع الشرقي صباح أمس وبحضور ملأ القاعة من ممثلي الاتحادات العربية التي حضرت مؤيدة وداعمة لهذه الخطوة الطيبة بالإضافة إلى عدد من المواطنين المتقاعدين الراغبين في الالتحاق بهذا الاتحاد الوليد من جهة وليكون إضافة نوعية للحركة النقابية في هذا البلد العزيز.

وقد فاز بالتزكية بعد انسحاب 6 مترشحين من أصل 17 مترشحا ليثبت 11 منهم بالتزكية، وهم: يعقوب الماجد، عبدالله حمزة محمد، جمال إبراهيم العريفي، أمل خميس السويدي، عبدالرحمن محمد شفيع، محمد معين فقيهي، علي أحمد يوسف جناحي، حسن صالح الأنصاري، أحمد خليفة الخزاعي، عباس عبدالرحيم محمود وعبد العزيز عبدالرحيم المحمود فيما أدار جلسة الانتخابات لجنة مكونة من أربعة أعضاء، هم: خليل زينا وأحمد عيسى الكويتي وحسن أحمد وعبد الناصر بوكمال بالإضافة إلى حضور مشهود لممثلي الاتحادات العربية.


تدشين مرحلة جديدة
 وقد استهل المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين بكلمة د.عبدالرحمن شفيع رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، جاء فيها: إننا وبعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني للمتقاعدين في مملكة البحرين اليوم ندشن تاريخا جديدا ونقف عند مفترق طريق حيث نؤسس لمعادلة جديدة في الحركة النقابية على مستوى الوطن والعالم العربي عموما.


وأشار إلى أن جهود العاملين والموظفين من الإخوة المتقاعدين ووعيهم بحقوقهم ودورهم في المجتمع وبتضامن اخوتهم النقابيين هو الذي مكن اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر التأسيسي أن يتكلل جهدها بالنجاح وتتوج الجهود بولادة اتحاد يرسم مستقبلكم، وبالتالي النهوض بهامكم لنيل حقوقكم والدفاع عن مكاسبكم، مشددا على ان (المتقاعدين) لم يعودوا فئة مهمشة في المجتمع بل هم جزء مهم من نسيجه يزرعون البذور ويسقون الارض ليحصد الجميع ثمرة جهودهم ونتاج كفاحهم.

وتابع: لقد بات الشعور بضرورة احتضان المتقاعدين في المجتمع والعمل على بناء كيان نقابي يضمهم ويضم مجهودهم أمر يتسع الوعي وسع الافق بضرورته وأهميته سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، منوها هنا إلى ان الحقوق لا تعطى بل تؤخذ، فعلى الرغم من افتقاد التشريعات النقابية والقوانين المنظمة في العديد من الدول ومنها مملكة البحرين إلى نصوص واضحة وتشريعات تنظم حق المتقاعدين في تشكيل منظماتهم النقابية وأن يسهموا في بناء كيانهم لتحسين ظروف معيشتهم وأجورهم المعيشية بوجه تضخم الاسعار والنهوض بمكاسبهم والمحافظة على حقوقهم.

أزمة الصندوقين
وأضاف، بل وخلق ظروف أفضل لحقهم الثابت والشرعي في تمثيلهم في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والتي تعاني من ازمة صندوقيها العام والخاص حيث يعانيان من عجوزات اكتوارية على مدى المستقبل المنظور وذلك مما لا يبشر بالخير والاطمئنان في مستقبل أجيالنا القادمة، فالصندوقان يعانيان من سوء الادارة فشل في السياسات الاستثمارية فالمطلب الملح اليوم هو وقف الهدر غير المسؤول لأموال الصندوقين وتطبيق سياسات استثمارية مجدية ومضمونة في الوقت ذاته.

وفي هذا السياق، أوضح عبدالرحمن شفيع أن الحركة العمالية امام مؤشرات التشاؤم هذه نحمل الامل ونرى ان هناك بصيصا من الضوء في نهاية النفق المظلم حيث تنفذ الدولة عددا من القرارات الايجابية نحو توحيد المزايا التقاعدية والأخذ بالافضل والدعوة لتخفيض الرسوم الحكومية والقروض الإسكانية بنسبة 50% للمتقاعدين وقد كان لإقرار نسبة 3% كزيادة سنوية على رواتب المتقاعدين في القطاع الخاص والذين يربون على 30 ألف عامل متقاعد، وهذه الكتلة البشرية قادرة على خلق مستقبل أفضل اذا ما أطرت عملها ونظمته وهذا ما نحن اليوم ماضون بصدده ألا وهو تأسيس الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين، واختتم بتقديم تحياته إلى كل من أسهم في نجاح هذا المؤتمر وفي مقدمتهم الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين ونقابة عمال البا ونقابة المصرفيين.

التأسيس السريع
وفي كلمة لرجب معتوق الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أعلن فيها دعم الاتحاد الدولي لهذه الخطوة الطيبة منوها إلى جهود الاتحاد الحر لعمال البحرين في نجاحه لتأسيس اتحاد للمتقاعدين في البحرين في فترة وجيزة قياسا إلى غيره من الاتحادات.

وأشار إلى أنه زار البحرين عام 1994 وقت لم تكن تسمح فيه البحرين بتنظيمات عمالية نقابية ماعدا اللجان، وفي زيارتهم كممثلين عن الاتحاد الدولي، وجدوا التفاهم المثمر لموافقة حكومة البحرين على التشريع للعمل النقابي لاحقا وبفترة وجيزة سمحت في حكومة البحرين بقيام تنظيمات عمالية وشبابية ونسائية، وهو موقف يشاد به، واستدرك من جهة أخرى، إلا أني استغرب عدم حضور ممثل رسمي (من وزارة العمل) أعمال مؤتمر اليوم مع العلم انه مؤتمر يصب في صالح الحركة العمالية في البحرين، وأعلن عن مباركته للمؤتمر وأعماله وانطلاقته ونجاحاته ليكون ركيزة إضافية نوعية إلى العمل النقابي في الوطن العربي. واختتم بالاشادة بدور (علي البنعلي) رئيس نقابة ألبا المودع في السجن حاليا، وكم تمنينا ان يكون حاضرا بيننا، ونتطلع ان يتجاوز هذه المحنة بأسرع وقت.

المتقاعدون أفنوا شبابهم
كما ألقى الجنيد أحمد صالح من السودان نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان كلمة جاء فيها انه وبالنيابة عن اخوته في قيادة الحركة النقابية السودانية مخاطبا الحضور، قائلا: «ونحن نحتفي جميعا لمشاركتنا في المؤتمر التأسيسي للاتحاد البحريني للعمال المتقاعدين، فإن هذا يعني لنا مولد منظومة نقابية تعنى بشريحه مهمة في المجتمع افنت زهرة الشباب خدمة للوطن والمواطن في مملكة البحرين الشقيقة بل تعدى عطاؤهم للأشقاء والأصدقاء في الجوار القريب والبعيد وقد جاء اليوم الذي يرد فيه بعض من دين هؤلاء الإخوة علينا».

وكشف ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أحسن صنعاً عندما ضمن قيام اتحاد المتقاعدين العرب في دستوره وأعلن تأسيسه في عام 2002 للميلاد وحث عضويته على تبني قيام تنظيمات عمالية للمتقاعدين وجمع شملهم ضمن منظومة اتحاد المعاشيين العرب، واختتم بالقول: نتطلع إلى ان يكون ميلاد الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين بما يضفي المزيد من الوحدة النقابية العربية تحت مظلة اتحادنا العملاق الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي قاد منظمات المجتمع المدني على مستوى إقليمنا لوحدة عربية شاملة من المحيط إلى الخليج.
نواة لعمل حر
وبعده، ألقى يعقوب يوسف رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين كلمته مرحبا بالمدعوين من مختلف المنظمات العمالية في الكويت ومصر والسودان والعراق ولبنان واليمن وليبيا وتونس، مشيرا إلى ان اجتماع اليوم هو لتأسيس الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين كنواة جديدة لعمل نقابي حر يمثل العمال المتقاعدين في البحرين، بعيدا عن التجاذبات السياسية، داعما للخط الوطني والقومي لشعب البحرين، هذا الشعب الذي شارك الأمة العربية نضالها وأفراحها وأحزانها من ثورة يوليو إلى النكبة وإلى انهيار جدار بارليف عام 1973 وإلى غزو لبنان في 1982 واحتلال الكويت الغاشم واحتلال الكويت للمرة الثانية.

وتابع: لم تعد الحركة النقابية حركة رفض ومعارضة كما كانت في العهود السابقة بل اصبحت فهم كذلك، وبدور القائد والموجه لنضال الطبقة العاملة، وكلما كانت الحركة النقابية قائمة على أسس سليمة وهيئاتها منبثقة من صميم الطبقة العاملة من خلال الكفاح المستمر ضد الصعوبات التي تواجه حركة الجماهير كلما تحقق لها ما تصبوا إليه واستحقت المردود الذي تأمله، مؤكدا ان الطبقة العاملة هي صاحبة المصلحة الحقيقية في تحقيق العدالة الاجتماعية وهي صمام أمان للوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والأمني في المجتمع البحريني.

المدافع عن العمال
وفي تواصل مع كلمته، كشف يعقوب يوسف أن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين ومن خلال تأسيسه للاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين يسعى إلى أن يكون هذا الاتحاد مدافعا عن كل العمال المتقاعدين مهما اختلفوا في طوائفهم وأعراقهم وأجناسهم بعيدا عن توجهاتهم السياسية، متطلعين إلى أن يكون العمال وأصحاب العمل على قدر من المسئولية يعملون جنبا إلى جنب من أجل بناء هذا الوطن الذي سلمه آباؤنا لنا أمانة في أعناقنا ومع تمكين المرأة تسلّم دورها في المجتمع بما يراعي عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة.

وتابع: فمنذُ شروق شمس المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ونحن في البحرين قد قطعنا أشواطا في حريات العمل النقابي الذي كان آخرها التعديل على قانون التمثيل العمالي في هيئة التأمين الاجتماعي وبما يكسر احتكار تمثيل ما يسمى الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين لعمال البحرين في مجلس إدارة الهيئة والذي سبقه تعديل قانون النقابات العمالية والتي سمح بتعددية النقابات في المنشأة الواحدة، ليفتح الباب واسعا لمن يرى نفسه كفؤا لتمثيل العمال والدفاع عنهم في تمثيل وتنافس شريف مع قيادات لا يرون في عمالنا إلا فرصا لهم في التسلق وتحقيق المكاسب الشخصية.

واختتم مشيدا بالتحركات النقابية والديمقراطية في كل من فلسطين ومصر والسودان وتونس وليبيا واليمن سائلين العلي القدير أن يحفظ الشعب السوري ويحقن دماءه وأن ترجع سوريا إلينا قوية ومنيعة بشعبها الذي قدم الكثير من التضحيات للأمة العربية، وتحياتنا وتقديراتنا لكل من أسهم في إنجاح هذا اللقاء.

لقاءات جانبية
وفي لقاءات جانبية بالمؤتمر، التقت «أخبار الخليج» بعدد من المواطنين والمدعوين من الإخوة العرب، وابتدأنا بالحديث مع عبدالرحمن الباكر(مشارك ورئيس جمعية التجمع الوطني الدستوري)، وعقب على المؤتمر وأعماله، بالقول: «ان عقد المؤتمر التأسيسي هو فرصة مناسبة لفئة المتقاعدين في البحرين في تنظيم أنفسهم ضمن إطار نقابي يهتم بقضاياهم مشيدا بهذا الحضور الذي يعكس حماس عدد كبير من المواطنين في المشاركة بهدف نجاح هذا اللقاء، ونأمل ان يكون داعما لمطالب المتقاعدين وخاصة فيما يتعلق برفع مستوى معيشتهم.

كما التقينا بـ (أحمد الكوهجي)، وقال: مؤتمر اليوم شيء جميل لكونه يهتم ويلامس قضايا المتقاعدين في البحرين، وآمل ان يتم التأكيد على قضايا معيشة المتقاعد وراتبه والمبالغ المتجمعة عليه من فواتير كهرباء وقروض للبنوك، وطالب بأهمية ان يعمل الاتحاد الوليد على توفير تأمين صحي لهذه الشريحة التي يتجاوز أعمارهم الستين سنة وصاعدا.

مباركة عربية
كما كانت فرصة أيضا أن نلتقي ممثلي بعض الوفود العربية، ومنهم جمال صالح السنباني من اليمن، وأشاد باسم اتحاد عمال اليمن بنجاح هذا التجمع اليوم من اجل انطلاقة الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين، وأمل ان يقوم هذا الوليد بالمسئوليات المنوطة على عاتقه وخاصة المتعلقة بتحسين رواتب المتقاعدين وتوفير تأمين صحي لهم، فهم شريحة بأمس الحاجة إلى الرعاية والاهتمام.

ومن ضمن هذه الأجواء، التقينا أيضا ممثل الوفد العمالي العراقي، فقال: «أبارك هذه الجهود لتأسيس اتحاد للعمال المتقاعدين في مملكة البحرين، وهي خطوة في الحقيقة معبرة عن حسن النوايا باتجاه خدمة هذه الشريحة المجتمعية التي تستحق المناصرة والوقوف معها في جميع المواقع»، منوها في الوقت ذاته إلى ان هذا التوجه بتأسيس نقابة أو اتحاد للمتقاعدين يصب في التوجهات الدولية لاحتضان هذه الفئة التي قدمت الكثير من دمها وعرقها لخدمة أوطانها ومجتمعاتها.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/13159/article/15362.html