الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٩ 11:07 ص




كلمة
الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين
بمناسبة يوم العمال العالمي
الثلاثاء 30 أبريل 2019م
 
 نص كلمة رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين في حفل يوم العمال العالمي السابع الذي ينظمه الاتحاد برعاية سامية من جلالة الملك المفدى
سعادةَ السيد جميل بن محمد علي حميدان 
نائبَ راعِي الحفل
وزيرِ العملِ والتنميةِ الاجتماعية 
سعادةَ السيد محمد الكوهجي النائبَ الثاني لرئيسِ مجلسِ إدارةِ غرفةِ تجارةِ وصناعةِ البحرين
أصحابَ السعادة 
السيداتِ والسادة 
ضيوفَنا الكرام
الأخوةَ والأخوات المكرمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
 
يشرفني أن أرحبَ بكم جميعًا وبكل يدٍ عاملةٍ تبني وطنَها وتُسهمُ في عجلةِ الإنتاجِ والتنميةِ والازدهارِ والتقدم، ويشرفني أيضا أن أكونَ بينكم لنحتفلَ معًا بالعامِ السابعِ من سلسةِ تكريمِ العمالِ المجدِّين الذين استحقوا اليومَ أن يكونوا على منصةِ التشريف، وكان حقًّا علينا أنْ نُقدمَ لهم التكريمَ المناسبَ لما حققوهُ في مواقعِ عملِهم لهذا العامِ وفي يومِ العمال.. يومِ المجدِّينَ والأيدي الشريفةِ القويَّةِ المُعطاءةِ في كافةِ مجالاتِ رِفعةِ الوطن.
هذا الحفلُ الذي يحرصُ الاتحادُ الحرُّ لنقاباتِ عمالِ البحرينِ أنْ يقيمَهُ كلَّ عامٍ يكسوه الشرفُ بأنْ يأتي برعايةٍ ساميةٍ من لَدُنِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة عاهلِ البلادِ المفدى حفظه اللهُ ورعاه، والدِ كلِّ إنسانٍ ينتمي لهذه الأرضِ الطيبةِ، وصاحبِ المشروعِ الإصلاحيِّ الذي أوصَلَنا لما نحنُ فيه الآن، وبِسَبِبِه نحتفلُ بإنجازاتِكم التي هي من نسيجِ إنجازاتِ الوطن.
لا شكَّ أنَّ كلَّ عاملٍ في موقعِ عملِه يمثِّلُ وِحدةً ولبنةً في منظومةِ بناءِ البحرينِ المتقدمةِ والعصرية، ولا شكَّ أنَّ إخلاصَكم لمملكتِكُم ولِمليكِها وقيادتِها الحكيمة، هو الحافزُ لكلِّ الكوادرِ الشبابيةِ التي تَتَطَلَّعُ لأنْ تدخلَ ضمنَ نسيجِ شبكةِ الإنتاجِ والتنميةِ للبحرين، وَلِمَ لا .. فهم أبناؤكم وإخوانُكم الذين سيقفون في هذا المكانِ العامِ القادمِ لنحتفلَ بإنجازاتِهم وإخلاصِهم وانتمائهم لهذا البلدِ مثلما نحنُ نحتفلَ بكم اليوم.
كما أنتهزُ هذه المناسبةَ لكي أتقدمَ بالتهنئةِ القلبيةِ للأخوةِ والأخواتِ المكرمينَ متمنيًّا لهم حياةً عمليةً مفعمةً بالأملِ والنشاطِ، كما أشكرُ جميعَ الشركاتِ والمؤسساتِ التي تجاوبَتْ معنا من خلالِ تكريمِ عمَّالِها المتميِّزينَ في هذا الحفل.
أصحابَ السعادة .. الإخوةَ والأخوات  
يتزامنُ يومُ العمالِ هذا العامِ مع مرورِ ستَّةِ أعوامٍ على تأسيسِ الاتحادِ الحرِّ لنقاباتِ عمالِ البحرين، وهي ستَّةُ أعوامٍ مليئةٍ بفضلِ اللهِ وبجهودِ (المخلصينَ منْ أعضاءِ) الاتحادِ بالإنجازاتِ الكثيرةِ وغيرِ المسبوقةِ على الأصعدةِ المحليةِ والعربيةِ والدوليةِ والتي شَهِدَ لها القاصي والداني، فقد أصبحَ للبحرينِ وبفضلِ جهودِ الاتحادِ الحرِّ صوتًا مسموعًا في جميعِ المحافلِ العماليةِ والنقابيةِ يدافعُ عن مكانتِها ويبرزُ صورتَها المشرقةِ وإنجازاتِها العمالية.
كما يتزامنُ يومُ العمالِ هذا العامِ مع انتخابِ مجلسٍ تنفيذيٍّ جديدٍ للاتحاد الحر، حيث انعقدَ المؤتمرُ العامُّ للاتحاد بكلِّ شفافيةٍ ونزاهةٍ وبمشاركةِ وسائلِ الإعلامِ التي كانت تبثُّ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ مباشرةً من داخلِ المؤتمر، كما شاركتْ في أعمالِ الرقابةِ جمعياتٌ حقوقيةٌ أشادتْ بسلاسةِ ونزاهةِ إجراءاتِ المؤتمر، وها نحن نبدأُ دورةً جديدةً بخططٍ واعدةٍ لاستكمال ما بدأناه خلالَ سنواتٍ ماضيةٍ، والبناءَ عليه وتطويرَها للسنوات الأربعِ القادمةِ من أجلِ خدمةِ العمالِ والدفاعِ عن حقوقِهم ومكتسباتِهم في جميعِ القطاعاتِ والمجالات.
الحضورَ الكريم 
الاتحادُ الحرُّ يتوسّعُ على المستويَيْنِ المحليِّ والدوليِّ وبدأَ يجني ثمارَ ما عملَ على تحقيقِه في السنواتِ الستِّ الماضية، فأصبحَ لنا وجودٌ حقيقيٌّ في المنظماتِ العماليةِ العربيةِ والدولية، ولدينا الآن أكثرَ من عشرينَ نقابةٍ بمختلفِ القطاعاتِ الوطنية، ونمثلُ شريحةً كبيرةً من العمالِ تمثيلًا حقيقًّيا ينأى بنفسه عن التصنيفِ والطأفنة، ونقدمُ للعاملين في أيِّ مؤسسةٍ تعملُ في البحرينِ كافةَ الخدماتِ والمساعدةِ سواءً القانونيةَ أو العماليةَ أو الحقوقيةَ دونَ النظرِ إلى انضمامِ العاملينَ للنقاباتِ التابعةِ للاتحاد (من عدمه)، وهو ما يؤكدُ مبدأَ الشموليةِ والعدالةِ والإنصاف، ونتشرفُ بأنَّنا قدَّمْنا الدعمَ والمساندةَ للعاملين في البحرينِ سواءً من المواطنين أو الأجانب، ونَحَّيْنا أيةَ تمايُزاتٍ بينهم، ولهذا نجحنا وننجح.
السادةَ الحضورَ الكريم
لاشكَّ أنَّ تهيئةَ حياةٍ كريمةٍ للعمالِ ونَيْلَ حقوقِهم والحفاظَ على مكتسباتِهم والعملَ على زيادةِ الانتاجيةِ وزيادةَ التنميةِ والتطويرِ لنْ يتحقَّقَ إلا بتكاتفِ قوى العملِ في الدولةِ وتحقيقَ تناغُمٍ بين سياساتِ الحكومةِ والقطاعِ الخاصِ، وما يُقدمُّه العاملينَ في المقابلِ لتحقيقِ الأهدافِ المرجوة، واسمحوا لي هنا أنْ أرفعَ أسمى آياتِ الشكرِ والتقديرِ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة عاهلِ البلادِ المفدى نصيرِ العمالِ على رؤيتِه الملكيةِ الساميةِ التي  انطلقتْ بمملكةِ البحرينِ إلى آفاقِ المستقبلِ المزهرِ وإلى نهضةٍ كبرى آتتْ ثمارَها في جميعِ مناحي الحياةِ بمملكتِنا الحبيبة، ولصاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيسِ الوزراءِ الموقرِ على دعمِه المتواصلِ للاتحادِ الحرِّ لنقاباتِ عمالِ البحرينِ ولجموعِ العمال، وقد كان هذا بمؤازرةِ ودعمِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ سلمان بن حمد آل خليفة وليِّ العهدِ النائبِّ الأولِ لرئيسِ الوزراء.
وهنا أودُّ أنْ أوجِّهَ رسالتي الأولى إلى حكومتِنا الموقرةِ برئاسةِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ رئيسِ الوزراء، فبرغمِ علمِنا بالتحدياتِ والصعوباتِ الاقتصاديةِ التي تَمرُّ بها البحرينُ وصولًا إلى برنامجِ التوازنِ الماليِّ إلا أنَّنَا على ثقةٍ من حرصِها على تهيئةِ حياةٍ كريمةٍ للعمالِ. ولذا فنحنُ نتطلعُ إلى رفعِ الحدِّ الأدنى لرواتبِ العمالِ لكيْ يتمكنوا من مواجهةِ الأعباءِ المعيشيةِ المتزايدةِ ، بالإضافةِ إلى الحفاظِ على حقوقِهم ومكتسباتِهم التقاعديةِ وعدمِ المساسِ بها ، وهو المبدأُ الذي نادى به الاتحادُ الحرُّ ولنْ يحيدَ عنه. كما نرفعُ إلى حكومتِنا الموقرةِ أصواتَ العمالِ الذين باتوا يعانون من تداعياتِ رفعِ الدعمِ عن السلعِ وزيادةِ الرسومِ والضرائبِ بكافةِ القطاعاتِ والتي ألْقَتْ بظلالِها على المواطنِ بصفةٍ عامةٍ، وعلى العاملِ بصفةٍ خاصة، مما يزيدُ مخاوفَنا من توسعِ دائرةِ الفقرِ المُدْقِعِ بدلًا من تحسينِ المستوى المعيشيِّ للمواطنين، إضافةً إلى التضخمِ الاقتصاديِّ والذي يعتبرُ أكبرُ خطورةٍ من البطالة، خاصةً وأنَّ الدعمَ الحكوميَّ يساعدُ في توفيرِ الحياةِ الكريمةِ للمواطنِ البحرينيِّ الذي يعاني من أعباءٍ معيشيةٍ كبيرةٍ في ظلِّ ارتفاعِ الأسعارِ وثباتِ الرواتب.
 
كما أوجهُ رسالةً للسادةِ أصحابِ العملِ الذين كانت لهم بصماتُهم الواضحةُ في تطورِ الحياةِ الاقتصاديةِ في البحرينِ وزيادةِ مشاريعِها الاستثماريةِ بضرورةِ العملِ على بحرنةِ الوظائفِ وذلك من أجلِ استيعابِ طاقاتِ الشبابِ البحرينيِّ وتقليلِ نسبةِ البطالةِ التي تؤرقُ الجميع، وأنْ يَنتهجَ أصحابُ الأعمالِ الحوارَ في حلِّ المشكلاتِ وفي مواجهةِ التحدياتِ والصعابِ، وأنْ يعتمدوا العملَ بروحِ الفريقِ الواحد والحرصَ على حقوقِ ومكتسباتِ العمالِ؛ وذلك لتحقيقِ مزيدًا من التوافقِ والتكاملِ الذي يصبُّ في النهايةِ في مصلحةِ العملِ وزيادةِ الانتاجيةِ والصالحِ العامِ للدولة . حيث لا تزالُ الكثيرُ من القضايا العماليةِ تتطلبُ منكم التعاونَ مع النقاباتِ للوصولِ إلى حلولٍ توافقية، لكن ما يحدثُ في بعضِ القطاعاتِ لا يرقى إلى مستوى التعاون، بل إنَّ بعضَ النقاباتِ والنقابيِّينِ ما زالوا يعانون من التضييقِ على أنشطتِهم، ولا يمكن لهذه الممارساتِ أن تسهمَ في تقدمِ وتطورِ أيَّ منشأةٍ اقتصادية، لكننا نؤكدُ على أنَّ إيجادَ صيغةِ تعاونٍ وتوافقٍ بين الأطرافِ يسهمُ في حلحلةِ الأزماتِ التي تُواجهُها معظمُ القطاعاتِ الاقتصاديةِ، ومنا هنا أدعو إلى تفعيلِ آليةِ التفاوضِ والحوارِ التي وقعتْ بين غرفةِ تجارةِ وصناعةِ البحرينِ والاتحادِ الحرِّ لنقاباتِ عمالِ البحرينِ وإلى أنْ تكونَ أساسًا للحوارِ بين الشركاتِ والمنظماتِ النقابية.
 
السيداتِ والسادة 
إنَّ العنصرَ البشريَّ هو العمودُ الفقريُّ لأيِّ نهضةٍ، والاستثمارُ الأمثلُ هو الاستثمارُ في تنميةِ وتطويرِ أدواتِ العنصرِ البشري، ولن يتحققَ هذا ولا ذاك إلا إذا كانت هناك نيةً صادقةً وإرادةً حقيقيةً لذلك، وللأسفِ الشديدِ هناك بعضُ الشركاتِ الوطنيةِ ومؤسساتِ القطاعِ الخاصِ يمارسون فصلًا تعسفيًّا ضدَ العمالِ، وهو ما يخالفُ أهدافَ المشروعِ الإصلاحيِّ لجلالةِ الملكِ المفدى حفظه الله ورعاه والذي كانت أهمَّ أهدافِه هو تحسينُ مستوى الحياةِ المعيشيةِ للمواطنين، ولذا فنحن نَتَوَجَّهُ بهذه الرسالةِ إلى السلطةِ التشريعيةِ السادةِ أعضاءِ مجلسَيْ الشورى والنوابِ بضرورةِ العملِ على إدخالِ تعديلاتٍ تشريعيةٍ في قانونِ العملِ لحمايةِ العمالِ من الفصلِ التعسفيِّ وإلزامِ القطاعِ الخاصِ بإرجاعِ الموظفين المفصولين إلى أعمالِهم متى ثَبَتَ أنهم فُصِلوا فصلًا تعسفيًّا . كما نطالبُ ممثِّلي الشعبِ بضرورةِ العملِ على تحقيقِ تطلعاتِ العمالِ وتنفيذِ وعودِهم التي قطعوها للمواطنين، كما نطالبُهم بأنْ لا يكونوا أداةً لمزيدٍ من المعاناةِ والضغطِ على المواطنين من خلال القوانينِ التي تُمَرَّرُ بما فيها من زيادةٍ لأعباءِ المعيشةِ وشرعنةٍ للضرائبِ التي باتتْ تُرهقُ كاهلَ الأسرِ والعوائلَ البحرينية.
السادةَ الحضورَ الكريم
في يومِ العمالِ وبعدَ مرورِ العامِ السادسِ من عمرِ الاتحادِ الحرِ لنقاباتِ عمالِ البحرينِ نجددُ عهدَنا مع القيادةِ الحكيمةِ وشعبِ البحرينِ أجمع، بأنْ يكونَ الاتحادُ الحرُّ كما عهدتموه مُدافِعًا عن البحرينِ والقضايا الوطنيةِ في جميعِ المحافلِ العربيةِ والدولية، والنأيَ عن الدخولِ في تحزُّباتٍ سياسيةٍ وطائفية، وسنعملَ على كلِّ ما يُنمِّي ويُطوِّرُ البحرينَ في شتى المجالات.
وللإخوةِ العمالِ نجددُ العهدَ معكم على أنْ نظلَّ أوفياءَ لكم وصوتَكم القويَّ المدافعَ عن حقوقِكم ومكتسباتِكم والساعيَ دائماً لإيجادِ بيئةِ عملٍ متوازنةٍ وآمنةٍ تسهمُ في تحقيقِ التنميةِ والتطورِ وتُحفِّزُ على الإنتاج  .
 
السيداتَ والسادة الكرام
وفي الختامِ لا يسعُني إلا أنْ أتقدمَ بجزيلِ الشكرِ والتقديرِ إلى سعادةِ وزيرِ العملِ والتنميةِ الاجتماعيةِ السيد جميل بن محمد علي حميدان، وإلى أصحابِ السعادةِ ورؤساءِ الشركاتِ والمؤسساتِ وأعضاءِ الإداراتِ التنفيذيةِ على تشريفِهم حفلِنا السابعِ لتكريمِ العمالِ المجدين، وإلى اللجنةِ المنظمةِ للحفلِ والتي نَجَحَتْ في إخراجِه بهذا الشكلِ المتميز، كما نشكرُ ونُثمِّنُ عاليًا جهودَ جميعِ المؤسساتِ التي أسهمتْ في إنجاحِ هذا الحفلِ وقدَّمتْ كافَّةَ سبلِ الدعمِ لكيْ يَخرُجَ بهذه الصورةِ المشرفة، ولا يسعُنا إلا أنْ نُقدِّمَ لهم عظيمَ الشكرِ والعرفانِ متمنِّينَ لهم دوامَ التعاونِ المشتركِ لما فيه خيرِ مملكتِنا وشعبِها الكريم، والشكرُ موصولٌ إلى جميعِ الزملاءِ أعضاءِ النقاباتِ العماليةِ المنضويةِ تحتَ مظلةِ الاتحادِ الحرِّ، لما بذلوه من جهودٍ مقدرة .
 
كلُّ عامٍ وعمالُ البحرينِ والعالمُ العربيُّ والإسلاميُّ وعمالُ العالَمِ بخيرٍ، والعامُ القادمُ بمشيئةِ اللهِ وعونِه متحققةٌ تطلعاتُهم وأمنياتُهم.
شكرَ اللهُ لكم سعيَكم وحققَ لكم ما ترجونَه من الفوزِ والتقدم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 


نشرة الحر الإلكترونية - عدد شهر مارس 2024 التفاعلي
نشرة الحر الإلكترونية - عدد شهر مارس 2024 التفاعلي