أعمالهم تفضحهم.. وفضائحهم تكشفهم!!
عمال البحرين الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣

أعمالهم تفضحهم.. وفضائحهم تكشفهم!!

أعمالهم تفضحهم.. وفضائحهم تكشفهم!!      

 
 
حول ما تمور به الساحة المصرية هذه الأيام - ومن قبل - هناك جزئية ينقسم حولها الرأي العام تستحق الوقوف عندها لحسم هذا الخلاف من حولها توقيا لمخاطر سوء الاختيار. على وجه التحديد هذا الاختلاف يتمحور حول ما يمارسه أنصار الأنظمة البائدة من بذاءات وأعمال فوضوية وتخريبية وإجرامية وإهانات لمصر وللمصريين.. وتبديد لكل خيرات مصر. وباختصار تعطيل للحياة على أرض المحروسة. تنحصر هذه الجزئية في: هل ننقل ما يمارسه أعداء الوطن من أكاذيب وتلفيقات وبذاءات، وأعمال فوضى وإجرام، والتعبير بما يدور في اجتماعاتهم.. ومؤتمراتهم وندواتهم وتصريحاتهم وبياناتهم؟ أم نتجاهلها جميعها ونغضّ عنها الأعين.. وكأنها وأنهم لا وجود لهم على الساحة بالمرة؟
ينقسم أصحاب الرأي حول هذه الجزئية الى فريقين لا ثالث لهما: الفريق الأول يرى ان النشر عن هذه البذاءات وصور الإجرام والأكاذيب هو واجب أصيل لفضحهم، وإمعان في فضحهم والتركيز على سلبياتهم وانحرافاتهم. الفريق الثاني يرى التجاهل التام لهؤلاء وكل ما يصدر عنهم أو منهم.. وكأنهم لا وجود لهم على الأرض تماما.. ووقانا الله شرورهم وآثامهم.
أصحاب الفريق الأول هم أصحاب الفكرة أو الرأي السائد في مصر.. فنجد الصحف القومية وصحف المعارضة كلها تسارع الى نقل ما يصدر عن المناوئين للوطن والطامعين فيه.. الى درجة تصوير ونقل مسيراتهم ومظاهراتهم، وخاصة ما يخرج منها عن السيطرة! ويواكبه التخريب والحرق والقتل.. وبما في ذلك لافتاتهم وكل ما تحتوي عليها من عبارات بذيئة وخارجة على القانون والأعراف والآداب! ويبدو ان أصحاب هذا الفريق هم من ذوي الرأي الأصوب والأنجح.. ذلك لأن كثرة نشر ما يمارسه هؤلاء الآثمون من اهانات وعدوان على الوطن.. وما يتبع ذلك من بذاءات وتجريحات وانحرافات، قد أدى الى توسيع قاعدة الكارهين لأعداء الوطن والمواطنين والناقمين عليهم، والعمل على الابتعاد عنهم وتوجيه اللعنات لهم.. كما ان الملحوظ أن قاعدة الرافضين لهذه الفئة بدأت تتسع بشكل كبير.. وان أنصارهم يتضاءلون ويتبرأون منهم هذه الأيام بشكل لافت.. وأصبحت أعداد المشاركين في المسيرات والمظاهرات وأعمال الفوضى والتخريب تتضاءل بشكل ظاهر.. ولم يبق متمسكا ومشاركا بهذه المظاهرات والمسيرات غير الممولين، ومن رضوا ببيع أوطانهم بأثمان قليلة.. وقبلوا أن يوصفوا بالبلطجية.. موهمين الناس جميعا بأنهم مناضلون.. والنضال منهم براء.
  ومن هنا تجد القنوات التلفزيونية العامة والخاصة تتنافس هذه الأيام في نقل أعمال الفوضى التي تحدث في مصر.. مسهمة في اتساع دائرة الكراهية للمناوئين ولفظهم والتحرك ضدهم والتبرؤ منهم إلى الأبد. {{{ يتردد على الساحة هذه الأيام أن ما أصدره وزير المالية مؤخرا من رفع أسعار الديزل بنسبة 20%.. مع التمادي في هذا الرفع لتصل النسبة الى 80% تدريجيا هي البداية.. حيث إن المواطنين، وخاصة الموظفين والعمال الذين كانوا يتوقعون زيادة دخولهم ورواتبهم أصبحوا يتوقعون مزيدا من هذا الرفع في أسعار السلع والخدمات، مع مزيد من محاصرتهم بين الدخول الضعيفة.. والأسعار والأعباء المتزايدة. لا يؤمن بهذا التوجه نحو رفع الدعم عن السلع والخدمات الرئيسية دفعة واحدة مع رفض إجراء أي تحسين على هذه الرواتب والدخول غير وزير المالية.. الى درجة ان البعض قد ظنوا ان ما بعث به الوزير الى مجلس النواب مؤخرا من أن الأمل ضعيف في اكتشافات جديدة للنفط والغاز هو بمثابة تبرير لمواصلة السير في هذا التوجه نحو سلسلة من القرارات لرفع الدعم الحكومي عن السلع الرئيسية. ملخص القول انه لا يجوز على الاطلاق مواصلة الاصرار على إبقاء الرواتب والاجور في حالة التجمد والسكون مع ممارسة حملة طويلة ومؤلمة قوامها رفع الدعم عن السلع والخدمات الرئيسية، وخاصة ان عملية زيادة الاسعار نتيجة رفع الدعم سيتحملها المواطن - وحده – من دون غيره.. فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتحمل المواطن وحده من دون غيره كل التبعات والتحركات المؤلمة.. حتى التجار والصناع والمقاولين سيسارعون الى تحميل المواطن وحده كل تبعات هذه التوجهات الصعبة.. فهل هذا يجوز؟
من المؤسف حقا.. ان تتأصل في كل المجتمعات العربية هذه الظاهرة التي تكشف عن النوايا السيئة والمزمنة لبعض المسئولين العرب.. بمواقع العمل حيث يلاحظ عندما يجلس المسئول في الاجتماعات المصيرية التي لها علاقة بمقدرات العمال والموظفين ومعيشتهم فإنه ينبري في طرح المشاريع والحلول والمقترحات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. أقصد المقترحات والمشاريع التي لا تمس جيوبهم الخاصة في شيء.. إلى درجة انه لا يهمهم أبدا لو تسببت هذه المقترحات والقرارات في هلاك الآخرين.
قال لي مرة أحد الموظفين: في أيام الغزو العراقي للكويت.. ساءت الأوضاع في كل دول الخليج وانحسرت الدخول.. ولذا كان التفكير في معظم الشركات والمؤسسات يتوجه نحو السعي الى قرارات تقشفية وضغط كبير في المصروفات.
ثم قال: في الشركة التي كنت أعمل بها عقد اجتماع للبحث عن حلول لضغط الإنفاق حماية للشركة من الافلاس. وأضاف: انبرى أحد المسئولين دفاعا عن الرواتب الاساسية مطالبا - بشدة - بعدم المساس بها على أي مستوى وبأي شكل من الأشكال.. لأن المساس بها يعني - زيادة الطين بلّة - بسبب ارتفاع الأسعار. قيل له: وما هو الحل إذن؟
قال: الحل في وقف المكافآت والحوافز والبدلات، استحسن مدير الشركة هذا الحل.. بعد أن أجرى حسبة عاجلة لحجم هذه المكافآت والحوافز والبدلات.. وبادر على الفور إلى شكر المسئول. خرج هذا المسئول (المنبري) الى الموظفين قائلا: أنا عملت على حمايتكم وعدم المساس برواتبكم.. وشكروه.
بعد ذلك تبين ان كل ما فعله هذا المسئول هو انه قد حمى نفسه وراتبه الخيالي.. وأوقع كل الموظفين في الفخ لأن النسبة العظمى من دخولهم هي عبارة عن مكافآت وحوافز وبدلات!! وقال: بعد أن فهم جميع الموظفين هذا الفخ الذي أوقعهم المسئول المزيف فيه.. لعنوه جميعا بعد ان كانوا قد شكروه!!.. وظلت هذه اللعنة تطارده حتى انتقم لهم الله منه!!