ضمن البرنامج التثقيفي للإتحاد الحر لنقابات عمال البحرين نظمت لجنة التدريب والتثقيف بالإتحاد ندوة افتراضية بعنوان *"المفاهيم العشرة في العمل النقابي"* والتي ألقاها النقابي محمد يحيى نائب الرئيس للصحة والسلامة المهنية بالإتحاد الحر، وذلك عن طريق منصة زووم الإلكترونية الافتراضية.
وقال نائب الرئيس للصحة والسلامة المهنية بالاتحاد الحر محمد يحيى: "أدبيات الممارسة النقابية والتي يمثل الإلمام بها أمراً ضرورياً للغاية لفهم العمل النقابي ولترشيد الممارسة النقابية نفسها. وأدبيات العمل النقابي هي مبادئ عامة تقوم عليها كافة أشكال العمل النقابي إلا أنها في الغالب غير مكتوبة أو مدرجة ضمن نصوص ولوائح الأنظمة النقابية وهذا لا يعفي من مسولية الالتزام بها من قبل الأعضاء التزاماً أدبيا لذا سميت هذه المبادئ العامة التي يقوم عليها العمل النقابي بمفاهيم العمل النقابي والتي نود أن نعرض أهمها"
وأضاف يعرّف العمل النقابي أو النقابة ببساطة أنها: "إطار يدافع عن الحقوق المادية والمعنوية لشريحة معينة داخل المجتمع والطبقة/الشريحة هي مجموعة بشرية لها ظروف اجتماعية متقاربة مما يجعل مصالحها كذلك متقاربة. وبالتالي يصبح عمل أفرادها على إيجاد أرضية للعمل التضامني من أجل الدفاع الجماعي المشترك عن الحقوق المادية والمعنوية أمرا ملحا مشيرا إلى أن العمل النقابي الحقيقي ليس عملا مفتعلًا أو إراديا بل هو ضرورة ملحّة ونتيجة طبيعية لظروف مادية ومعنوية ومستوى اجتماعي معين.
وطرح يحيى 10 نقاط يراها ذات صلة ببناء العمل النقابي وهي مبدأ الاقتناع والذاتية الإيجابية والديموقراطية المركزية ومبدأ القيادة الجماعية والعمل الجماعي أو الشورى والمسؤولية الفردية والمراقبة والمحاسبة والنقد الذاتي ومبدأ تقبل الرأي المعارض وأخيراً مبدأ موضوعية الاختيار
وأشار محمد يحي إلى أن من أهم مبادئ العمل النقابي أن يكون الفرد مقتنعا بأهمية الممارسة النقابية وجدواها في المحافظة على حقوق الجميع وتحسين أوضاع الأعضاء والارتقاء بالواقع الموجود نحو الأفضل، فهو ضرورة ملحة لاستمرار العمل النقابي والصمود أما جميع الظروف الطارئة موضحا أن العمل النقابي عملاً تطوعيأ لذا تكمن أهمية الذاتية الإيجابية للأعضاء لتكون المحرك الأساسي للعمل والمثابرة لتحقيق الأهداف المرجوة وتتبلور في هذا المبدأ عملية الاستعداد والتضحية في سبيل البلوغ للغايات المرجوة.
واعتبر أن مبدأ الديموقراطية المركزية هو العمود الفقري الذي يرتكز عليه النشاط النقابي والحياة التنظيمية للحركة النقابية ككل وهو الذي يعني بأن تكون إدارة النقابة وكافة القرارات والمواقف المعبرة عنها صادرة وفق آليات ديمقراطية يشارك فيها جميع الأعضاء هذه الآليات تعطي الأفراد حق اختيار المجموعة التي تقود العمل النقابي ويلتزم جميع الأفراد بالقرارات الصادرة عنها.
وأضاف يحي أن مبدأ القيادة الجماعية هو المبدأ الذي يجنب العمل الأخطاء والاندفاع والأنانية المقيتة ويتجلى هذا المبدأ عند اتخاذ القرارات بالاعتماد على رأي الأكثرية والتزام الأقلية بها والدفاع عنها حتى وإن كانوا معارضين لهذه القرارات.
ودعا كل نقابي قائد أو مسؤول أن يستعين ويسترشد خلال قيامه بالنشاط النقابي بآراء أصحاب الخبرة إضافة إلى آراء زملائه حتى يتم ضمان ترشيد آلية إتخاذ القرار بما فيه الأسلم والأفضل
وأكد يحي أن كل نقابي مسئول يتحمل نتائج ما يقوم به من وظائف ومهام نقابية وخلال قيامه بعمله يتعرض العضو النقابي للمراقبة والمحاسبة من القيادات والأجهزة العليا ومن القواعد الدنيا للتنظيم النقابي.
وشدد على أنه حين يفتقد النشاط النقابي لمبدأ المراقبة والمحاسبة يتعرض التنظيم النقابي لنوع من الفوضى والتسيب الذي يصل أحيانأ إلى حد التلاشي الفعلي للعمل وانهياره، مؤكداً أن الرقابة والمحاسبة كمبدأ لا يهدف بالدرجة الأولى إلى إثبات الخطأ وفرض العقوبات بقدر ما يهدف إلى تحسين نوعية النشاط النقابي ورفع إنتاجيته.
وأضح محمد يحي أن النقد الذاتي هو حق لكل عنصر نقابي بغض النظر عن موقعه النقابي أهو عضو في الأجهزة القيادية أم هو ضمن قواعد النقابة ومن خلال هذا المبدأ يقوم العضو بتوجيه انتقاداته للجهة المسئولة مراعياً الموضوعية في تناول الموضوع المراد انتقاده بعيداً عن التجريح وبصورة بناءة.
واختتم محمد يحي حديثه بالتأكيد على مبدأ موضوعية الاختيار وضرورة أن يراعي العضو الموضوعية قبل اتخاذ القرار بعيداً عن تأثير العاطفة والمصالح الفردية بأن يكون الفرد علميا في اختياره الذي يجب أن ينشد الصالح العام.
