نظمت لجنة الصحة والسلامة المهنية بالاتحاد الحر ندوة بعنوان الأمراض المهنية الأكثر شيوعاً في الشركات والمؤسسات وطرق الوقاية منها والتي تحدثت فيها الدكتورة كوثر العيد إستشارية طب العائلة والصحة العامة رئيسة جمعية أصدقاء الصحة.
وفي بداية الندوة أكدت الدكتورة كوثر أن الصحة بصفة عامة تعني خلو الجسم من كافة الأمراض الجسدية والنفسية وشمولها لكافة جوانب حياة الإنسان، لافتة إلى أن الصحة المهنية هي التي تعنى بصحة الإنسان الذي يعمل في موقع عمل، وتمثل خلو جسمك من الأمراض العضوية والنفسية والسلامة في مكان العمل.
وأشارت إلى اختلافات بيئة العمل في المواقع واختلاف نوعية الأمراض التي تصيب العاملين فيها، مؤكدة على أهمية السلامة في مكان العمل، وتأثيرها على الإنتاجية للعامل والتي قد تتسبب في خسائر للمؤسسة التي يعمل فيها، وقالت: من المهم الحفاظ على صحة الموظف لزيادة انتاجيته وتحقيق أرباح للشركة.
ولفتت د. العيد إلى أن الموظفين بالمكاتب يحتاجون لتحريك العضلات وممارسة الرياضة بين كل فترة وأخرى نظرا لجلوسهم لفترات طويلة، ونوهت بأن ساعات العمل الطويلة والنظر لجهاز الكمبيوتر قد تسبب ضررا للنظر، وعلى المدى البعيد يتسبب الجلوس وعدم الحركة إلى زيادة السمنة وتضرر الفقرات القطنية.
ونبهت د. كوثر لضرر المأكولات والمشروبات غير الصحية للجسم التي يتناولها الموظف في مقابل عدم ممارسة الرياضة أو الحركة لساعات العمل الطويلة، وقالت إن هذا النمط المستمر لسنوات قد يتسبب بتصلب الشرايين وأمراض القلب والضغط، ودعت لممارسة أي نشاط بدني بين كل ساعة ولمدة 10 دقائق في مقر العمل وتنشيط عضلات الرقبة.
ونصحت بتقليل المشروبات المنبهة ومنعها قبل النوم بساعتين على الأقل، وقالت إن بعض الأعمال تتطلب دوام في أوقات غير اعتيادية وهو ما يستدعي العاملين فيها لتناول المنبهات، لكنها شددت على ضرورة منح الجسم الراحة الكافية لمواصلة العمل في ساعات الدوام الطويلة.
وأشارت إلى وجود العديد من المواد البديلة للمنبهات مثل الزعتر والنعناع والبابونج، وبعض الفواكه التي يمكن خلطها في ماء لإضفاء النكهة على الماء، وبذلك يمكن الاستغناء عن المشروبات المنبهة، وقالت إن من الضروري تخفيض معدلات السكريات في المشروبات والمأكولات إلى أن يتعود اللسان على المواد الغذائية بدون سكر لما له من فائدة عظيمة على الجسم ونشاط وحيوية.
وحذرت الدكتورة من التدخين كعادة سيئة ربما تتسبب في أضرار كبيرة للعاملين في بيئات عمل مجهدة، لافتة إلى أن التدخين السلبي ايضا له مضار على الأشخاص القريبين من المدخنين، وقالت إن السجائر الإلكترونية أيضا مضرة، حيث أثبتت الدراسات أن النكهات الموجودة في السجائر الالكترونية أكثر ضررا من التدخين العادي، وقالت إن الابتعاد عن التدخين يمنح العامل فرصة لأداء الأعمال بشكل أفضل.
ودعت الموظف لأخذ دقائق من الإسترخاء وإغلاق العين والابتعاد عن الهاتف أو الكمبيوتر لدقائق، لما له من فائدة كبيرة على الصحة النفسية.
وأشارت الدكتورة العيد إلى ضرورة عمل التحاليل الطبية الدورية للعاملين وتحفيز المؤسسات لموظفيها على إجراء تلك التحاليل والأشعات الدورية وتوفيرها مجانا للعاملين، وقالت إن العديد من الفحوصات تكون وقاية من أمراض وقد تمثل علاجا مبكرا لتلك الأمراض، وشددت على أهميتها للعاملين فوق سن الخمسين وللمرأة فوق الأربعين.
ودعت الدكتورة العيد المؤسسات لتهيئة بيئة صحية بتوفير مواد غذائية صحية للعاملين تعتمد على الفواكه واستخدام طرق الطبخ الصحية للعاملين، حيث تتسبب الأغذية غير الصحية في السمنة والتي صنفت مؤخرا كمرض.
وتناولت في الندوة خطورة العمل في أماكن العمل الصناعية التي تحتوي على أدوات حادة أو ضوضاء، وأهمية الالتزام بإجراءات السلامة وتوفير الإسعافات الأولية، والتدرب عليها من قبل العاملين.
وتطرقت د. كوثر إلى تأثيرات جائحة كورونا على مواقع العمل وحماية العاملين الذين يتطلب تواجدهم في مواقع العمل والأماكن المكتظة، مشددة على ضرورة أخذ التطعيم، وقالت إن ذلك لا يعني عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية.
