هذا الاتحاد الوليد...
عمال البحرين الإثنين ٠٧ أبريل ٢٠١٤

هذا الاتحاد الوليد...


هذا الاتحاد الوليد... 

وليد جديد جاء إلى الساحة مؤخرا... ولكن للأسف الشديد قد جاء إلى الدنيا من دون أن يبتسم الكثيرون في وجهه... وإلى درجة أن قاطعت جهات مسئولة ومعنية حضور ولادته.. الأمر الذي يحتاج إلى تفسير ضروري وعاجل لهذه المقاطعة! الوليد الجديد هو بالضرورة الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين ... الذي لا يعد كسبا نقابيا جديداً على الساحة فحسب.. بل يعد مكسبا هائلا لفئة مجتمعية كبيرة لها احترامها وثقلها وأهميتها على الساحة ... ألا وهي فئة المتقاعدين.

قاطعت وزارة العمل حفل ولادته من دون إبداء أسباب لهذه المقاطعة.. وكانت مقاطعة تطايرت معها في الفضاء الواسع علامات استفهام كثيرة ... وخاصة أنه حضر هذه الولادة رؤساء وممثلو اتحادات ونقابات عمالية عربية عديدة.. ومعهم رئيس وممثل الاتحاد العربي للمتقاعدين ... واتحاد نقابات العمال العرب.. الذين أسهموا في ولادة الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين ... وباركوا هذه الولادة من خلال مؤتمر الاتحاد العربي للمتقاعدين الذي انعقد على أرض البحرين بدعوة وتنظيم الاتحاد الوطني الحر لعمال البحرين.

نتساءل: هل سبب هذه المقاطعة أن من تبنى خطوات تأسيس الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين هو الاتحاد الوطني الحر لعمال البحرين؟ ... الجواب: لست أعتقد ذلك لأن وزارة العمل هي أول من اعترف بشرعية الاتحاد الوطني الحر لعمال البحرين ... وهي التي تعلم أن ولادة هذا الاتحاد النقابي شرعية ذلك لأنه قد انبثق من قلب تشريع التعدد النقابي الذي سعت إليه وعملت من أجله وزارة العمل نفسها ... وكان أول وأقوى المدافعين من أجل خروج هذا التشريع إلى حيز الوجود هو السيد جميل حميدان وزير العمل.

إذن.. لابد أن يكون هناك سبب آخر لهذه المقاطعة الغامضة.. أرجو من الاتحاد الوطني الحر لعمال البحرين أن يكشف أو يفصح عنها لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

الشيء الآخر أن مجيء هذا الاتحاد – الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين – إلى الساحة يعد كسبا كبيرا لفئة عزيزة على قلوب الجميع هي من صميم وصلب تراب هذا الوطن ... ألا وهي فئة المتقاعدين.. وهي التي رغم أهمية وعظمة الدور الوطني الذي قامت به.. فهي الفئة الأكثر هضما لحقوقها.. حتى الجمعية التي أنشئت من أجل هذه الفئة لم يهن عليها أن تضمّن اسمها كلمة «متقاعدين».. ألا وهي «جمعية الحكمة».. مع أن اسم جمعية الحكمة يرمز إلى فئات أخرى في دول أخرى!

أما الآن.. وبعد أن أعلن قيام الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين.. ومباركة قيامه من الاتحاد العربي للمتقاعدين.. وانضوائه تحت لوائه.. فإنه يكون قد أصبح للمتقاعدين على أرض البحرين وللمرة الأولى صوت وطني ومحلي قوي.. وصوت آخر عربي أقوى منه.. ويستطيع الاتحاد أن يعبر عن أحوال وأوضاع المتقاعدين بصوت أشد تأثيرا على السلطات المختصة.. كما أنه يمكن القول إنه قد أصبح للمتقاعدين سند عمالي قوي.. بعد أن عملت جمعية الحكمة لفترة طويلة من الزمن على التفريق – وبغير قصد – بين المتقاعدين والقاعدة العمالية.. مع أنهم في الحقيقة جسم واحد وكيان واحد.. لذا أتوقع أن تشهد مسيرتي المتقاعدين والعمالية معاً دفعة قوية إلى الأمام بعد هذا العمق الذي اكتسبتاه بقيام الاتحاد الوطني لمتقاعدي البحرين.

رسائلهم لا تتوقف
رسائل المتقاعدين إلينا لا تتوقف.. ولا يزال أصحابها يعبرون عن أوضاعهم المأساوية بالنسبة إلى الكثيرين منهم.. وقد ظهر أن هؤلاء يتابعون كل الجهود المبذولة من أجلهم.. وأقل كلمة طيبة تسعدهم وتطمئن قلوبهم فلنكن رحماء من أجلهم.
وإليكم إحدى هذه الرسائل:

إلى الأستاذ لطفي نصر المحترم..
لا يسعني سوى أن أتقدم لك بجزيل الشكر والتقدير على جهودك الواضحة في تقدير دور المتقاعدين في الدولة وطرحك المستمر لاحتياجاتهم، والتركيز على فئة مهضوم حقها من قبل الجهات المسئولة وتجاهل دور المتقاعدين في بناء ونهضة الوطن على مدى ثلاثين عاما من الخدمة في المؤسسات والوزارات الحكومية وأنا أتحدث معك وأنا كنت موظفا في إحدى الوزارات الخدمية لأكثر من ثلاثين عاما وسيتم تكريمي في نهاية خدمتي بدرع شكر وساعة صينية، رغم تطويري لكوادر شبابية على مدى هذه الأعوام.

الراتب لا يكفي الحاجة يا عزيزي والمسئوليات كثيرة والأسعار ترتفع من دون رقابة والقروض تنهك جيوبنا وظهورنا من دون شفقة وعطف من المسئولين أو إيجاد حلول جذرية لحلحلة هذه المصائب، كما أن رسالاتك المتواصلة إلى وزير المالية كانت دائما في الصميم.

أستاذ لطفي.. لكن كما يقال بالمثل الشعبي «عمك أصمخ» وكل الرجاء من قائد النهضة سمو رئيس الوزراء وكما عودنا بالالتفات إلى جميع فئات الشعب.. ولكن كل العتب على بعض المسئولين والوزراء في عدم تنفيذ هذه التوجيهات السامية التي تصدر عن سمو رئيس الوزراء الكريم.. أستاذ لطفي نقدر مقالاتك الوطنية الرائعة التي أظهرت حبك للبحرين أكثر من بعض المواطنين أنفسهم وهذا ما يجعلنا نضع وسام التقدير على صدرك لدورك الفاعل بالتركيز على قضية المتقاعدين.

شكرا
أبو عبدالله
http://www.akhbar-alkhaleej.com/13163/article/16034.html