بقلم الأستاذة صفية شمسان
رئيسة نقابة التربويين البحرينية
نقطة فاصلة وبداية مرحلة طموحة نتوقعها تدشن تنظيما إداريا مختلفا يتوافق واحتياجات هذا العهد الاستثنائي في تطلعاته وطموحه ، نقطة تعلن الحاجة للتغيير بضمانات رفع القدرة التنافسية في هذه الجهات الحكومية وتحسين الأداء الإداري بما يكفل تحقيق رفع كفاءة أداء العاملين في هذه الجهات ، وما أقره مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله في اعادة هيكلة وزارة التربية والتعليم يأتي في سياق تعزيز فاعلية وكفاءة أداء النظام التعليمي.
إن إعادة دراسة الهياكل التنظيمية وبنائها من جديد بالأسلوب العلمي المناسب ربما يعالج الترهلات الإدارية أو الفجوات التنظيمية أو التقاطعات الوظيفية الموجودة بالهياكل السابقة، وحتما لابد أن تكون عملية تغيير مدروسة للعلاقات الرسمية بين الوحدات الإدارية ، ورفع القدرة الاستيعابية للإنجاز بما يضمن سرعته وجودته عن السابق ،وبما يكفل القضاء على كل مظاهر ضعف الأداء المترتبة من عدم استغلال الطاقات والإمكانات الذاتية للعاملين استغلالا أمثل ،فالنجاح في إعادة الهيكلة يتطلب الموائمة بين ما هو متاح من قدرات بشرية وبين ما تحتاجه البيئة الإدارية وتستوعبه .
قد تكون إعادة الهيكلة مصدر قلق وخوف ، وقد تكون أمان وتوازن ، فمتى ما وفرت للعاملين الحياة الوظيفية اللائقة والعدالة في تولي المناصب أصبحت الهيكلة الجديدة ملاذا لإشباع التميز في العطاء والتفوق في الانجاز ، وتحقيق رفع الكفاءة وازالة معوقات الحركة التنموية ، حيث إعادة الهيكلة هي إعادة التوازن للوحدات الإدارية تلغي وتدمج وترتب الاختصاصات العديدة لتركيز المسئوليات ووضوحها وواقعيتها.
نطمح أن يتغلب الذكاء الهيكلي على البيروقراطية واطالة الإجراءات الإدارية ، ويكون الخيار الاستراتيجي هو تحويل مراكز الخدمات إلى منصات رقمية سريعة الإنجاز ، وحتما التنظيمات الإدارية الرقمية قادرة على ممارسة الوظائف بحيوية واتقان وسرعة انجاز لأنها تبسط العمليات الخدماتية وتزيل التعقيدات والتداخلات الوظيفية التي تعيق أو تبطء العمل وتسبب ضياع الوقت والجهد في دورات الإنتاج .
مفهوم الإدارة في ظل التسارع الرقمي حولها من إدارة تنفيذية إلى إدارة تميز بفكر ابتكاري مستند على التخطيط المتقن والإنتاجية العالية، وحتما التنظيمات الإدارية الرقمية القادرة على ممارسة وظائفها الحيوية قادرة على ضبط متابعة عامليها وتقييم أدائهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم بذات الكفاءة العالية في الإنجاز، لذا التغيير في الهيكلة يكون ذو جدوى متى ما حدث تغيير جذري في إدارة الوظائف بما يستوجب ربط أداء العاملين بمعدلات ومعايير واقعية ذات مقاييس ودرجات يقاس بها أداءهم وانج