وزارة التربية والتميّز في التعطيل!
عمال البحرين الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠١٥

وزارة التربية والتميّز في التعطيل!

 

وزارة التربية والتميّز في التعطيل!

 

نسمع دومًا عن تميّز وزارة التربية والتعليم في المعايير الدولية والكتب الدراسيّة وتطوير التعليم ومدارس المستقبل، وجهود أخرى كثيرة، لكننا اليوم سنتكلّم عن نوع آخر تتميّز به وزارة التربية والتعليم، ألا وهو التميّز في التعطيل، والجميع يشهد عليها هذا التميّز.

إن تمّت ترقية المعلّم الى معلّم أوّل أو ترقيته إلى مدير مساعد أو مدير، فإنّ الدرجة لا تدخل إلاّ بعد سنة أو سنتين، إذ إنّ المسمى يتغيّر، بينما الدرجة تنتظر المسئولين في الوزارة، فأوراق الدرجة تذهب من إدارة إلى إدارة، ومن مسئول إلى مسئول، حتى تصل أخيرًا عند من لديه الأمر فيبتُّ في هذه الدرجة لتدخل أخيرًا ضمن السلّم الوظيفي!

وتأتي الدرجة بعد عناء طويل ومرير ومقابلات واتّصالات - إنْ كان الموظّف المسئول لديه وقت للرد على الاتصالات-، حتى تفقد معناها والإحساس بها، فلطالما سمعنا من يحصل على الدرجة يقول (توّ النّاس)، بمعنى جاءت متأخّرة جدًّا جدًّا! بينما موظّفو الحكومة في الوزارات الأخرى يحصلون على الدرجة وينتظرون شهرًا أو شهرين بالكثير حتى تدخل الدرجة في الراتب! ما الفرق بين موظّف الحكومة في الوزارات الأخرى والمعلّم؟!

أيضًا تتميّز الوزارة بتعطيل الموظّف المتقاعد، فهو ينتظر شهراً أو شهرين أو 3 أشهر، وبعضهم أخبرنا 6 أشهر، حتى يتفضّل المسئولون في الوزارة بتوقيع أوراقه وتسليمها إلى ديوان الخدمة المدنيّة ومن ثمّ إلى التقاعد، ولا ندري تحت أي بند من التميّز يأتي هذا الأمر، هل التميّز في تعطيل إرجاع الحقوق، أم التميّز في البيروقراطية، أم التميّز في كون الموظّف يصبر صبر أيّوب من أجل الراتب التقاعدي والمستحقّات؟! التميّز وجدناه عند دولة الإمارات العربية المتّحدة ودولة قطر الشقيقتين، فهاتان الدولتان لم نجدهما يتأخّران في ادخال الدرجة لمن يستحق أو الحافز لمن يستحق، فحتى الحوافز في البحرين تتأخّر ولا نعلم سببها، ونضيف إلى ذلك كلّه ارتياح المعلّم أو الموظّف من الآلية التي لا ترهقه من أجل حصوله على ما يستحق، أمَّا نحن فننتظر ونصبر حتى يملَّ الصبرُ منّا؛ لأنّه ليس لنا صاحب سواه، من أجل حصولنا على مكافأة وليس درجة أو حافز!

كذلك المتقاعد في الدول الشقيقة المجاورة لا ينقطع راتبه حتى تنتهي إجراءات التقاعد، فيرتاح الموظّف ولا يعيش في قلق القروض والديون المتراكمة جرّاء إيقاف الراتب، وهو هذا الحال عندنا في البحرين، إذ ينتظر الموظّف في وزارة التربية والتعليم شهراً، شهرين، 3 أشهر، 4 أشهر، وإذا كانوا غاضبين عليه فالأوراق تقبع مكانها سر إلى أنْ يأتي فرج الله، أَيُعقل هذا في وزارة لم تفتأ تتكلّم عن التميّز الذي نلاحظه في الورق فقط؟! للعلم يا وزارة التربية والتعليم الموظّف الذي تقاعد لديه مسئوليات وبيوت وقروض وديون وكهرباء وماء وهواتف والتزامات يريد أنْ يلبّيها، وما تأخيركم إلاّ ضدَّ التميّز الذي تتكلّمون عنه ليل نهار، وما نريد منكم إلاّ مراجعة آليّاتكم نحو المتقاعدين، فبعضهم يستطيع تدبير أموره، وبعضهم يعتمد على راتبه، وهذا لا يجوز لا شرعًا ولا قانونًا! فالحقوق أولى أنْ تُعطى في وقتها!

ننتظر من وزارة التربية والتعليم الرد الجميل المذيّل بإساءة الكتّاب لها وابتعادهم عن المهنيّة، فلقد تعوّدنا على هذا النوع من الردود هذه الأيام، كما نتمنّى منهم بعد الردّ العمل على حلّ التميّز في الدرجة المتأخّرة والتميّز في إعطاء المتقاعد مستحقّاته المتأخّرة، ولكم التحيّة.

http://www.alwasatnews.com/4714/news/read/1013624/1.html